وسط تمثيل قوي للولايات المتحدةوإيران ومشاركة 22 دولة، فرضت الحرب الدائرة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين نفسها على "حوار المنامة" الذي افتتح أعماله الجمعة 11-12-2009 ويتناول أبرز التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الخليج العربي. وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين في افتتاح الحوار، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع الخارجية البحرينية ويستمر لمدة ثلاثة أيام: إن "أمن اليمن يعد قضية حيوية لدول مجلس التعاون الخليجي.. ولذلك فإن الحرب اليمنية السادسة، هي أهم الموضوعات في جدول أعمال الحوار، وستكون كذلك في قمة قادة دول مجلس التعاون المقرر انعقادها في الكويت في غضون أيام". وأوضح بن أحمد قائلا: "قضية الحرب اليمنية السادسة، فرضت نفسها على الساحة بعد امتدادها إلى المملكة العربية السعودية، خاصة أنها ذات امتداد خارجي وهذا أمر تؤكده نوعية الأسلحة المستخدمة فيها من جانب الحوثيين ومستوى التدريب والإمكانيات التي يملكونها". وفي هذا السياق، حذر بن أحمد من أن "التدخل الخارجي هو مصدر الخطر على المنطقة، فاليمن دولة عربية رئيسية واستقرارها أمر حيوي بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، ولذلك يجب أن يكون الدعم لليمن في مواجهة هذه الأزمة واضحا ويجب أن يتم التعامل مع الأمر بشكل متكامل". "الزيت على النار" غير أنه رفض في الوقت ذاته اعتبار الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين خلافا سنيا شيعيا، قائلا: "اعتدنا على مثل هذه التفسيرات التي تصب الزيت على النار، فسبق أن صورنا الأمر في العراق على إنه خلاف بين السنة والشيعة والأكراد وهذا غير صحيح". وشدد وزير الخارجية البحريني على أن "هناك توافقا كاملا بين دول مجلس التعاون الخليجي على خطورة قضية اليمن، وعلى دعم اليمن بقوة من أجل مواجهة هذه الأزمة". وقد أثارت الحرب اليمنية جدلا كبيرا من خلال التصريحات التي سبقت الافتتاح مباشرة، حيث أكد الدكتور "جون تشابمان" المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجي الذي يرعى حوار المنامة، أن هذه القضية حيوية وفرضت نفسها على المشاركين، باعتبارها قضية مرتبطة بأمن دول الخليج. وفي هذا الإطار هيمن موضوع إيران أيضا على أجواء مؤتمر "حوار المنامة" قبل انطلاقه رسميا مع تجدد الاتهامات الموجهة لطهران بدعم التمرد الحوثي في اليمن وزعزعة استقرار دول عربية أخرى، لكن مراقبين يرون أن لهجة الاتهام أصبحت متحفظة، على حد تعبير وكالة الأنباء الفرنسية. من جهته قال علي الأنسي رئيس مجلس الأمن القومي اليمني: إن "الحرب مع الحوثيين مفروضة علينا، فهي حرب عصابات بامتياز، وهناك أكثر من قرينة على أن هناك تدخلا خارجيا". وأضاف: "ما يحدث في اليمن الآن يهم جميع دول المنطقة ولذلك فقد فرضت هذه القضية نفسها على حوار المنامة لتصبح من المحاور الرئيسية، لأنه في الأساس حوار من منطلقات أمنية وإستراتيجية". ومتفقا مع وزير الخارجية البحريني، رفض الأنسي اعتبار قضية الحوثيين قضية أقليات تبحث عن حقوق ضائعة، وقال: "ليس لدينا في اليمن أقليات وإنما نحن شعب له نسيج واحد". 3 ملفات أمنية وعلى صعيد التحديات الأمنية التي تواجه اليمن، أوضح الأنسي أن "اليمن يواجه 3 ملفات أمنية مهمة هي القاعدة، والحوثيين، والحراك في المحافظات الجنوبية وهي تحديات كبيرة بكل تأكيد تتطلب دعم اليمن في القضاء على الحوثيين". وإذا كان الأنسي رأى ضرورة التصدي عسكريا للحوثيين، فإن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي جدد رفض إيران الحل العسكري في إنهاء الأزمة اليمنية، داعيا إلى الجلوس على طاولة الحوار والحل السلمي لها. وقال متكي في كلمته في الجلسة الأولى لحوار المنامة: "الحل السلمي هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة وذلك عبر الحوار وعدم اللجوء للعنف". تحديات خليجية وعلى صعيد متصل، ألقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح كلمة في افتتاح الحوار تعرض فيها لأهم التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون وأهمها اعتماد اقتصادياتها على مصدر واحد "ناضب" وهو النفط، والأزمة الاقتصادية العالمية والانهيارات المالية. ويعقد في وقت لاحق اليوم السبت 12-12-2009 مؤتمر صحفي لأبرز المشاركين في الحوار، قبل أن تتم استئناف فعاليات الحوار. ويشارك في الحوار، بعض الدول التي تعنى بأمن الخليج فضلا عن مؤسسات الأمن القومي ووزارات الخارجية والدفاع بدول الخليج، والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودول من الاتحاد الأوروبي وعدد من الخبراء والأكاديميين المختصين بالأمن والدفاع والاستخبارات. ومن بين الحضور جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي غاب عن الدورتين السابقتين, إضافة إلى وزير خارجية العراق هوشيار زيباري ووزراء خارجية باكستانوأفغانستان واليمن. ويبحث الحوار على مدى ثلاثة أيام قضايا الأمن الإقليمي التي لها انعكاسات مباشرة على دول الخليج، ومن بين الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الحوار مناقشة طرق استفادة دول المنطقة من جميع أنواع الطاقة بما فيها الطاقة النووية للأغراض السلمية. كما سيتطرق الحوار كعادته إلى الملف النووي الإيراني وخاصة تداعيات الرفض الإيراني لمسودة فيينا لتخصيب اليورانيوم. ويشمل جدول الأعمال الوضع الأمني في باكستان والحملة العسكرية على حركة طالبان في أفغانستان، وكذلك التعاون مع الدول الكبرى في تعزيز الأمن الإقليمي.