مع لحظة تأمل في ماضي امتنا العربية وفي الصورة من حولنا اليوم التي تجعلنا نعيد قرأة التاريخ العربي من جديد وهذه نظرية لأحد الفلاسفة قال إذا أردنا أن نعالج أمرا ما، ينبغي قرأة متأنية لتاريخ ذلك الأمر حتى نهتدي إلى الأسباب الكامنة خلفه وبالتالي نضع الحلول اللازمة للمشكلة التي نحن بصددها ومن عوامل عدم استفادتنا نحن العرب من قراءة التاريخ يرجع مردة إلى أن الأمة العربية اقل امة قراءة وهذا أمرا مسلم به حسب دراسات عالمية وحصل أن قال ذلك الصهيوني الهالك موشى ديان في عام 1967م وحينها كان يشغل وزير الدفاع الصهيوني في مؤتمر صحفي له قبيل العدوان الصهيوني الذي أفضى إلى احتلال سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان :قال إذا لم تكف مصرعن التهديد سوف نقوم بالعمل على احتلال صحراء سيناء بنفس الخطة التي احتلينا ها بها في عام 1956م فقال له احد الصحفيين الغربيين آلا تخشى إن العرب يقرؤون تصريحك هذا فيأخذون حذرهم ؟؟ فتبسم وقال (إن العرب لا يقرؤون ) !! وبالعودة إلى موضوعنا وبقراءة متأنية لتاريخ ثوراتنا العربية سنجد المستفيد الأول هوا لعدو الصهيوني فمثلا حصل في عام 1958م أن قامة الوحدة بين مصر وسوريا وفي نفس العام قام اتحاد بين المملكة العراقية والمملكة الأردنية فحصل انزعاج شديد في أوساط الصهيونية العالمية عندما أصبحت إسرائيل مطوقة بتلاحم عربي غير مسبوق بإعلان كيانين اتحاديين الجمهورية العربية المتحدة، والمملكة العربية الهاشمية المتحدة!! فوجئ العدو الصهيونية بذلك وخاصة من الملكين العراقيوالأردني وكان يعتقد الاستعمار الغربي إلا يخرجان عن الطاعة! وفات هذا العدو أن الملكين الشابين كانا ناقمان لخدعة تلك الدوائر الاستعمارية لجدهما الشريف حسين ابن علي صاحب الثورة العربية الكبرى!! فاستنفر الجيش الإسرائيلي وانتشر على الحدود السورية والأردنية وعند ذلك قام الملك حسين ملك الأردن بطلب الدعم العسكري من ابن عمه ملك العراق الذي أصبح شريكه في الاتحاد لإرسال جيش عراقي لمساندته ضد العود الإسرائيلي فاصدر أمر الملك بتحرك جحافل وقطاعات عسكرية عراقية لمساندة الأردن وهنا حصل انزعاج شديد لإسرائيل من اقتراب الجيش العراقي الذين يعرفون شجاعته وعملوا بكل الوسائل حتى لا يصل هذا الجيش إلى خط التماس معهم فتحركت الأيدي الخفية لعرقلت هذا الجيش فقام الثوار بقيادة العميد عبدا لكريم قاسم قائدا للواء العشرين والعقيد عبد السلام عارف قائد اللواء التاسع عشر وكانا مكلفان مع قواتهما بالتحرك للأردن في نفس الليلة!! وعند مرورهم بغداد مساء في طريقهم بقواتهم الضاربة إلى الأردن لمساندته ضد التهديدات الإسرائيلية أمرا الجيش باحتلال الإذاعة ومهاجمة القصر الملكي وعندما ابلغ الملك إن الجيش المتحرك للأردن قد طوق القصر واحتل الإذاعة واصدر البيان الأول للثورة !!قرر الاستسلام وكان صغير السن لم يتجاوز عمره 22عاما فخرج مع أسرته وخدمه وحشمه ممسكا بالقران بيمينه والعلم الأبيض في يساره وجدته ممسكه بكتفه وما أن رآهم الثوار حتى فتحو عليهم النار فأبادوهم عن آخرهم وبذلك ارتكبوا مجزرة يندا لها الجبين ولم يستثنوا فيها الحريم ولأطفال حتى الشغالة والطباخ التركي !!وفي أول زيارة لعبدا لسلام عارف لمصر أنبه جمال عبد الناصر وانتقده انتقادا شديدا على تلك المذبحة قائلا له لماذا لم تبقوا على الملك حيا وتعملوا على إخراجه مع أسرته للخارج كما عملنا نحن مع الملك فاروق؟؟ فقال عارف ليس عندنا ميناء كمينا الإسكندرية ولا باخرة كالمحروسة !! مشيرا بذلك إلى عمل عبد الناصر تجاه الملك فاروق عندما ودعة معززا مكرما مع حاشيته من ميناء الإسكندرية على المحروسة!!وكانت ثورة مصر هي الوحيدة التي كانت ثورة بيضاء:: عكس بعض الثورات العربية التي إطلق عليها الثورات الحمراء! فماذا أنجز الثوار في العراق ؟؟ 1:عرقل الثوار دخول الجيش العراقيالأردن حتى لايواجه جيش العدو الصهيوني !!2: إفشال الاتحاد مع الأردن!! 3:خذلوعبد الناصر عندما فوجئ برفضهم الدخول في الجمهورية العربية المتحدة،، الوحدة مع مصر وسوريا 4:عملوا على دعم الانفصاليين في سوريا حتى تم الانفصال!!4:سحب عضوية العراق من جامعة الدول العربية!! وبذلك وبفضل الثورة العراقية عام 1958م حرم الجيش العراقي شرف مواجهة العدو الصهيوني حتى عام 1973م في عهد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين عندما اندلعت حرب أكتوبر فتمكن احد الألوية المدرعة من الوصول إلى دمشق في الوقت المناسب وكان الجيش السوري في حالت انهيار تام عند ما خدعهم المصريون بالعمل وفق خطة للحرب تقتصر على عبور القناة فقط ماجعل جيش العدو يدفع بقواته الضاربة نحو سوريا! بينما كانا متفقين على خطة للجيش المصري بالإستيلاعلى المضايق بوسط سينا وبالتالي تطوير الهجوم حتى خط خمسة يونيو 1967م !!!!!!!!!! فتولى الجيش العراقي الدفاع عن دمشق عندما قال قائد الجبهة السوري للقائد العراقي (نحن انتهينا استلم المهمة)!!!!فاستلم المهمة القائد العراقي وقاتل بقوة لواء مدرع قتال الإبطال سجل في جبين التاريخ بأحرف من نور وتمكن الجيش العراقي البطل من صد هجوم العدو المندفع لاحتلال دمشق فأنقذ عاصمة الخلافة الإسلامية من الاحتلال الصهيوني بعد ان التحقت به باقي قوات الفرقة المدرعة العراقية إضافة إلى قوة لواء البدو الأردني المدرع ،الذي انضوى تحت إمرة قيادة الفرقة العراقية المدرعة في تلاحم اخوي جسد معاني وشائج القربى العربية والدم العربي المشترك في اصدق معانيها !! والسؤال الذي يفرض نفسه من المستفيد من هكذا ثورات في القرن الأول ثورة!! واليوم التاريخ يعيد نفسه من المستفيد من هكذا ثورات في القرن الثاني ثورات والسؤال لازال يبحث عن الإجابة من المستفيد ؟؟؟؟؟؟؟