أحيا مؤخراً المطرب والملحن اليمني أحمد فتحي حفلا بنقابة الصحفيين المصريين تحت عنوان "القدس عاصمة للثقافة العربية2009 " وقدم خلالها مجموعة من الارتجالات على آلة العود منها "النهر الخالد" و "فدائي" و"دم الشهيد" كما أعد أغنية لهذه المناسبة بعنوان "يا قدسي" تأليف الشاعرة نفسية عبد الفتاح. أكد أحمد فتحي فى بداية لقاء "الفن أونلاين" به داخل مكتبه الخاص بالزمالك كونه يعمل مستشارا ثقافيا لدولة اليمن فى سفارتها بالقاهرة أنه يسير بخطى ثابتة ولا يهمه ما وصل إليه غيره من النجوم بل أنه مقتنع تماما بأنه يقدم فنا راقيا وواجب وطني يستطيع من خلاله تقديم كلمة يتذكرها الجمهور. سألناه: كيف جاءت مشاركتك في إحتفاليه القدس التي أقيمت بنقابة الصحفيين؟ قال: اتصلت بي الشاعرة نفيسة عبد الفتاح وعرضت علي فكرة المشاركة وأنا كنت في فترة حداد على وفاة والدتي ولم يمر بعد أربعين يوما على وفاتها وسبق وأعلنت أنني لن أقدم أي عمل فني ولن أشارك خلال هذه الفترة في أية أحتفالية ولكن عندما اتصلت بي الشاعرة وجدت أن مشاركتى بالاحتفال واجب وعلي أن ألبي دعوتها فاحتفالية فلسطين واجبة ولا يمكن أن أرد طلبها وسأكون بذلك مقصرا في حق عروبتي . هل ألمك النفسي لفقدان والدتك وراء تقليص مدة وقوفك على المسرح والتى لم تتجاوز العشر دقائق؟ لم يكم هذا هو السبب ولكن بصراحة لم يكن هناك وقت كاف بالنسبة لي أو للفرقة للتجهيز للحفل حيث تمت دعوتي قبل أيام قليلة من الحفل وكانت أوركسترا فرقتي "رؤى" تشارك في حفل بأوبرا الأسكندرية ولم يكن الوقت كاف لإستدعائهم لذلك حرصت على الحضور وحدي وقلت لنفسي "المهم أن تتم المشاركة ولو بالعود فقط" وقدمت ارتجالات من وحي اللحظة ولم تكن منظمة والحمد لله أرضت الجمهور . على الرغم من هذه المدة القصيرة إلا أن الجمهور تفاعل معك؟ نعم، قلت للجمهور أنا لن أغني سوى بيت واحد فقط وقوموا بالترديد ورائي وهو البيت الذي يقول"ياقدس ياأول قبلة أنا دمي على ترابك حنة" ولاحظت حماس الجمهور وقمنا بترديده معاً أكثر من مرة، وأنا أيضاً قمت بتقديم بقية الأغنية وهى ستة أبيات، ودائماً تولد الأغنية الوطنية حماس ودفء لدي المستمع وخاصة إذا كانت حول كيان عربي مغتصب مثل القدس فالتوحد شىء عظيم حتى ولو كان بالغناء. لماذا يقتصر ظهورك في الساحة على الأغاني الوطنية أو تتعلق بمناسبة سياسية في الوقت الذي يسعي فيه غيرك لتقديم أغاني من نوع أخر؟ هذا غير صحيح فأنا أسير على الخطين معاً فأنا بدأت حياتي الفنية وأنا صغير بأغنية وطنية وذلك ليس عيبا بل على العكس هذا شرف لأي فنان، وقدمت أيضاً طوال مشواري الفني أغاني غزلية وأجتماعية ولاقت نجاحا كبيرا، وخير مثال على ذلك هو أحدث ألبوماتي "أخر الأخبار" مع شركة روتانا الذي يتضمن عشرة أغاني من ألحاني وشارك فيها عددا كبيرا من الشعراء . هل تجد أن تلحينك جميع أغانى ألبومك يضيف فائدة للألبوم أم يضره؟
أحمد فتحي مع الزميلة حنان محسن أنا قدمت عشرة ألحان لأغاني الألبوم وكل منها تختلف عن الأخرى وأعتقد أن قيامي بتلحين الأغاني لن يضر الألبوم وألا ما قمت بذلك منذ البداية وأنا في النهاية أترك الحكم للجمهور. ما السبب وراء تنوع اللهجات في ألبومك؟ أقصد الوصول إلى كافة الشرائح وكل الدول وكل لون مثل الأغنية المصرية والمغربية والأماراتية واليمنية وأحاول أن أمزج بين التراث واللغة المعاصرة واقدمها بشكل بسيط لذلك حرصت على أن يتعاون معي عدد كبير من الشعراء العرب في ألبومي منهم الشاعر المغربي أبو تاج رشيد في اغنية "جوج بنات" والشاعر المصري محمد الخولي "أخر الأخبار" و"ياستار" وأغنية " قال أيه" للشاعر المصري محمد سرحان والشاعر الأماراتي بندر بن فهد "جرب تيجي" وغيرهم . ما رأيك فيما يقال أن "روتانا" تستقطب النجوم وتتعاقد معهم ثم تجمد أعمالهم على حساب نجوم أخرين؟ هذا غير صحيح ، أنا تعاقدت مع روتانا منذ عشر سنوات عقدي الأول خمس سنوات وعقدي الثاني الذي أنتهي أيضاً معأخر ألبوم، ولم أجد ذلك معهم ولكن أنا أرى أن يكون العقد دائماُ في مصلحة الفنان فإذا أخلت شركة الإنتاج معك في إحدى عقودها وخاصة الذي يتعلق بالترويج لك ولأعمالك فعليك أنت القيام بذلك على نفقتك الخاصة من أجل نجاحك وأستمرارك، ويجب أن يكون كل فنان "قلبه على عمله" وليس بالضرورة أن يعتمد على الشركة أعتماد كلي . كيف تصف قرصنة ألبومات النجوم ووضعها على مواقع الأنترنت؟ هذا أمر مرفوض فمن يقوم بذلك يلقي بمجهود الفنان والشركة عرض الحائط، وفي النهاية يكون الضرر لكليهما فهل يعقل أن يتسلم فنان ألبومه من الأستوديو ليعطيه للشركة ثم يفاجأ كليهما بعد دقيقيتن أن الألبوم مرفوع على مواقع الأنترنت ببلاش لذلك تقل نسبة المبيعات . لكن هناك نجوم يتعمدون تسريب ألبوماتهم على الأنترنت؟ هذا إفتراء على حق الشركة وتفريط في ألبوماتهم وإذا علمت الشركة ذلك وتخلت في عقدها عن إحدى بنودها معه فعليه أن يتحمل نتيجة فعلته. لماذا لم تنبت اليمن نجوم في عالم الغناء سوى أنت ومؤخراً المغنية الشابة أروي؟ الدولة حدودها الفنية ضيقه جداً ولكن أي يمني موهوب فنياً لابد أن ينطلق، فأنا حظي كان أفضل من غيري والظروف سمحت لي فمثلاً أنا جئت لمصرمنذ صغري وتعلمت فيها الموسيقى "الهارموني و البيانو والمقامات والتاريخ الموسيقيى" وحضرت جلسات مع الأدباء والشعراء والمطربين هذا المناخ الفني أبهرني وارتبطت أيضاً بالسينما المصرية منذ وجودي في اليمن. سبق وقدمت معزوفة موسيقية على مسرح الألفية بمركز كيندي بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أمام مبعوث رسمي بالنيابة عن الرئيس الأمريكي أوباما حدثنا عن الفكرة؟ كوني مواطن عربي تابعت تطورات الموضوع وعرفت من خلال خطبة أوباما الشهيرة التي ألقاها فور تسلمه الرئاسة أنه يمد يده للعرب والمسليمن ومن قبله الرئيس جورج بوش كان يعادي العرب فأخذت هذا الخيط وقلت لابد أن اقدم مؤلف موسيقي عبارة عن حوار ثقافات بين آلتين موسيقيتين أحداهما عربية "العود" والأخرى غربية "الفلوت" وأطلقت عليه اسم "الحرب والسلام" وهذا التمازج بين الآلتين يعد سابقة فنية ولكنها غيرمقصودة. هل وجدت صعوبة في الوصول للرئيس أوباما وتنفيذ فكرتك؟
لم أجد صعوبة فقد اتصلت بالسفارة اليمينة التى اتصلت بدورها بالسفارة الأمريكية وأبلغتها أن الفنان اليمني أحمد فتحي سوف يقدم حفلا فى واشنطن بعنوان "الحرب والسلام "يوم 13 مارس واتصلت تبلغ أوباما بميعاد الحفلة ووصلت الدعوة ولكن يوم الحفلة سافر أوباما لكندا ولكنه أرسل مندوبا عنه من البيت الأبيض بالنيابة عنه وعزفت على مسرح جورج واشنطن وألقيت كلمة شكر له وترجمت ترجمة فورية للمندوب قلت فيها "أننا كعرب ومسليمن نمد يدنا إليكم من أجل أن نغير الصورة السلبية في أذهانكم ونضع بدلاً منها صورة إيحابية ونبني معاً مستقبل مضئ لأولادنا". كونك مواطن عربي، هل تجد أن أوباما حقق ولو نصف وعوده للعرب منذ توليه الرئاسة؟ إن لم يحقق أوباما وعوده التي أعلنها أمام العالم قبل وبعد تولية السلطة فهذا لن يزيد من نسبة التوترات التي شعرنا بها جميعاً في ظل وجود رئيس مثل جورج بوش . هل تري أن الفن يمكن أن يساعد في تحقيق السلام الذي عجز الرؤساء عن تحقيقه؟ نعم كل شىء يمكن أنه يحققه الفن، والغناء هو أبو الفنون فمن الممكن أن تختلف شعوب العالم وتتفرق ويقربها الفن.