كشف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق عبدالفتاح السيسي طلب من الرئيس المعزول محمد مرسي أن يوفر الغطاء السياسي على سعي القوات المسلحة للتوافق الوطني ودعوة القوى السياسية للحوار، غير أن مرسي عارض الدعوة للتوافق، ما فرض على القوات المسلحة اتخاذ هذه الإجراءات. وأكد هيكل أن القوات المسلحة طرحت على مرسي في البداية فكرة الاستفتاء الشعبي على بقائه في السلطة، لكنه (مرسي) كان يعلم أن شرعيته على المحك ولا يمكن أن تجلب له الأغلبية. وقال إن القوات المسلحة لجأت إلى تصوير التظاهرات الشعبية بالطائرات الهليكوبتر لإقناع مرسي، ولدحض دعاوى الإخوان بأنها جموع مدفوعة من الخارج. كما كشف هيكل أن السيسي عارض قرار قطع علاقات مصر مع نظام بشار الأسد. وقال هيكل إن مرسي قام بإخبار السيسي، بقطع العلاقات مع نظام دمشق قبل الإعلان رسميا بمدة زمنية قصيرة. وصرح هيكل أن وزير الدفاع عارض قرار الرئيس في قطع العلاقات مع النظام السوري، وأكد له أن سوريا انتقلت لمرحلة صراع بين قوتين، وقطع العلاقات المصرية لن يفيد أي من الطرفين فى الوقت الحالي، ولكن رئيس الجمهورية رفض الانصياع لنصيحة السيسي، على حد تعبير هيكل. ويعد السيسي رأس الحربة في عزل مرسي، كما يعد هيكل واحدا من أشد المطلعين على خبايا وخفايا السياسة المصرية. وكانت رويترز نقلت مؤخرا عن ضباط مصريين إقرارهم بأن موقف الجيش تغير من مرسي على خلفية مواقفه الأخيرة من الثورة السورية، لاسيما قرار قطعه العلاقات مع نظام بشار، الذي أعلن عنه ضمن مؤتمر حاشد تحت مسمى "نصرة سوريا". وعبر هيكل عن بالغ سعادته برؤية موجة هائلة من الشعب المصري في ميادين مصر، مؤكداً أن تظاهرات 30 يونيو أثبتت أن الوطن غير قابل للموت أو التراجع. وأَضاف ، في مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر إلى أين" الذي يبث على قناة "سي بي سي"، أن مصر استيقظت لاسترداد ما سرق منها وأن الشباب المصري أعلن إرادته وكسر قيد التبعية الخارجية، مطالبا بتشكيل مجلس أمناء لحماية الثورة وتعيين رئيس وزراء شاب ذي خبرة اقتصادية. وقال هيكل "الأمريكان كانوا يرون أن الإخوان المسلمين أفضل من يخدم مصالحهم في المنطقة"، مؤكداً أن السفيرة الامريكية آن باترسون أكدت لرئيس الوزراء هشام قنديل أن هناك وسائل كثيرة للضغط وأن مفاتيح الخليج لديها. وأشار محمد حسنين هيكل إلى أن استعلاء السلطة على الاستجابة للمطالب الشعبية كان ينبع من اعتقادهم بأن التيار الديني هو المحرك الرئيسي للشعب المصري، ولكنهم تناسوا أن الإسلام السياسى لايمكن أن يهزم فكرة الوطنية والقومية. وأبدى هيكل دهشته من اعتبار ما حدث في 30 يونيو انقلابا عسكريا، مشيراً إلى أن الانقلاب هو استيلاء الجيش على السلطة، مؤكدا أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية أثبتت أن مصر دولة مدنية عاشقة للدين، خاصة وأن الجيش استقر في عقيدته أنه يحمي التجربة الوطنية دون التدخل فيها. وعزا هيكل تأكيد مرسي خلال خطابه الأخير على الشرعية إلى التوحد مع السلطة واعتبار أن الخروج عليه هو خروج على الشرعية، قائلا "الإخوان جاءوا من المنافي إلى القصور دون تأهيل سياسي". وأشاد بدعوة القيادة العامة للقوات المسلحة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني، إلى جانب ممثلي القوى الوطنية وحملة تمرد، واصفا إياها ب"الفكرة العبقرية". ودعا هيكل إلى السعى إلى استيعاب الإخوان المسلمين بالوسائل السياسية وعدم إقصاء التيار الإسلامي، مشيراً إلى أهمية طمأنة جميع الأطراف بمن فيهم الإخوان المسلمين. وكانت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن نقلت عن هيكل قوله ، ان بيان مهلة ال48 ساعة، للقوات المسلحة أغضب الدكتور مرسى، وانه ضمن الإجراءات التي طلبها مكتب الارشاد إقالة وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي وكل القيادات الحالية. وأوضح هيكل أن مرسي كان حريصا على تأمين مقر الإخوان لأنه يهمه الغطاء الخارجي، والسيسي أكد له صعوبة ذلك، مؤكدا أن تصوير المظاهرات بالطائرة كان لقطع الشك حول أعداد المتظاهرين، والقيادة العسكرية شاهدت فيديو تصوير المشاهدات من الجو 3 مرات.