الحديث عن الدولة الإسلامية ونشر الإسلام يتحتم علينا أن نعمل جاهدين من أجل إقامة هذه الدولة وأن نسخر كل إمكانياتنا من مال وسلاح لمجاهدة أعداء الله ورفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكن ما يجري في اليمن من مزاعم حول إقامة الدولة الإسلامية بداخل دولة إسلامية قائمة أصلا لنحصل على معامل ضرب أو معادلة من الدرجة الأولى ذات مجهول واحد وهي دولة إسلامية × دولة إسلامية قائمة- دولة إسلامية (تربيع) لاشك أن هذا نوع من الجنون أو ما يسمى مرض الهستيريا. لا أدري كيف يفكرون من يسمون أنفسهم المجاهدين أو الفاتحين عندما يريدون أن يفتحوا اليمن ويقيموا الدولة الإسلامية فيها. كان الأفضل على هؤلاء أن يرسلوا رسائل إلى كفار اليمن وإلى امبراطور اليمن ومحافظي المحافظات يدعونهم فيها إلى الإسلام كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ملوك كسرى وفارس وقيصر وغيرهم فإذا رفضنا وجب عليهم جهادنا حتى ندخل معهم في الإسلام. لقد ظهر لنا خلفاء موديل 2011م كالزنداني والهتار وظهر لنا أمراء أمثال علي محسن وحميد الأحمر وصادق الأحمر وهناك أعضاء مجلس الخلافة أمثال توكل كرمان وعبدالرحمن بافضل وحسن زيد ومحمد علي محسن وحمود المخلافي والسامعي وغيرهم وكلاً له طموحه. فمنهم من يريد أن يفتح اليمن من أرحب وأبين ومنهم من يريد أن يفتحها من صنعاء ونهم ومنهم من يريد أن يفتحها من مذبح وشارع الستين ومنهم من يريد أن يفتحها من تعز ومنهم من يريد أن يفتحها من حضرموت. فخلفاء 2011م مختلفين فيما بينهم بينما بقية الدولة اليمنية الكافرة حسب زعمهم ما زالت متماسكة حول امبراطوريتها متمثلة في الامبراطور علي عبدالله صالح. لقد جاء لنا هؤلاء الخلفاء العرطة بدين جديد يبيحون فيه الخروج عن ولي الأمر ويبيحون فيه الأعمال الإرهابية والانتحارية وقتل الأبرياء تحت مسمى الجهاد هذا هو نهجهم ودندنتهم وأخذوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان ستكون خلافة إسلامية راشدة والجماعة صدقوا أنفسهم. فالزنداني رأى نفسه أنه قد بلغ سن الرشد وتعدى مرحلة المراهقة فقال أنا الخليفة الراشد أي الأكبر وعلي محسن رأى نفسه أنه أمين مخازن بيت مال المسلمين فقال أنا الأمين والمثل يقول (لا تأتمن القط على السمك) لأن القط خائن سيأكل السمك وتوكل كرمان رأت نفسها أنما سيدة القوم وبيدها الأمر والنهي وقالت أنا بلقيس اليمن، وحميد الأحمر رأى نفسه ثرياً فقال أنا الوزير المالي وغير ذلك كثيرون. الخلافة الإسلامية القادمة ليس فيها حزب إصلاح ولن يكون هناك خليفة إصلاحي أو قاعدي حوثي أو إرهابي أو نهاب أراضي. الخلافة الإسلامية لن تكون مقصورة على اليمن فحسب بل ستشمل كل الدول الإسلامية في العالم تحت مسمى واحد وهو الخلافة الإسلامية الراشدة لكن في أخر الزمان وليس في هذا الزمان يا مساكين. فيا هؤلاء: إذا أردتم أن تفتحوا اليمن وتكسروا شوكة الكفر فيها حد قولكم وتجعلوها دولة إسلامية شوروية عليكم أن تجاهدوا أنفسكم أولاً وترفعوا نسائكم من ساحة التغرير وتوقفوا نزيف الدماء التي تسفكونها بحق الأبرياء، وتطهروا ذممكم من المال العام والخاص الذي نهبتموه ظلماً وقسراً وتعيدوا إلى ذوي الحقوق حقوقهم من أراضي وممتلكات، وبعدها أهل اليمن سيؤمنون بكم وسيدخلون في دينكم أفواجا دون اللجوء إلى الجهاد لأنه شعب مسالم يرفض العنف.