قبل أسابيع استفاض الإعلام الرسمي قبل غيره في الحديث عن زيارة رئيس قسم المونتاج في التلفزيون التركي لمجمع العرضي ومكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الزائر لم يكن رومل ولا نابليون، ولكن المولعين بالخليفة التركي لا يريدون أن نرى في مجمع العرضي أكثر من استوديو تصوير أو مدينة إنتاج إعلامي، لكننا رغم ذلك لا زلنا نرى في مجمع العرضي القوات المسلحة اليمنية، رمز الشرف اليمني ونصب الكرامة الوطنية. وسواءً كانت القاعدة طرفاً في تفجير أمس أو أداةً لطرف خفي، فإن المحصلة هي سؤال مخجل مُرّ: ما الذي لم ينتهك بعد في هذا البلد؟! الشهداء الذين تفحمت أجسادهم وتطايرت أشلاؤهم بالأمس في مجمع العرضي بأيدي الغدر والخيانة ليس استشهادهم هذه المرة مصدر فخر وعزة، ولكن دماءهم لعنة عارٍ في وجه هذه الدولة التي لم تصن شرفاً ولم تُعلِ قيمة. وسواءً كانت الجريمة انتقاماً مجرداً وردّاً من القاعدة على المؤسسة العسكرية، أو كانت جزءاً من مخطط تمديد رقعة الاضطرابات وبعث شبح الحرب أمام أنظارنا للقبول بتمديد الفساد، أو التهيئة لانقلاب ميلشوي وشيك؛ فالحقيقة القائمة أن آخر معاقل شرف هذا الوطن قد انتهك بالأمس، والدماء التي أريقت في العرضي وتراق يومياً في العاصمة وصعدة وحضرموت وشبوة وحجة، لن تُحسن وجه الفشل بل تزيده قُبحاً، ولن تستُر عورة الفساد، وإنما تكشف تفاصيلها. يا رئيس الجمهورية: ربما لم تسمع من قبل نُواح الثكالى من أسر الشهداء العسكريين والمدنيين، ألن تسمعه اليوم أيضاً وهو في بيتك؟!. رحم الله ابن شقيقك وجميع الشهداء، وأتمنى ألاّ تقول أو تسمع لمن يقول: إن الأمن مستتب. *اليمن اليوم