استمرت العمليات العسكرية أمس، في النزاع الدائر بين السعودية واليمن من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى، إذ أعلن مصدر أمني سعودي أمس، أن القوات الجوية والمدفعية السعودية قصفت مخابئ المتمردين لإبعادهم عن حدودها الجنوبية الغربية ومنع انتقال الحرب الى أراضيها. وقال المصدر إن القوات السعودية اعتقلت متمردين، أثناء العملية العسكرية في منطقة جبل دخان الحدودية الاستراتيجية يوم أمس الأول. ونقل عن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز قوله أمس، إن وجود اتصال بين تنظيم «القاعدة» والمتمردين أمر ممكن. من ناحية أخرى، نفى المتحدث باسم الجيش اليمني العقيد عسكر زيال أن تكون قوات مسلحة سعودية دخلت اليمن. وأضاف أن كل جانب يتعامل مع المتمردين على أراضيه. «عملية شاملة» وأكد المتمردون الحوثيون أن القوات السعودية شنّت عملية عسكرية شاملة براً وجواً ضدهم في المناطق الحدودية بين المملكة واليمن. وأعلن المتمردون الزيديون في بيان «بدأ زحف سعودي مكثّف باتجاه الأراضي اليمنية في جميع محاور الحدود اليمنية». وأضاف البيان أن الجيش السعودي «يستخدم جميع أنواع الأسلحة البرية والجوية والدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ وطيران الأباتشي والميغ». وبحسب البيان فإن «المواجهات لاتزال مستمرة في جميع محاور الحدود اليمنية في مديرية الملاحيظ ومديرية شدا ومنطقة الحصامة»، في محافظة صعدة معقل التمرد الحوثي. ولم يكن بالامكان الحصول على تأكيد من الجانب السعودي لشن هذه العملية، إلا أن مصدراً عسكرياً سعودياً رفيعاً فضل عدم الكشف عن اسمه قال إن «أي أحد يعتدي على شبر من أرضنا فإننا نقوم وندافع عن أرضنا»، دون أن يؤكد أو ينفي شن العملية العسكرية الواسعة النطاق. من جهته، أكد مصدر رسمي يمني محلي أن القوات السعودية «تقصف مواقع الحوثيين في منطقة الشريط الحدودي» بين البلدين، وهي منطقة حددتها السلطات السعودية لمنع الحوثيين من التسلل الى أراضيها. وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر محلية قبلية بأن الطيران اليمني واصل غاراته على مواقع الحوثيين في شمال. وذكر أحد هذه المصادر أن «غارة يمنية استهدفت منزل احد القادة الحوثيين في محافظة الجوف» الشمالية. كما ذكر أن القوات اليمنية واصلت قصفها المدفعي والصاروخي على المتمردين شمال مديرية حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء. مصر وإيران وطالب البرلمان المصري أمس، جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بالتحرك الفوري، لوقف القتال الدائر على أرض اليمن وفتح جميع القنوات مع الأطراف المعنية لرأب الصدع وحقن الدماء. وتساءل البرلمان المصري في بيان أصدرته لجنة الشؤون العربية أمس، عن كيفية وصول هذا الكم الهائل من الأسلحة الثقيلة والمتطورة إلى أيدي المتمردين لتُنتهك بها الحدود اليمنية - السعودية ويُقتل بها الجنود والمواطنون الأبرياء وعن الهدف من وراء كل ذلك والمحرك الخفي وراء تلك الأحداث. الى ذلك، اعتصم حشد من طلاب جامعات طهران أمام مقر وزارة الخارجية الإيرانية احتجاجاً على «قصف القوات السعودية لمناطق الشيعة في اليمن»، وعدم متابعة وزارة الخارجية لهذا الموضوع. وحمل المعتصمون لافتات کُتب عليها «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل»، وأطلقوا شعارات ضد النظام السعودي.