قالت جماعة الحوثي ان تأكيد الجهات اليمنية بأن السفينة المحملة بشحنة الاسلحة التي تم احتجازها في عدن مرت من ايران قد يكون صحيحاً, لكنه لا يلغي احتمال ان السفينة تم تحميلها في مكان آخر بعد خروجها من ايران. وقال الكاتب علي البخيتي – عضو قائمة الحوثيين التي ستشارك في الحوار – في مقال تحليلي له نشر مؤخراً حمل عنوان ” قليلاً من الهدوء وسنعرف لمن تلك الأسلحة ومن ارسلها” : لا استبعد فرضية أن تكون ايران مصدر تلك الأسلحة بل اني اُرجح هذه الفرضية, لكن التوظيف السياسي لموضوع السفينة, وسعي كل طرف لجني الأرباح, على حساب مصلحة اليمن, سلبنا القدرة على التأمل وبهدوء لمعرفة القصة الحقيقية بناء على المعطيات المتوفرة لنا. واضاف :الا أن وجود اسلحة ايرانية عليها يرجح انها حُملت بالأسلحة في ايران (مع عدم استحالة تحميلها بأسلحة ايرانية في أي مكان آخر لأن الأسلحة الإيرانية تُصدر للكثير من الدول), وبالتالي فهذا يضعف احتمال أن تكون متوجهة الى الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة, ويمكننا كذلك استبعاد ان يكون حزب الله هو وجهة الأسلحة لأن السواحل اللبنانية شبه محاصرة اضافة الى ان سوريا لا تزال هي المعبر الرئيسي لأسلحته, وهذا يقودنا الى ترجيح ان تكون تلك الأسلحة متوجهة الى قطاع غزة والأرجح ان تكون لحركة الجهاد الاسلامي الأكثر قرباً من طهران هذه الأيام. وقال :بحسب المعلومات التي كشفها وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن القومي, فان حمولة السفينة احتوت على عشرات الصواريخ والمناظير الإيرانية الصنع, وهذا بدوره يضعف من احتمال أن تكون وجهة تلك الأسلحة الى اليمن و للحوثيين تحديداً كما يحاول ان يروج البعض, كما يستحيل أن تكون للحراك الجنوبي, اذا كانت ايران لم ترسل أي اسلحة –بحسب شهادة الامريكيين في ويكي ليكس- للحوثيين في حروبهم الست ضد النظام, وخصوصاً حربهم الأخيرة التي شارك فيها علناً النظام السعودي “عدوهم اللدود”, فلا اعتقد ان ايران سترسلها الآن, خصوصاً في ضل موجة الاتهامات الرسمية لها, فهل يعقل ان تقدم ايران الأدلة بنفسها؟ و كان بإمكانها ارسال مبلغ من المال ليتم به شراء أسلحة -غير ايرانية- سواء من السوق المحلية أو من مهربي السلاح في القرن الافريقي, وتريح نفسها من عناء الفضيحة. واشار ان نوعية الأسلحة تؤكد أن غزة هي الوجهة, فالمواد الشديدة الانفجار دائماً ما تستخدمها حركات المقاومة الفلسطينية في صنع العبوات والأحزمة الناسفة, كما ان صواريخ الكاتيوشا المحمولة افضل الأسلحة لضرب المستوطنات, اضافة الى ان صواريخ أرض جو تمنع الطيران الاسرائيلي من التحليق على علو منخفض فتقل احتمالية اصابته للأهداف. وقال :وبما ان ايران لا تتحرج من وصول اسلحة من صنعها الى غزة, بل تتعمد ذلك لرمزيته في الصراع مع اسرائيل, فهذا يفسر وجود بعض الاسلحة المصنوعة في ايران. وفي نهاية المقال وجه البخيتي سؤالاً للرئيس هادي: أين تريد أن تمضي بنا؟ ولماذا تتبع اسلوب صالح في الحكم عبر ادارة البلاد بالأزمات والصراعات الإقليمية؟ بل إن التاريخ سيسجل أنكم بلغتم في ذلك مبلغاً لم يتمكن منه صالح بعد أن رفعتم مستوى الصراع في اليمن من اقليمي – كما كان ايامه– الى دولي في عهد فخامتكم. وكانت السلطات اليمنية اعلنت مؤخراً عن احتجاز شحنة اسلحة قالت انها ايرانية وافصحت عن محتوياتها ، وحسب موقع وزارة الدفاع فقد احتوت شحنة الأسلحة على كميات كبيرة ومتنوعة وخطرة من الأسلحة والمواد المتفجرة والأجهزة والنواظير الليلية المختلفة البعض منها صناعة ايرانية .