الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي كما هي القشة التي تقصم ظهر البعير كما يقولون , لا أجد مبرراً واحداً لأعداء النجاح الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب . إنها المعارضة لمجرد المعارضة .. هكذا فهمت المعارضة المصرية خلال تواجدي بمصر ومتابعتي للشأن المصري الذي يبعث على القلق والريبة في آنٍ , والحال في الكثير من دول العالم الثالث وخصوصاً العربية والإسلامية , لربما هو القصور في الوعي (الجهل) وهناك احتمال خطير يتردد على أفواه وألسن المهتمين يدَّعي أن الأمر مرتبط بالعلاقات الدولية والإقليمية التي تنعكس على الشئون الداخلية للبلدان , وخبثاء يُردِّدون أن ما يجري لا يخلو كونه عمالة تُنفذ أجندات خارجية تعبث بالأوطان خدمة لمصالحها وتحقيقاً لرغباتها ومطامعها , وهذه كارثة وطنية كبرى على أي بلد تعيش معارضته الواقع السابق . من المؤلم جداً أن ترى النجاح الكبير وغير المتوقع أمام ناظريك , ليس أي نجاح .. ولكنْ النجاح في ظل واقع سياسي واجتماعي مُعَقَّدٍ كنتَ تعتقد أن أيّ نسبة نجاح فيه مهما كانت ضئيلة فإنها تعني لصاحبها الكثير من الرصيد الوطني . قد أتفق معك وقد أختلف .. لكنّ خلافي معك في وجهات النظر والمواقف السياسية والحزبية لا يجعلني أعمى البصيرة كما ثبت عمى البصر , والإعلام في غالبه يتقن فن ابتزاز الشخصيات السياسية والحزبية للحصول على إعلانات أو دعوم مالية بأي شكل . مصيبة عالمنا الثالث أنه أيضاً يفجر في الخصومة فإذا ما حدَّد موقفاً ما من شخص أو قضية لَبِسَ نظارته السوداء المعتمة ومِنْ رؤاها حكم وجزم وقرر وأبرم !! أمانة العاصمة على سبيل المثال وبقرار تاريخي تولى قيادتها عبدالقادر هلال , كنت أعتقد يومها أن الرجل قد وُضع أمام اختبار صعب ربما يقضي على سمعته ورصيده , وكنت أعتقد – كما غيري - أنه في ظل الوضع السياسي المعقد فيما لو حافظ عليها كما هي فلا تنهار أكثر فإن ذلك يعد نجاحاً كبيراً وإذا به يقلب التوقعات ويحيل صنعاء إلى ورشة عمل وخلية نحل لم يكن بمنأى عنها وإنما في قلب الحدث , يتفقد المشاريع والترميمات والمقاولين ويشرف بنفسه على جميع الأعمال في الحارات والشوارع والمناسبات دون كلل أو خوف أو ملل . برنامج شئون البلد : على الفضائية اليمنية ليلة الخميس الماضي كان هلال ضيف البرنامج وكان المذيع يُلقي عليه ما زعم أنه نبض الشارع بينما هو في الحقيقة نبض الإعلام فالشارع اليمني والصنعاني بالذات – وقد وجدت من أبناء المحافظات الأخرى من يُثني على هلال ويغبط صنعاء بهلالها – وكلهم لا يتحدثون إلا عن هلال كطبيب ماهر يقود سفينته بحنكة واقتدار , يردد الشارع : كم صنعاء محظوظة برجل كهلال , ولم أجد شخصاً يتحدث عن غير الإعجاب بهلال والدعاء له , اللهم إلا أن يكون للمذيع شارع آخر !! بين الرئيس وهلال : في سبيل ابتزازه وإثنائه والتأثير عليه يتعرض الرئيس عبدربه منصور هادي لحملات إعلامية محمومة وتظاهرات صاخبة ومنتظمة مواكبة للأحداث , عند أو بعد صدور قرارات لا تناسب الطرف الذي سيطر على الثورة وجنى ثمارها , وبالمثل يواجه هلال الإعلام المضاد المؤدلج حيناً والمريض حيناً آخر . هلال ليس بحاجة لدفاعي فعطاؤه وإخلاصه وتفانيه في عمله وصدقه النابع من حياة ضميره هي ما تعطيه جميل ثناء الأفواه ومحبة الخلائق ورضا الناس المتوجة جميعها برضا الله وحمايته وتوفيقه وتسديده . إنني على يقين بأن الرئيس عبدربه منصور حين اختار عبدالقادر هلال لأمانة العاصمة كان يدرك حجم معاناة صنعاء وأنها بحاجة ماسة لطبيب ماهر ورُبَّان مُقتدر فوفقه الله باختياره هلال أميناً مؤتمناً للعاصمة الجريحة صنعاء . كما يقيني بأن الهلال لا يُلقي بالاً لتُرَّهات الإعلام ولا يرضخ لابتزازه ومعاناة أربابه وإن كان يرى فيه عاملاً مهماً ورافداً ضرورياً ومكملاً أساسياً للتنمية وبناء الوطن , لكنه يقود معركة البناء والتأهيل وقد عزم على النجاح والفوز . هلال اليوم كما غيره من الصادقين المخلصين – بشرٌ يُصيب ويخطئ – وهو بحاجة للتكاتف والوقوف معه وإلى جواره للوصول بصنعاء واليمن إلى النموذج الذي يحلم به كل يمني