لعل المشهد السياسي الذى أصبح واقعا لدول الانتفاضات والثورات وعلى الصفحات العامة والدولية يتكرر بتكرر مدارس السياسة ومدى تمكنها من هذه الانظمة فكما هو معلوم فى مدارس الإدارات الدولية ان كل دولة تخضع لنظام إدارى وتنموي تابع لبرنامج معين من قبل الدول الكبرى والذي تساعدهم به الدول لصناعة القرار وللمتابعة " لا تعبره هيمنة او تطبيع احتلال جديد " بل هى أساسيات لتعليم الشعوب المضي الى المطالب والاحتياجات الدولية بكفاءة .
ومن ضمن هذه المدارس مدارس إدارة الازمات والتحليل واتخاذ القرار فتجد ان هنالك صورا متشابهة للحلول او الوقوع فى المشكلات فتجد الرؤية التى تتبنى الحل هى هى نفس الرؤية فى الدولة الاخرى – نرجع ذلك الى هذه المناهج المدروسة فى مراكز إعداد القيادات الدولية والشخوص المنوط اليها تولى القرار فى الدول .
ومن الواضح من هذه التقدمة البسيطة يمهد الاسقاط وتحديد حجم المشكلة التى نراها وتنتقدها الشعوب فى انتفاضاتها والخروج الى التظاهرات والتى تقابلها الادارات بصورة متشابهة من القمع الممنهج والذى يتشابه الى حد كبير بين دولة وجارتها على حد سواء ، فالمُعلم يعطى المشهد والمعطيات المتاحة والمناسبة التى تتماشى مع الموازين الإقليمية او قل "هو يعطيك النوتة ويتابع اللحن " لان هذه الدول ليست تعيش فى العالم منفردة – وتلك العبارة التى أثارت الكثير من الزوبعات الشتوية لمن اعتلى المشهد الثوري وهو جديد على رؤية المطبخ السياسي فى إدارة الدول فيقابل بالسكتة والدهشة فى القرار وكما قالت القاعدة الادارية " من تصدر للمسئولية تحمل تبعات التكليف "
سوريا واليمن – الحل واحد لان المعطيات كانت واحدة ومثل نسخ – لصق للمشهد – اليمن قتل وتدمير مثلها مثل سوريا ولكن الشراسة فى سوريا اشد والتنكيل بالمواطنين واتباع سياسة الارض المحروقة اكبر واشد ، ولكن المشهد يريدون منه ان ينتج ما أنتجه اليمن من حلول ان يرجع الرئيس مرة أخرى وتعود النداءات للديمقراطية المرجوة ويعود الاستقرار " بشار وصالح " والانتخابات والشعب يختار – والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا هاتان المنطقتان بالضبط هما التى يتعامل معهم بهذا المنطلق ؟؟
الجواب فى قيمة هذه المناطق فى ادارة النزاعات " فالهلال الخصيب " ودول السقف الشامية " لبنانوسوريا والاردن والعراق " هما مناطق نفوذ لاطراف متعددة ومنطقة مطمع يعود للإرث الحضاري والانسانى فايران تعتبرها المعبر الآمن والحظوة للانتشار الشيعى فى المنطقة مع فتاها المدلل فى لبنان نصرالله والتمكن الاعلامى والشعبي لحزب الله فى المنطقة ودخوله فى إطار الكيان الاقوى فى التسليح المنظم فى المنطقة واحتلاله فى وقت ما المتحدث باسم لبنان الدولة "
وتركيا أيضا ومدى القلق من الاضطرابات المجاورة التى تحملها تكاليف الاستجابة الدولية فى وقت كانت تركيا تسعى بخطى منتظمة وسريعة الى الاتحاد الأوروبي .
أما اليمن فهى قاعدة المثلث الاستراتيجي فى المنطقة والتي من اجلها تمر السفن بامان وسلام وهى منطقة الانتشار المسلح للغواصات والقواعد فى المحيط وعلى بوابة هورمز المضيق يتم التحكم فى الصومال واثيوبيا والسودان وأفريقيا الساحل .
مثل هذه المواقع الجغرافية هى ماتجعل النظرة الى الحلول المتاحة فرض وواجب العمل به من اجل التوازنات الدولية حتى لاتخرج الدول من حظيرة اللعبة السياسية فى المنطقة .
نتابع مع المشهد المصرى التونسى فى الحلقة القادمة .بإذن الله