ماعُرف بالربيع العربي الذي رفع فيه الشعار اليتيم الشعب يريد تغيير النظام لا يوجد في واقع الأمر تغيير للنظام في الوطن العربي! وإنما تغيير الإدارة فقط وبالتالي فلا جدوى من النعيق الذي لا يستند إلى حقيقة ملموسة على الأرض وذلك هو الوضع الطبيعي حيث إن النظام جزء لا يتجزءا من النسيج الاجتماعي للشعوب العربية: وذلك ما تدركه الشعوب العربية أو السواد الأعظم منها وقد تَجَسّدْ ذلك في انتخاب فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية المشير/عبد ربه منصور هادي الذي حصل على أصوات الملايين الغفيرة من الشعب اليمني :: وفي مصر حصل الفريق/ احمد شفيق على أصوات الملايين من الشعب المصري!! أما الفئة الأخرى ممن حاول اختزال الشعوب في شخوصهم ومن أرادوها على طريقة الثورة البلشفية قد خاب مسعاهم وخسروا مبتغاهم ولليمن تجربة مريرة عاشها لفترة من الزمن في تجربة نمط الثورة البلشفية التي لفضة أنفاسها في العالم في مطلع تسعينات القرن الماضي:والذي حصل انه في ظل ما كان يعرف بالحرب الباردة بين قطبي الصراع العالمي والذين اتفقوا أن تكون حرب باردة بالنسبة لهم اما بالنسبة للوطن العربي فكانت احرّمن جهنّم!! فما شهده ما كان يعرف بالشطر الجنوبي من الوطن بعد الاستقلال وجلاء الاستعمار البريطاني في 1967م كان مأساوياً بسبب التهوّر الشبيه بما صاحب هذه الأزمة من التهوّر والإقصاء وعدم قبول الآخر وتصنيف الشعب إلى فئات ومواطنه بدرجات متفاوتة الأمر الذي أزعج الناس خاصة وهم عاشوا نفس التجربة في الجنوب بعد الاستقلال ولازالت ماثلة في أذهانهم حيث عمدت حكومة الثورة حينها بدلاً أن تتجه لبناء المؤسسات الخدمية للمواطنين اتجهت لمحاربة شرائح المجتمع المتعددة وليس شريحة واحدة: فبدءوا برجال الخبرة في بناء الدولة الحديثة من الرجال العسكريين والمدنيين فبدلاً من مشاركتهم في بناء بلدهم قالوا لا نريد العقداء والمستوزرين!! وخرجوا ضدهم بشعارات تنفث بالحقد والهدم منها (سحق العقداء واجب) وسحق ا لوزراء واجب) !! فعملوا فيهم قتلاً وسحلاً فهلك من هلك وفرمن فر!! ثم التفتوا لتصفية شرائح المجتمع الأخرى فرفعوا شعار سحق التجار واجب فهلك من هلك وفرمن فربا مواله!! ثم رفعوا شعار سحق القبيلي واجب!! كانت وشعاراتهم سحق أي أباده وقد حصلت مذابح رهيبة جماعية في طول البلاد وعرضها وتوجد مقابر جماعية في كل مكان ومن المخجل اليوم انه لم يطالب احد بالتحقيق في تلك المجازر وتقديم مرتكبيها للمحاكمة العادلة والبعض من المتهمين لازال موجودا اليوم !! وتلك الأيام لم تتوقف الشعارات هنا بل شملت الحجاب النسوي فدعوا للتبرج فقالوا (رمي الشيذر واجب) وهو الحجاب !! ووصل بهم الغباء إلى التظاهر ضد مرتباتهم فقالوا (تخفيض الراتب واجب)!!فكانت الحصيلة تدمير البلاد وهلاك العباد!ووجدوا نفسهم بدون شعب!!حيث كانت لديهم إستراتيجية إبادة الجيل المعاصر لهم والعمل على نشأة جيل من الشباب من خريجي مدارس النجمة الحمراء وهو ليس ببعيد عن نظرة بعض مشددي هذا العصر من المتأسلمين واعتبارهم خريجي جامعة الإيمان من الجنس الآري والعمل على إقصاء ماسواهم:(والمقارنة هنا في ثقافة الإقصاء وليس في العقيدة) كان هذا النمط الذي أرادوها عليه هواة الشعارات والنعيق في الشوارع! وتسمع الجيل الذي عاصر تلك الفترة المحزنة من تاريخ اليمن كل ما سمعوا شعارات اليوم تقفز إلى الذاكرة تلك الشعارات وتجدهم لسان حالهم يقول:(ما أشبه الليلة بالبارحة) والذي اختلف في هذه الأزمة أنه لم يستطع المتطرفون أن يفرضوا شعاراتهم بفضل الله سبحانه وتعالى قبل كل شي ثم بفضل تضافر الجهود الخيرة من اليمنيين الذي كان محورهم وقطب رحاهم الزعيم/ علي عبد الله صالح الذي وضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار وبالتالي صبر وتسامى فوق الجراح واخرج اليمن من محنتها رغم قسوة وثقل العبء الذي تنؤ بحمله الجبال!: وكذلك الجهد الأخوي من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة الذين شاركونا ووقفوا إلى جانبنا حتى نتجاوز محنتنا دون منه أو أذاً مجسدين بذلك المعاني النبيلة لوشائج القرباء وأواصرالأخوة العربية والإسلامية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى: وبذلك تفاعل اليمنيون جميعا مع كل تلك المعطيات للتجاوب مع صوت الحكمة والحق وثبت للعالم أن اليمنيون أهل حكمة بدون ريب عندما تغلّبت الحكمة على النقمة ولله الحمد: ولكن لازال من يثير المشاكل من حين إلى آخر لإثارة الفتنة والعمل على إيقاظها كل ما غفت!فينبغي أن يدرك اليمنيين مصلحة بلادهم وألاّ ينجروا إلى الفتنة كل ما اشرأبت بأعناقها:: (كل ما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين )