أكد رئيس جهاز الأمن القومي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية علي الأنسي أن نجاح العمليات الاستباقية التي وجهتها الأجهزة الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبين وصنعاء وأمانة العاصمة وشبوة، يؤكد أن اليمن لن تكون ملاذاً آمناً لعناصر القاعدة. وقال الأنسي في حوار نشرته صحيفة (الميثاق) في عددها الصادر اليوم لقد حققت العمليات الاستباقية أهدافها، وتم إحباط المخطط الإجرامي والهمجي الذي كانت العناصر الإرهابية تعتزم تنفيذه في اليمن .. مشيراً إلى أن المخطط كان يستهدف العديد من المؤسسات الحكومية وبعض المصالح والمدارس الأجنبية والسفارة البريطانية وبعض المنشآت النفطية واغتيال قيادات عسكرية وأمنية.. كما تطرق الأنسي في حديثه إلى عدد من القضايا .. وفيما يلي نص الحوار : ما أبعاد ودلالات الضربة العسكرية التي وجهتها القوات الأمنية لعناصر القاعدة في أبين وصنعاء وأمانة العاصمة وشبوة؟ وهل حققت أهدافها؟ - أكدت الضربة العسكرية التي وجهتها الأجهزة الامنية مؤخراً ضد عناصر القاعدة في أبين وصنعاء وأمانة العاصمة وشبوة إصرار وعزم الدولة والحكومة على اجتثاث تلك العناصر الإرهابية، كما أن نجاح تلك العمليات يؤكد أن اليمن ليست ملاذاً آمناً لعناصر القاعدة كما تروج له بعض الوسائل الإعلامية بصورة مغلوطة ومتعمدة من قبل بعضها للأسف ولن تصبح كذلك، وبحمد الله فقد حققت العمليات الاستباقية الناجحة أهدافها وتم إحباط الجرائم الإرهابية والهمجية التي كانت العناصر الإرهابية عازمة على تنفيذها في بلادنا والتي تستهدف العديد من المنشآت والمصالح الوطنية والأجنبية والمدارس وبعض القيادات العسكرية والأمنية. مواقفة داعمة لوحظ أن أمريكا وروسيا ومصر باركت نجاح تلك العملية.. يأتي ذلك في الوقت الذي تقف فيه بلادنا وحيدة وبإمكاناتها الشحيحة في حربها ضد الإرهاب.. فهل سنلاحظ تغييراً في تلك العلاقات عقب تلك العملية؟ - جميع الدول التي ذكرتها قد عانت كثيراً من ظاهرة الإرهاب وباعتبار أن الإرهاب آفة دولية خطيرة تهدد أمن وسلامة الجميع في المنطقة والعالم، وبالتالي فإن تلك الدول وغيرها تتفهم موقف بلادنا الصارم مع تلك العناصر الإرهابية، لذا فقد سارعت الى مباركة نجاح تلك العمليات، ونحن نقدر لها هذه المواقف الداعمة للإجراءات والجهود التي تقوم بها حكومتنا في حربها ضد الإرهاب، كما نأمل أن تشهد العلاقات بين بلادنا وتلك الدول المزيد من التطور والتنسيق والتعاون المشترك لمواجهة هذه الآفة الخطرة التي -وكما قلت- تستهدف الجميع وكل ما هو حضاري وإنساني بشكل عام.أما بالنسبة لليمن فإنها مصممة على مواصلة جهودها في مجال مكافحة الإرهاب في ظل التعاون والتنسيق مع أشقائها وأصدقائها سواءً بإمكاناتها المتواضعة أو بالدعم المطلوب من الأجهزة الشقيقة والصديقة لرفع كفاءاتها وقدراتها. تحالف شيطاني هناك تحالف بين القاعدة والحراك الانفصالي والمتمردين الحوثيين.. هل ستظل بلادنا تواجه ثلاثي الشر والإرهاب لوحدها، وما الدور الذي يجب أن تقوم به دول الجوار لمواجهة الخطر الذي يهدد المنطقة؟ - ثلاثي الشر والإرهاب أو تحالف الشيطان الذي تحدثت عنه يهدف في نهاية المطاف الى الإضرار بأمن واستقرار بلادنا وبالسلم الاجتماعي لتحقيق أهداف شيطانية تخدم أجندة مختلفة ومتباينة في بعض الأحيان ولكنها تتفق في منهج العنف والتخريب وإثارة الفوضى، وعلى اعتبار - ووفقاً لأوهامها- بأنها سوف تتمكن من خلال ذلك من تحقيق أهدافها ومآربها غير المشروعة والتدميرية.. ونحن من جانبنا نؤكد أن شعبنا لن يسمح لهم بتحقيق أحلامهم وسيقف بالمرصاد كما وقف في الماضي لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره أو النيل من وحدته الوطنية، كما أن تلك الأخطار لا تمثل تهديداً للجمهورية اليمنية وحدها بل تهدد أمن واستقرار كل دول المنطقة، وهو ما يجب التنبه له وضرورة إيلاء هذه المسألة الاهتمام اللازم ودعم اليمن ومساندتها في مواجهة ذلك الخطر الذي يهدد الجميع ويستلزم النظر بجدية للعوامل التي تسهل للعناصر الإرهابية والتخريبية استقطاب عدد من المواطنين التي هي في غالبها عوامل اقتصادية واجتماعية وأهمها الجهل والفقر والبطالة. لا هوادة ولا تهاون ما طبيعة الأهداف التي كان يخطط الإرهابيون من تنظيم القاعدة لضربها قبل الضربة الاستباقية التي وجهتها الأجهزة الأمنية لهم الخميس الماضي.. وكم بلغ عدد المعتقلين منهم حتى الآن.. وهل هناك فارون تقوم أجهزة الأمن بملاحقتهم؟ - في الواقع ان الإرهاب لا أخلاق له ولا دين ولا قيم تردعه، لذا فإن عناصر الإرهاب لا تأبه فيما إذا كان ضحاياها مواطنين أو أجانب سواء أكانوا مسلمين أو غير ذلك، فهدفهم في النهاية إرهاب الناس وقتلهم.. وقد أكدت المعلومات أنهم كانوا يخططون لاستهداف بعض المؤسسات الحكومية والمصالح الأجنبية ومنها السفارة البريطانية وبعض المنشآت النفطية، وقد حالت يقظة الأجهزة الأمنية دون تمكنهم من تحقيق أهدافهم التخريبية حيث تم اعتقال حوالي 29 شخصاً حتى الآن، ولاتزال الأجهزة المعنية تقوم بمتابعة وملاحقة بقية العناصر الإرهابية.. فحربنا ضد الإرهاب لا هوادة فيها، ولا تهاون مع الإرهابيين أينما كانوا. تعاون أمني مشترك استطعتم خلال مشاركتكم في ندوة المنامة تقديم رؤية بلادنا بنجاح لمواجهة التحديات الأمنية وخصوصاً على صعيد مواجهة التمرد الحوثي في صعدة.. فهل ثمة تعاون أمني مرتقب بين بلادنا ودول المنطقة ضد التدخلات الإقليمية وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة؟ - التحديات الأمنية الأخيرة تفرض على دول المنطقة التعاون والتنسيق المشترك فيما بينها لمواجهتها، وقد اتضح لنا خلال منتدى المنامة أن الأوضاع في اليمن كانت تمثل القضية الرئيسية فيه وهو ما يؤشر الى أن جميع دول المنطقة تدرك مدى خطورة سعي بعض الجهات إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن الذي هو زعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، ولذلك فوجود تعاون أمني أصبح ضرورة ملحة تفرضها التحديات الراهنة.. كما أن القناعات الراسخة لدى الجميع بأن اليمن الواحد المستقر وموقعه الجيوبوليتيكي الفريد والمهم هو عنصر مهم لخدمة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. رافد نوعي بدأت اليمن بالتحضير لإجراء حوار وطني شامل استجابة للدعوة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله- لكافة الفعاليات السياسية والاجتماعية بهذا الشأن.. بنظركم إلى أي مدى سوف يدعم نجاح الحوار جهود التنمية ومكافحة الإرهاب؟ - الدعوة التي وجهها فخامة الأخ رئيس الجمهورية - حفظه الله - للفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني لإجراء حوار وطني شامل ومسؤول لم تكن وليدة اللحظة وإنما هي امتداد للنهج السياسي المتسامح الذي انتهجه فخامة الأخ الرئيس منذ تولّيه مقاليد الحكم في البلاد، وعموماً فإن نجاح هذا الحوار سيمثل رافداً نوعياً يسهم في إحداث اصطفاف وطني لا يخرج على الثوابت الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة سواء ما يتصل بما يجري في صعدة أو في بعض مديريات بعض المحافظات الجنوبية أو نشاطات تنظيم القاعدة أو التحديات الاقتصادية وغيرها.. وسيعزز من جهود بلادنا في مجابهة التحديات الأمنية التي تعاني منها، كما أن نجاحه سيسهم في إيجاد القناعات الواسعة لدى الأوساط الشعبية في جدية مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية في تخطّي المراحل نحو تحقيق الأهداف التنموية التي تعمل بلادنا على تحقيقها لتحسين الأوضاع الاقتصادية لمختلف فئات الشعب، وهو ما يستوجب من كل القوى الوطنية على الساحة السياسية أن تتحمل مسؤولياتها في إنجاح هذه الدعوة الكريمة للسير بسفينة التنمية والاستقرار في بلادنا الى بر الأمان. كَرٌّ وفَرٌّ كيف تقيّمون مستوى النجاحات في المعركة التي تخوضها قواتنا المسلحة والأمن ضد عناصر الإرهاب الحوثية؟ وهل بات الحسم وشيكاً؟ - ما حققته قواتنا المسلحة والأمن ضد عناصر الإرهاب والتمرد في محافظة صعدة وحرف سفيان يعتبر نجاحاً كبيراً بمختلف المقاييس بالنظر الى طبيعة المنطقة وطبيعة حرب العصابات التي تنتهجها تلك العناصر المتمردة والخارجة على النظام والقانون. ورغم أن قيادة الإرهاب الحوثي تعمل على استقطاب صغار السن وغسل أدمغتهم وتغذيتها بأفكار مضللة وهدامة وبعدها يتم دفعهم للقيام بعمليات انتحارية ضد أفراد القوات المسلحة والأمن، إلا أن أبطال القوات المسلحة والأمن عملوا على تغيير تكتيكاتهم بما يتواكب مع حرب العصابات وتمكنوا من إلحاق الهزائم وتوجيه الضربات الموجعة ضد تلك العناصر وبأقل الخسائر، وقد بدأ الكثير منهم بالاستسلام أو الفرار وما تبقى منهم يعيشون أسوأ فترات المواجهة خصوصاً مع وجود معلومات تؤكد انهيار الروح المعنوية في أوساط العناصر الإرهابية في مختلف المواقع سواء في محافظة صعدة أو مديرية حرف سفيان، وإن شاء الله سيتم الحسم قريباً. مفخرة وعز كلمة أخيرة تودون قولها أو قضية ترون ضرورة الحديث عنها؟ - أود أن أوجه التحية والتقدير باسم الشعب اليمني بمختلف شرائحه الى أولئك الأبطال من أفراد قواتنا المسلحة والأمن المرابطين في جبال ووديان صعدة وحرف سفيان، ونقول لهم: إن ما تقومون به وماتقدمونه من تضحيات غالية في سبيل الوطن وأمنه واستقراره وسكينته العامة ومكاسبه وإنجازاته هو مفخرة وعز لكل اليمنيين، وإن النصر بإذن الله لقريب «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » صدق الله العظيم.