قتل 21 متطرّفاً ينتمون إلى تنظيم القاعدة في غارات نفذها الجيش اليمني الليلة قبل الماضية في محافظة أبين (جنوب اليمن) وتمكن الجيش خلالها على السيطرة على معقل رئيسي للتنظيم في المحافظة استعداداً لاقتحام مديرية ولد ربيع في محافظة البيضاء المجاورة لإنهاء سيطرة التنظيم على المديرية. وقال مسؤولون في محافظة البيضاء إن قوات الجيش، المسنودة بمقاتلي اللجان الشعبية، اقتحمت منطقة جبال المراقشة القريبة من ميناء شقرة بعد ثلاثة أيام من المواجهات وإن عناصر «القاعدة» فروا باتجاه جبال محافظة شبوة. ووفقا لتصريحات المسؤولين فإن الهجوم الذي شاركت فيه الدبابات واسند بغطاء جوي تمكنت من دخول المنطقة الذي كانت تتحصن فيه عناصر «القاعدة» وزعيمه في أبين جلال بلعيدي بعد معركة استمرت عدة ساعات. وفي حين أكد مسؤول رفض ذكر اسمه مقتل شقيق أحد قادة «القاعدة» المدعو توفيق البليدي في القصف، قال المسؤول في اللجان الشعبية المناصرة للجيش ضد «القاعدة» حسين الوحيشي إن «العملية أسفرت عن وقوع أكثر من عشرة قتلى في صفوف» التنظيم الإرهابي. من جهتهم ،أكد سكان في المناطق المجاورة إن الطيران الحربي والمروحيات قصفت جبال المراقشة بكثافة قبل أن تزحف عليها قوات الجيش لكنها وجدتها فارغة بعد هروب عناصر «القاعدة» منها باتجاه منطقة جبلية أخرى تقع على حدود محافظة شبوة المجاورة. وقالت صحيفة «المصدر» إن الذي كان يقود مسلحي القاعدة في المنطقة هو «جلال بلعيدي المرقشي» المعروف ب«أبي حمزة الزنجباري» القائد المحلي لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، والذي ينتمي إلى المنطقة ذاتها، لكنه أفلت مجدداً من ملاحقة الجيش. وساطة قبلية متعثرة في غضون ذلك، قالت مصادر حكومية في البيضاء إن جهود الوساطة التي يقوم بها عدد من شيوخ القبائل لإقناع عناصر «القاعدة» تعثرت بسبب رفض زعيم التنظيم في مديرية ولد ربيع،قائد الذهب اللقاء مع الوسطاء إلا بعد سحب الحملة العسكرية ووقف تحليق الطيران الحربي اليمني والطائرات الأميركية من دون طيار. وقالت المصادر إن محافظ البيضاء الظاهري الشدادي ونائب رئيس هيئة أركان الجيش محمد المقدشي أبلغا لجنة الوساطة بموافقة السلطات على إعطائها مهلة إضافية لإقناع عناصر «القاعدة» بقبول الشروط الحكومية لكنها لا تثق بنجاح هذه الوساطة بعد الشروط التي طرحها الذهب. وطبقا لهذه المصادر فإن الجانب الحكومي لن يمدد الهدنة لفترة إضافية إذا لم يتمكن الوسطاء من إقناع «القاعدة» بالشروط التي وضعتها، ومن بينها الإفراج عن الرهائن الغربيين الثلاثة، وإخراج المقاتلين الأجانب من المديرية وإعادتها لسيطرة السلطات. وأبدت المصادر شكوكها في إمكانية نجاح هذه الجهود بعد نفي تنظيم «القاعدة» وجود الرعايا الغربيين لديها وقولها إن المقاتلين الأجانب غادروا المديرية باتجاه محافظتي ذمار والضالع، وتهديد قبيلة الذهب بمواجهة القوات الحكومية إن هي اقتحمت منطقة المناسح مركز مديرية ولد ربيع. وتأكيداً لهذه الرؤية قالت مصادر يمنية إن تعزيزات عسكرية إضافية وصلت إلى منطقة وادي الثعالب المطلة على منطقة المناسح كما وصلت تعزيزات عسكرية أخرى من محافظة ذمار لمنع عناصر «القاعدة» من التسلل إلى المحافظة عند تضييق الخناق عليهم في البيضاء. وساطة من جانبه، أكد عضو لجنة الوساطة عبدالسلام النصيري أن الوساطة في طور الترتيب للقاء يجمع بين قيادة المحافظة والحملة العسكرية وبين عائلة آل الذهب في إطار مساعيها للتوصل إلى حل جذري للمشكلة. خرق الاتفاقيات واتهم عبدالرؤوف الذهب شقيق زعيم «القاعدة» السلطات بخرق جميع الاتفاقات التي أبرمت معها، قائلاً: «تجاوبنا منذ الوهلة الأولى مع جهود الوساطة لكننا تفاجأنا بالدولة تجهز حملتها على المنطقة».