قللت السلطات اليمنية من تصريحات سعيد الشهري، نائب زعيم تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، التي هدد فيها بإغلاق "باب المندب" الإستراتيجي، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، وتوعده بشن مزيد من الهجمات ضد الأجانب. ووصفت الداخلية، تلك التصريحات ب"الفقاعة"، وأكدت أن تهديدات "القاعدة" لن تخيف الحكومة، وأنها ستواصل ضرب أوكار التنظيم أينما وجدت. وأضاف بيان لوزارة الداخلية، إن التهديدات لا تخيف قوات الأمن، واعتبر أن تلك التصريحات "تعبر عن العزلة واليأس من العناصر الإرهابية باليمن"، رافضا في الوقت ذاته إبرام أي هدنة مع من وصفهم بالإرهابيين. بدوره عقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعا برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح، عقب تصريحات الشهري، وقال إنه أمر باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الأمن والسكينة العامة، وضبط العناصر الخارجة على النظام والقانون وتقديمها للعدالة. وجاء الرد والتحركات الحكومية بعد يوم من دعوة الشهري، إلى وقف الملاحة بالبحر الأحمر، وحث نائب زعيم "القاعدة" حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية، على المساعدة في استعادة السيطرة على مضيق "باب المندب" الإستراتيجي، "وإعادته إلى حاضرة الإسلام"، وأضاف، "عندها سيغلق الباب ويضيق الخناق على اليهود لأنه من خلاله "باب المندب" تدعمهم أمريكا عن طريق البحر الأحمر"، ولفت إلى أهمية هذا المضيق الذي "لو تم لنا لكان نصرا عظيما ونفوذا عالميا"، كما جدد الشهري، دعوته لما وصفه بالجهاد ضد "الرافضة واليهود والنصارى بالمنطقة"، وقال إن "الرافضة واليهود والنصارى والحكام الخونة المرتدون قد تكالبوا عليكم، وليس لكم مخرج من هذه الفتنة إلا الجهاد في سبيل الله". كما أعلن أن محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، تفجير طائرة الركاب الأمريكية في "ديترويت" في ديسمبر الماضي، كانت بالتنسيق مع أسامة بن لادن، وهنأ قيادة التنظيم بما سماها "الغزوة المباركة". وكان الشهري، قد تمكن من الانتقال إلى اليمن، بعد أن أفرجت عنه السلطات الأمريكية، من معتقل "جوانتانامو" مطلع عام 2008م، وخضع فترة لبرنامج المناصحة بالسعودية، قبل أن يفر إلى اليمن.