أكدت مصادر في محافظة الضالع استشهاد إثنين من رجال الأمن، وإصابة ثلاثة آخرين بجراح- اثنان منهم إصابتهما خطيرة- في عدوان مسلح غادر شنته عناصر إرهابية من همج الحراك بالضالع بعد منتصف ليل أمس السبت على موكب أحد شهداء الحرب في صعدة، أثناء عودته من مراسيم الدفن. وأفادت المصادر: أن العملية الارهابية حدثت في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف الليل عند "مفرق الأزارق"، حين قامت مجموعة مسلحة من همج الحراك الانفصالي بإطلاق وابل من الرصاص على سيارة إسعاف أقلت جثمان الشهيد إلى أسرته في مديرية "الأزارق"، بجانب "طقمين" للشرطة أرسلتهما المحافظة إلى أسرة الشهيد بمواد غذائية من لوازم العزاء، خلال عودتهم من مجلس العزاء باتجاه مدينة الضالع. وأضافت المصادر: أن الهجوم أسفر عن استشهاد اثنين من أفراد الأمن، وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم حالتهما خطيرة، وتم اسعافهما في الحال الى العاصمة صنعاء، فيما نجا سائق سيارة الاسعاف من الهجوم بأعجوبة. وبحسب المعلومات الأولية لدى الجهات الأمنية، فإن المسلحين هم عناصر ينتمون الى "المليشيا المسلحة" لما يسمى ب"المجلس الأعلى لقيادة الثورة" الذي يرأسه علي سالم البيض، والذي أوكل قيادة هذه المليشيا مؤخراً إلى سفاح حبيل جبر المدعو "علي سيف العبدلي" بدلاً من "طاهر سالم طماح"- وكلاهما مطلوبان للدولة بجرائم قتل عمد عديدة، ونهب ممتلكات، وأعمال تقطع واختطافات. وتتلقى هذه المليشيات أوامرها من علي سالم البيض المقيم في ألمانيا الاتحادية، والذي سبق أن وجه يوم 23/ يوليو/2009م بياناً لهمج الحراك، دعاهم فيه إلى لبس الكرفتات والبدلات لاخفاء همجيتهم، والبدء بخطف المسئولين الحكوميين ورجال الأمن وقتلهم خارج المدن. وقال البيض- في خطابه أن الجلادين ممكن إيجادهم في أوقات غير أوقات الفعاليات والمسيرات السلمية، وعلى انفراد كمان، وبين أحضان الطبيعة الجنوبية..! ونستطيع الانفراد بهم واحد واحداً، من باب التأديب، والتخويف، والتحذير، والعقاب.."، معتبراً ما سيقومون به لا يصنف ضمن "القتل العمد"، وإنما هو "دفاعاً عن النفس". ورغم توافر الأدلة الدامغة لمسئوليته عن قيادة وتمويل الأعمال الارهابية في اليمن، إلاّ أنه ما زال يتمتع بالحماية والرعاية الكاملة من قبل السلطات الألمانية- وبما يخالف قوانين الأممالمتحدة للجوء أولاً، ثم القوانين الجنائية الدولية- في ظل عدم وجود مؤشرات لتحرك رسمي يمني لمطالبة حكومة ألمانيا الاتحادية بالقبض عليه، وتسليمه لليمن لمحاكمته قضائياً، خاصة وأنه مصنف بموجب قرار قضائي ك"مجرم حرب" على خلفية إشعاله حرب صيف 1994م، حيث حكمت عليه المحكمة غيابياً بعقوبة الاعدام. وطبقاً للمصادر فإن الأجهزة الأمنية تلقت بعد الحادث بنحو الساعة معلومات من عناصر في الحراك كشفت هوية عدد من منفذي العملية الارهابية.. الأمر الذي من المرجح أن تنفذ خلال الساعات القادمة حملة مداهمات عنيفة لأوكار الارهاب في الضالع.. حيث يسود إستياء كبير في أوساط صناع القرار جراء بشاعة الجريمة، التي بلغ حد سقوط منفذيها استهداف موكب شهيد. جدير بالذكر أن المليشيا المسلحة التي يطلق عليها الحراك "الجناح العسكري" تتألف من مجاميع من الهمج الذين يقضون معظم أيامهم في عزلة عن البشرية في بطون الجبال، وأغلبهم ممن كان نظام علي سالم البيض قبل الوحدة يستخدمهم لتنفيذ الاغتيالات السياسية، وتصفية مناوئيه، وقد لعبوا دوراً رئيسياً في هولوكوست 13 يناير 1986م، الذي تمت فيه إبادة أكثر من عشرة آلاف مواطن جنوبي في غضون أسبوع واحد وبطريقة وحشية للغاية، فاقت كل جرائم النازية الالمانية بحق اليهود. وقد تحالفت هذه المجاميع الهمجية منذ منتصف العام المنصرم مع تنظيم قاعدة اليمن والجزيرة الذي يقوده ناصر الوحيشي، ثم تحالفت مؤخراً مع الحوثيين بموجب اتفاق وقعه "البيض" مع شقيق زعيم التمرد "يحيى الحوثي" المقيم في ألمانيا أيضاً.. غير أن اللغز المحير هو احتضان ألمانيا لزعامات الارهاب والتخريب، رغم أن عدداً من مواطنيها اختطفوا وذبحوا على أيدي نفس هذه الجماعات..! هذا وتحضى مليشيات همج الحراك بدعم كبير من قبل أحزاب اللقاء المشترك(المعارضة) التي تتبنى في كل محفل الدفاع عمن تعتقلهم السلطات منهم، وتنفذ مسيرات واعتصامات للضغط على السلطة للافراج عنهم. وقد دعا مجلس شورى "حزب الاصلاح" الاسلامي السلطة الى تنفيذ مطالب هذه العصابات الارهابية، رغم أن مطلبهم هو العودة إلى الانفصال، أو كما أسماه زعيمهم "فك الارتباط".. وهو الأمر الذي عقد مهمة السلطة في تجفيف منابع الارهاب في اليمن.