صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    الروح الرياضية تهزم الخلافات: الملاكمة المصرية ندى فهيم تعتذر للسعودية هتان السيف    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقالات التي حاكمت كاتبها محمد المقالح ...
نشر في البيضاء برس يوم 20 - 04 - 2010

نقدم لكم المقالات التي يحاكم بسببها الكاتب محمد المقالح والتي لازالت محاكمة الكاتب بسببها جاريه الى الان اليكم نسخه من المقالات الخمسه التي ادخلت الكاتب في دوامه الاتهامات والاتهامات المضاده والتي كان للمعارضه دور في اذكاء وتطويل هذه القضيه حتى اصبحت قضيه الشارع الصحفي بين مؤيد ومعارض ولازال الجميع في انتضار قرار محكمة الصحافه المتخصصه

(1)
استعادة الجمهورية أولا
فكرة توريث السلطة في الأنظمة الجمهورية فكرة خبيثة وقاتلة، ونتائجها وخيمة على كل المستويات .
إنها لا تكتفي بقتل كل أحلام وطموحات الشعوب في بناء دولة عزيزة وعادلة لكل مواطنيها وحق كل مواطن فيها في الوصول إلى أي موقع فيها بكفاءته وإبداعاته، بل أنها تبدأ أول ما تبدأ بقتل السلطة نفسها، والتعجيل بسقوط صاحبها وكل من أراد أن يتملكها ويسعى إلى تأبيدها ومدها إلى ما بعد الحياة الدنيا خلافا لقوانين الحياة والسلطة معا. في كتاب "الأطراف المعنية" لمحمد احمد نعمان، أشار إلى حكاية غير موثقة ظلت الطبقة السياسية اليمنية تتناقلها منذ أكثر من نصف قرن، ومفادها أن عددا ممن تبقى من ثوار 48م في سجن نافع الرهيب بينهم "الارياني والنعمان" هم من ادخل فكرة توريث السلطة إلى رأس الإمام احمد حميد الدين، وما إن بدأت الفكرة تستقر في وعي الإمام المتهالك بالمرض والسن، وبدأ يعمل لها في الواقع حتى كانت سببا رئيسيا في التعجيل بتهاوي سلطته ودولة بيت حميد الدين برمتها وعلى يد ولي العهد وبعد أيام معدودة من وفاة والده.
لا مجال للمقارنة بين النظام الجمهوري ونظام الإمامة في الفكر الزيدي فكل واحد منهما له سياقه التاريخي والأيدلوجي المختلف عن الآخر، ولكن هناك نقطة التقاء جزئية يمكن الإشارة إليها في هذا السياق وهي أن كلاهما يرفض فكرة توريث السلطة للأبناء والأقارب، ولذلك فان رغبة الإمام احمد بتعيين ابنه البدر وليا للعهد ومعرفة الناس بهذه الرغبة لم تعمل شيئا لتثبيت سلطة ولي العهد بقدر ما هزت شرعية سلطة الأب الدينية في وعي الناس ولدى النخبة الحاكمة والمتطلعة للحكم تحديدا الأمر الذي عرض سلطة بيت حميد الدين بكاملها للانكشاف وجعلها محلا للابتزاز اليومي من قبل المتطلعين للسلطة من داخل الأسرة ومن خارجها ، وهذا بالضبط ما يعاني منه رئيس الجمهورية اليوم ومنذ اللحظة التي دخلت في رأسه الفكرة الخبيثة فكرة "توريث السلطة" .
أنا على يقين أن رئيس الجمهورية لم يفكر ولو للحظة واحدة بتوريث السلطة حين تولاها عام 1978م في ظروف بالغة التعقيد والتداخل على مستوى الداخل الشطري والمحيط الإقليمي، وكيف له أن يفكر حينها بهذه الفكرة الخبيثة وهو يعلم جيدا بأن النظام الجمهوري هو من فتح له الباب واسعا ولغيره من اليمنيين للوصول إلى المنصب الأول في الجمهورية العربية اليمنية بدون أن يكون له لا شرعية دينية ولا شرعية بطيخية ولا أي مؤهل يذكر سوى انه طموح ومواطن يمني بالدرجة الأولى وهو أمر يحسب له وليس عليه.
لقد اثبت الرئيس علي عبدالله صالح طوال السنوات الأولى من حكمه انه يتمتع بالجرأة والذكاء الفطري والقدرة على توسيع قاعدة التحالفات الداخلية والإقليمية والدولية لحماية سلطته وحتى قيام الوحدة اليمنية ودوره المحوري فيها والرجل في أوج عطائه وحيويته، غير أن الانتصارات السهلة التي حصل عليها بالمجان وخلو الساحة من أصحاب الهمم العالية وسقوط العديد من الرجال في وحل الفساد وتحول العديد من المثقفين ورجال الدين والكتاب والصحفيين إلى مجموعة من الموظفين وحملة المباخر ومبرري الأخطاء، هو من اخرج الرجل عن سياقه الطبيعي وجعله يستسهل فكرة توريث السلطة التي لن يورثها لأحد بعد أن يكون قد دمر كل بنيانها من اجل فكرة وهمية هي فكرة تولية منصب ولاية العهد لرجل غير طموح ولا شرعية له سوى انه ابن رئيس الجمهورية .
التأمل في مشهدين
في ظل توريث الجمهورية اليمنية ثمة مشهدان ينبغي التأمل فيهما الأول هو أن سلطة الرئيس علي عبد الله صالح تضيق مساحتها يوما بعد يوم وينفض من حولها الحلفاء زرافات ووحدانا ويتنازع كعكتها الأبناء وأبناء العمومة مثلما تتنازع النسور والضواري بقايا جيفة في صحراء قاحلة، ويتحول صاحب السلطة ورأسها إلى محل للابتزاز من قبل الانتهازيين والمنافقين والأفاقين من كل حدب وصوب..الخ
في المقابل هناك مشهد آخر من اللوحة وهو اتساع شعور اليمنيين - كل اليمنيين - بالقهر وبسقوط الأحلام الكبيرة والطموحات الواسعة، والتأكد من أن فكرة التوريث تلتهم اليوم وأمام أعينهم ثورتين وجمهوريتين ووحدة وديمقراطية خلال سنوات معدودة ودون أن تتيح لنفسها فرصة للابتلاع والهضم والتجشؤ.
كانوا يحلمون بأنهم سيكبرون بالوحدة وإذا بهم يصغرون، وبأنهم سيغتنون بالنفط والغاز والثروة السمكية وإذا بهم يزدادون فقرا وبؤسا، وبأنهم سينعمون بنعمة الحرية والديمقراطية وتتوسع خياراتهم بالأحزاب والانتخابات وإذا بها تضيق بهم وتضيق عليهم وتهمشهم وتقذف بهم إلى دائرة الاقتتال والتطرف والتعصب والمعتقلات والملاحقات.
إنها مفارقة عجيبة - ضيق السلطة من داخلها واتساع الشعور بتوسعها من خارجها- ازعم أنها سبب رئيس للحراك الجنوبي ولحروب صعدة الدامية ولدعوات الانفصال والفدرالية وثقافة الكراهية والاقتتال الداخلي وسبب للتدخل السعودي والإقليمي والأجنبي في شؤوننا الداخلية ولجعل اليمن وكل ثوابتها وقيمها الوطنية على طاولة الجدل السياسي والفضائي وعلى قائمة الخطر والدمار والذهاب إلى المجهول.
ليس المطلوب من الأخ الرئيس المسارعة إلى إقالة نجله من قيادة الحرس الجمهوري حتى نقول بأنه ضد التوريث فقد تكون هذه الخطوة غير واقعية في هذه اللحظة بالذات، فقط هو بحاجة إلى تحريره من فكرة توريث السلطة التي تبدو وهمية وغير منطقية وإذا ما حدث وان تحرر من هذه الفكرة الخبيثة التي سيطرت على وجدانه وشلت حركته وتفكيره فسيكون الوضع أفضل والمشهد اليمني أجمل ،وسنفكر بهدوء وروية معا وتجاه كل قضايانا المصيرية .
يبقى أن أقول بان استعادة النظام الجمهوري من براثن التوريث والتمليك الفردي والأسري والمناطقي هي الخطوة الأولى على طريق استعادة الوحدة والديمقراطية والمواطنة، فهل نعمل وتعمل أحزابنا لهذا الهدف الكبير والنبيل الذي سيتوحد عليه اليمنيون ولن يكون في أي يوم من الأيام مصدر انقسام بين الجنوب والشمال وبين أبناء صعدة والمهرة وأكتوبر وسبتمبر
(2)
حق الصحافة في تناول القوات المسلحة !!
من حق الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة أن تتناول بالخبر أو بالتقرير والمقالة الصحافية أي شأن من شئون القوات المسلحة والأمن ،... قياداتها، برامجها وخططها، ميزانيتها، تسليحها, الفساد الذي يمارس ويمكن أن يمارس داخلها أو باسمها....الخ
ومثلما أن من حق الصحافة بل من واجبها الأخلاقي والقانوني أن تكشف وتلاحق رموز وملفات الإهمال والفساد التي تنخر في جسد هاتين المؤسستين الوطنيتين, وبما يجعلهما اكبر واخطر مؤسسات الفساد في الدولة على الإطلاق، فان عليها وبنفس الدرجة من المسؤولية أن تحذر من خطورة سياسة التدمير المنهجي للجيش اليمني، وتحويله من مؤسسة وطنية عامة تحمي المواطن وتذود عن سيادة الوطن واستقلاله وكرامة أبنائه إلى مؤسسة أمنية خاصة وشخصية (بودي قارد) مهمتها الأولى والأخيرة قمع أبناء البلد واغتصاب حقوقهم وجرح كرامتهم وتدمير إنسانيتهم كما هو حال معظم الجيوش العربية اليوم.
الزعم بان الحديث في الصحافة عن الجيش أو عن الأمن يعتبر حديثا ممنوعا أو مجرما بحكم القانون كما تحاول بعض الكتابات والخطابات الرسمية الإيحاء به محذرة من خطورة اقتراب الصحفيين ممن تسميهم (بالصخرة التي تحطمت عليها رؤوس الخونة والمأجورين) زعم باطل ومردود على أصحابه ولا يجوز الاعتداد به أو الاستسلام لمنطقة، ذلك أن الأصل في قضايا النشر والتناولات الصحفية هو (الإباحة) وهو حق يرتقي لدى الصحفيين في بعض القضايا إلى مستوى الواجب الأخلاقي والقانوني، أي أن الممنوع أو المجرم قانونا هو (الاستثناء) ولا فرق هنا بين قضايا تتناولها الصحافة وتمس مؤسستي الجيش والأمن, وبين قضايا تمس بقية مؤسسات الدولة الأخرى, هذا أولا،
أما ثانيا فهو أن هذا (الاستثناء) أي الممنوع والمجرم نشره أو بثه عبر وسائل الأعلام هو محدود ومنصوص عليه صراحة بالقانون والدستور، وبالنسبة للقوات المسلحة والأمن وبقية مؤسسات الدولة الحساسة أو ذات الطبيعة الخاصة.. ينص القانون والدستور على عدم تعرض الصحافة إلى أمرين اثنين لا ثالث لهما الأول هو (إفشاء أو تسريب الأسرار العسكرية والأمنية والاقتصادية والتكنولوجية أو أي شيء أخر قد يعرض امن الدولة القومي للخطر)، والثاني هو (..كل ما من شأنه التحريض على الكراهية أو إثارة الحساسيات والانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء المجتمع عموما وفي صفوف أبناء القوات المسلحة خصوصا، وبما يؤدي إلى تعريض امن البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها للخطر أيضا)،
أما دون هذين المحذورين فان كل التناولات الصحافية والإعلامية مباحة وغير مجرمة قانونا. وحتى تبدو المسالة أكثر وضوحا فان تناول صحيفة ما لخبر سقوط طائرة عسكرية أثناء القتال أو أثناء التدريب لا يعتبر ممنوعا لان الحادثة ببساطة ليست من الأسرار العسكرية والأمنية للدولة وبالتالي لا تعتبر الصحيفة التي نشرت الخبر متهمة أو مساءلة قانونا (بإفشاء أسرار عسكرية) إلا في حالة واحدة هي أن تنشر الصحيفة بالإضافة إلى المعلومات الخبرية السابقة معلومات أو بيانات (سرية) تتعلق مثلا بخط سير الطائرة والمهمة التي كانت تقوم بها (سرا) والمطار السري الذي أقلعت منه خصوصا إذا كانت الدولة في حالة حرب أو كانت الطائرة تقوم بمهمة (تجسسية) في ارض العدو أو على السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر والمحيط العربي!!... بالطبع هذا مثال افتراضي أما الحقيقة فهي أن الجيوش العربية عموما لم يعد لها أسرار عسكرية ولا حتى (أعداء) للتجسس عليهم أو بناء خطط وبرامج (سرية) لمواجهتهم والاستعداد لقتالهم سوى أبناء شعبها, وهي الحقيقة المرة التي صرح بها يوما الأخ رئيس الجمهورية في خطاب رسمي حين قال (الجيوش العربية ليست سوى للاستعراض العسكري في المناسبات الوطنية ولقمع شعوبها!!).
في جانب آخر فان نشر صحيفة ما لتصريح الجندي (صائل) الذي اتهم احد ضباط وحدته العسكرية بتهمة الاعتداء الوحشي عليه وإهانته والحط من كرامته الإنسانية لا يضع الصحيفة والجندي ومن تضامن معه أمام المساءلة القانونية بتهمة إثارة الحساسات والانقسامات المناطقية في صفوف القوات المسلحة إلا في حالة أن يكون الخبر مختلق وغير صحيح أي أن (مرور كتيبة عسكرية على ظهره وبأمر من الضابط المذكور) واقعة كاذبة ومختلقة من قبل الجندي المذكور، أوفي حالة أن هذه الواقعة صحيحة فعلا ولكنها تمارس كإجراء عقابي معمول به في الوحدات العسكرية ويتم ممارستها بدون تمييز ضد أي جندي يخالف الأوامر والتعليمات العسكرية بغض النظر عن منطقته أو انتمائه المذهبي (حيث المطلوب هنا هو النضال من اجل إلغاء هذا العقاب الوحشي إن وجد !!)،
أما إذا ثبت أن واقعة العقاب المهين للجندي صحيحة وحصلت فعلا وبطريقة انتقائية فان المتهم بالجرم وإثارة الحساسيات المناطقية في صفوف الجيش هو الضابط المذكور وكل من دافع عنه أو تضامن معه، وعلى كل حال فان إثبات صحة من عدم صحة ادعاء الجندي صائل لم يكن يحتاج سوى تشكيل لجنة محايدة من البرلمان وهو بالضبط ما طالب به النائب الاشتراكي الدكتور الخبجي وغيره من أعضاء البرلمان غير انه وبدلا من أن يتم تشكيل هذه اللجنة وبالتالي يتم معرفة من هو الطرف الذي يجب عليه الاعتذار والمساءلة، وهل هو النائب أم الضابط !؟ بدلا من ذلك ثار الغضب ضد الخبجي وزملائه من قبل السلطة وبما يوحي أنها تتستر على الضابط وفعله المشين, وأنها من تسهم - وليس غيرها- في إثارة الانقسامات داخل صفوف الجيش أو هكذا توحي التصريحات والخطابات الرسمية حتى الآن على الأقل!!
وعلى هذا الأساس وما عدا (ذينيك)المحذورين يكون من حق الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة أن تتناول كل شيء في القوات المسلحة والأمن ولا يحق لرئيس الدولة أو أي قائد عسكري آخر أن يحذروننا من الجيش أو يهددوننا به لأنهم بذلك يضعون أنفسهم أمام المساءلة القانونية ويعرضون امن الوطن واستقراره للخطر, وبالذات حين يثبتون (بالصوت والصورة), وعبر خطاباتهم المنفعلة أن الجيش أصبح ملكية خاصة وأداة من أدوات القمع والإرهاب ضد أبناء شعبهم وأمتهم، وضد كل من يفكر في منافستهم المشروعة في الاستحقاق الرئاسي القادم!!

(3)
ضحايا (الصورة) في ضحيان وضواحيها
محمد محمد المقالح
الكارثة الإنسانية التي نعيشها في صعدة منذ ثلاثة أشهر ونصف تقريبا كشفت فينا وفي وقيمنا نحن اليمنين أمرين خطيرين الأمر الأول هو أن الاستبداد السياسي اليمني أقوى وأكثر فاعلية في حياة اليمنيين وفي تحديد مواقفهم من أي استبداد سياسي عربي آخر, بما في ذلك استبداد الأنظمة التقليدية والثورية المعروفة لكم جميعا
والثاني هو أن هذا الاستبداد اليمني الطويل والتراكمي قد استطاع بمفاعيله المختلفة والمتقادمة أن يقتل في اليمن واليمنيين "كل شيء حيا"بما في ذلك جوانب من أرواحنا وضمائرنا ..... لاحظوا بان ضمائرنا "الحية جدا" لا تتحرك لإيقاف الحرب المأساوية في صعدة أو لإنقاذ المنكوبين فيها وجراء تداعياتها الكارثة على كل شيء في هذا الوطن المنكوب ... إنها باختصار تنتظر أن يقول لها الحاكم تحركي وستتحرك بسرعة ولكن هذا لن يحصل إلا بعد أن يتحرك ضميره هو . ...
جميعنا وبسب الخوف من الاستبداد وأيدلوجية الاستبداد والكراهية لم نعد نتأثر بالحرب أو من الحرب ونتائجها المأساوية إلا حين نشاهد "صور" القتل والتشريد للأطفال والنساء على التلفزيون وبالذات إذا كانت الحروب التي تقتلهم وتشردهم بعيدة عنا وفي بلاد واق الواق مثلا
أما على مستوى الواقع وحين يسقط الأطفال والنساء قتلى وجرحى بين أيدينا وبأسلحة أهلنا وجيراننا,أو حين نقوم بإخراجهم من ديراهم بواسطة الطائرات والصواريخ وتشريدهم إلى أماكن النزوح أو نقوم ببيعهم في أسواق العمل والدعارة الإقليمية والدولية كما هو الحال في صعدة وفي حرض اليوم, فإنها لا تتحرك ضمائرنا ولا تبكي مآقينا وإذا حاولت ولو للحظة بسيطة يظهر الاستبداد فجأة من "بين العصيد" ومن ثقافة الخوف والقمع الطويلة ليقمع هذه الضمائر ويسكتها عن قول الحقيقة والدفاع عنها والى الأبد, لا بل انه يمنحها تفسيرات "مقنعة" لتقف في الضفة الأخرى والى جانب الجلاد وضد الضحية والاهم إلى جانب استمرار الحرب والقتل والتدمير كما جاء في بيان سياسي حامي الوطيس.. صادر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. ... تصوروا أدباء وكتاب ومثقفين يدعون وبصوت عال إلى الحرب والقتل والتشريد أي يمن هذا وأي ثقافة هذه يا قليلي الأدب والثقافة ... يا جماعة حتى المجرم يقتل دون أن يصدر بيانا سياسيا مثلكم. .. الم اقل لكم بان الاستبداد في اليمن أقوى من بقية (استبدادات) المنطقة العربية وانه هنا يأكل من أرواحنا وضمائرنا .
*تكاد تكون الحرب في صعدة هي الحرب الداخلية الوحيدة في العالم التي تجري في الألفية الثالثة بدون صورة رقمية . أربع سنوات من الحرب المتقطعة وثلاثة أشهر من الحرب المتواصلة ومئات القتلى والجرحى وآلاف المشردين والمعتقلين وأطنان من صواريخ الطائرات وقذائف المدفعية والدبابات كل هذا يغطى عليه الاستبداد اليمني ويتحكم به ويفرض سيطرته على كل وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية والى درجة أن عصر الفضائيات والانترنت وكاميرات التلفون المحمول لا تستطيع أن تنقل عن حرب صعدة الإجرامية صورة واحدة في التلفزيون أو في الصحافة .....الم اقل لكم بان الاستبداد في اليمن أقوى فتكا وتأثيرا وأكثر ذكاء من الاستبداد العربي الآخر.
قوة الاستبداد اليمني وتميزه عن بقية أنظمة الاستبداد في المنطقة العربية انه استبداد ديمقراطي جدا وحديث جدا ويعرف تأثير الصورة التلفزيونية والفوتوغرافية في تحريك عواطف الناس وتحديد مواقفهم من الأحداث والقضايا ولذلك يحرص على السيطرة الديمقراطية الكاملة على جميع وسائل الإعلام المختلفة ولم يتبق معه سوى بعض المواقع الإخبارية التي لا يزال يلاحقها وسيغلقها يوما .
*تربطني بمدينة ضحيان الجميلة علاقة حميمية منذ طفولتي وحين أخبرتني والدتي العزيزة أن والدي رحمه الله هاجر إلى ضحيان وتعلم في مدارسها الشرعية قبل زواجه منها بسنوات عديدة, وقد زرت هذه المدينة وتعرفت عليها مرات عدة, ولي فيها أصدقاء كثيرون لا اعرف أين هم الآن ولا كيف هي أحوالهم المعيشية والإنسانية ولا علم لي بمن بقي منهم على قيد الحياة أو من تقطعت به السبل في الجبال والمنافي والسجون... إنها الحرب يا غبي وهذه - ورب الكعبة- واحدة من ماسيها حيث لا يعرف الصديق صديقة ولا يحق له أن يسال عنه ولا إلى أي ارض قذفت به مقاديرها المرسومة.
ضحيان – لمن لا يعرفها- واحدة من أهم مدن العلم اليمنية التاريخية وقد بنيت في القرن الثاني الهجري في منطقة تسمى "فلة "ضحيان ,ويسكنها اليوم أكثر من 20 ألف مواطن وفيها قرابة ال5الف منزل سكني وعديد من المساجد والمدارس والمعاهد ....سكانها يعملون غالبا في الزراعة والتجارة وتحصيل العلم وقد تخرج من مدارسها العشرات من العلماء والشخصيات الوطنية من بينهم الزميل الصحفي الشهيرعبدالوهاب المؤيد رحمه الله والسياسي المعروف عبدالله يحي الصعدي والصديق صلاح الأعجم ,ومن أبنائها أيضا العلامة بدر الدين الحوثي نفسه وعلماء دين كثيرون من أمثاله وعندما يقال بان ألف بيت قد دمر في ضحيان بالطائرات والدبابات فان هذا يعني أن ضحيان التاريخية قد دمرت وتشرد أهلها أو قتلوا .
*قبل سبعة أيام فقط تأكدت وبصورة شبه يقينية أن أكثر من 20 ألف نازحا يمنيا عالقين على الحدود السعودية في منطقة يقال لها المحديدة معظمهم ممن شردتهم الحرب من ابنا ضحيان والطلح والقرى والبلدات المحيطة بهما في مديريات مجز وسحار وغيرها وجميعم من النساء والأطفال وكبار السن ... تصوروا "لجئات" يمنيات !! هل راءيتم في حياتكم صور تلفزيونية للاجئات يمنيات مثل تلك الصور التي ينقلها التلفزيون من بلدان الحروب والكوارث الإنسانية الأخرى .. كيف أحوال نسائنا النازحات هناك يا محمود ياسين!؟ كيف يعشن مع الغرباء هل هنالك حمامات نسائية ؟؟ وأطفالهن المشردين هل يأكلون وجبة واحدة في اليوم ... نصف وجبة ..هل لديهم بطانيات وخيام كافية تقيهم من البرد والمطر والأمراض الوبائية التي قيل أنها تنتشر بينهم وبصورة مخيفة !؟
لماذا لم تسمعوا عن جمعية الصالح في المحديدة على الحدود السعودية!؟ هل ينتظر اليمنيون حتى تأتي بطانيات وخيام (إما صدقة أو سلفة) من السعودية وبقية دول الجوار .. هل نتسول باللاجئين... نبيع أطفالهم يا لهي.... من يوقف هذه الحرب الإجرامية ضد أطفالنا ونسائنا في صعدة ... أريد أن ابكي لكنني لا أرى صور أطفالنا المشردين في التلفزيون ولا زلت انتظر أذنا من العقيد الركن قائد صواريخ الأنس والجان بان يسمح لي بالتحرك أو بالبكاء والشعور العميق بمأساة صعدة اليمنية .. إن بي رغبة بالبكاء أيها الشاعر العظيم احمد العواضي .
*اطمئنوا لن يقتل صحفي يمني واحد وهو يغطي حرب صعدة لأنه في الأصل لن يذهب لتغطيتها وسيبقى هنا "ليغطيها ",ويغطينا عنها حتى يؤذن له.



(4)
أيها الحوثيون .. من انتم !!؟
محمد محمد المقالح
الحوثيون أو من أطلقت عليهم الصحافة هذه التسمية, فرضي بها البعض واستهوت آخرين كما هو الحال في تصريحات الصديق البرلماني يحي بدر الدين الحوثي الذي أصبح يتحدث عن"أهلنا " و"أصحابنا" في تعبيرات تلقائية وقبلية لا علاقة لها بالسياسية والمواطنة في شيء ,.... هولا بالذات هم اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة إلى إعادة تعريف أنفسهم إلى الناس والى ووسائل الإعلام العربية والأجنبية حتى لا تظلمهم ويظلمون أنفسهم مرة أخرى ... من هم ...ما هي أهدافهم ...... لماذا ُيقتلون أو يقاتلون ... هل هم جماعة دينية ومذهبية .. جمعية خيرية ... حزب سياسي .... منظمة حقوقية ومدنية !؟ أم أنهم مجرد قبائل يحملون البندقية بدوافع ثأرية ويخرجون إلى البرع والزامل وشعار الموت لأمريكا في مناسبات الغدير وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية, , الخ !!؟.
لإجابة على هذه الأسئلة الهامة والضرورية هو ما يحتاجه أتباع حسين الحوثي ومن هذه النقطة يبدأ حل مشكلة صعدة المتفاقمة والتي أهلكت الحرث والنسل بسبب جهل الغالبية من الناس بكنه المشكلة التي ساهم فيها الحوثيون أنفسهم بوعي وبدون وعي والأقرب بدون وعي واستغلتها السلطة لاستمرار الحرب والإثراء منها أيضا وعلى حساب دماء ومعانات المواطنين في صعدة وغيرها .
لم يعد يكفي وبعد أربع سنوات من الحرب والتوتر في صعدة أن يطرح البعض من أتباع الشهيد حسين بدر الدين الحوثي أنهم مجرد مواطنين "مظلومين" وأنهم لا يعملون شيئا سوى الدفاع عن أنفسهم ومعتقداتهم حتى الموت و"الشهادة" ,فهذه الحجة حتى وان كانت صحيحة 100% ,وهي تحمل من ذلك الشيء الكثير فعلا ،لا أن "حجة الدفاع عن النفس" بالسلاح كانت ولا تزال "حجة قوية" بيد السلطة وتستخدمها باستمرار ضد الحوثيين وليس العكس, وفي كل مرة كان يرغب فيها قادة الوحدات العسكرية المنفلتة من عقال القانون والأخلاق في تفجير الحرب وفي الإثراء منها كانوا يطرحون وجود "مجموعة" مسلحة تقاوم سلطات الدولة " الشرعية" وبالتالي فان من حقها أن تتعامل معهم كمتمردين وان تعيدهم إلى الشرعية بقوة السلاح وتحت هذه الحجة نجحت السلطة وبسبب سيطرتها على وسائل الأعلام,وضعف ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة لدى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ....وبسبب (غموض) الحوثيين وعدم وجود رؤية سياسية واضحة لديهم ... نجحت في أن تقدمهم في كل مرة "قربانا" لجهة من الجهات المحلية والإقليمية والدولية ...
في البداية وفي حرب مران الأولى حاولت السلطة تقديم حرب صعدة للعالم باعتبارها جزء من الحرب ضد الإرهاب الأصولي وقد نجحت جزئيا ولو عبر صمت المنظمات الحقوقية العالمية تجاه الجرائم التي ارتكبت في صعدة وفي حرب مران تحديدا , ..
وفي المرة الثانية قدمت الحرب باعتبارها جزء من الحرب الإقليمية لمواجهة ما سمي ب"الخطر الشيعي "على منطقة الخليج والجزيرة وقد نجحت في ذلك كليا، خصوصا بعد أن ساندتها في الحرب دول إقليمية عديدة بالمال والسلاح، ...وها هي اليوم تحاول طرح الموضوع من جديد بعنوان الخطر "الصفوي الفارسي" في محاولة مكشوفة لاستغلال التوتر الطائفي في العراق والمنطقة كما هي العادة دائما في استغلال الأحداث الداخلية لتسويق السياسة الخارجية , ...وإذا كانت السلطة أو أطراف منها بهذه القدرة "الأخلاقية" العالية في استخدام دماء مواطنيها وجنودها في سوق العرض والطلب الإقليمي والدولي !؟فان من المؤسف والمؤسف جدا أن يقدم الحوثيون لها وباستمرار الحجة تلوا الحجة من اجل الإثراء بالحرب والدماء,لا لشيء إلا لأنهم ظلوا متمترسين وبدون وعي تحت عنوان واحد جعلوا منه نهاية الكون هو عنوان "الدفاع عن النفس" حتى الشهادة.
لقد قاتل الشهيد حسين بدر الدين الحوثي وثلة قليلة من أتباعه المؤمنين قتال الإبطال في مران , وقدموا وعلى مدار ثلاثة اشهر من القتال بأسلحتهم الخفيفة أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والفداء،وفي الأخير وبعد أن نفدت الذخائر والأغذية اعدم حسين الحوثي جريحا وهو مرفوع الرأس....
غير أن ما يجب أن يفهمه أتباعه اليوم في النقعة وغيرها من المناطق والجبال المعزولة هو أن قتال زعيمهم الشهيد وبطولات أتباعه وتضحياتهم العظام في حرب مران كانت كلها مفهومة ومبررة لهم وللرأي العام أيضا،لأنهم كانوا مظلومين فعلا و لان "الجماعة" كانوا يطلبون رأس حسين بدر الدين ويستهدفون قهره وإذلاله ،لدوافع وأسباب شخصية وثأرية في معظمها,ولذلك أطبقوا عليه الحصار من اللحظة الأولى وشنوا الحرب بكل الأسلحة والمعدات بما فيها الطيران والصواريخ والدبابات ،ولم يسمحوا له بمنفذ واحد للحوار أو للانسحاب , وبالتالي لم يكن أمامه وهو- الحر الأبي كما اعرفه -سوى القتال حتى الموت وهذا ما حصل في 10سبتمبر2004م وكان ولا يزال مفهوما ومقبولا من قبل الرأي العام ،أما أن تكون"الشهادة "والدفاع عن النفس حتى الموت هي المثل الوحيد الذي لا يجوز الإقتداء بغيره وفي ظروف وأجواء مختلفة وبعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ ومن قبل أشخاص آخرين لا علاقة لهم باتصال "صنعاء" التلفوني الشهير ، فهذا هو الغباء أو قل القتل المعنوي والأخلاقي لرمزية الشهيد حسين بدر الدين ولتضحيته البطولية الرائعة , ومن قبل اقرب الناس إليه أو هكذا يفترض. .
وفي سياق متصل وعندما رفع حسين الحوثي شعاره الشهير"الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " وجعل منه عنوانا لحركته ومركز جذب للشباب من حوله لم يكن بذلك يستلهم فقط تجربة الثورة الإسلامية والبدايات الأولى لحزب الله اللبناني مفترضا أن هذا الشعار سيكون "جامع" ولا خلاف حوله كما كان في إيران الثورة ولبنان الحزب وليس شعارا"مفرقا" ويمكن أن تسفك من اجله الدماء الداخلية الكثيرة كما تبين لاحقا في صعدة وغيرها ,ولو عرف ذلك لما عمل, ولربما اتخذ شعارا أخرا لكشف ضيق قدرتها على تحمل الآخر وحقه في التعبير السلمي.
لقد كان شعار "الموت لأمريكا" في جزء منه تعبرا عن فشل تجربة الشهيد حسين الحوثي المريرة مع حزب الحق بعد إضعاف وضرب السلطة المتعمد للحزب وللمجتمع السياسي اليمني برمته, لكن هذا الموقف يجب التعامل معه وفقا لظروف الزمان والمكان ولا يجوز اتخاذه موقفا دائما ونهائيا ضد العمل السياسي والحزبي كما يعمل أتباع الحوثي اليوم ويفقدون بذلك فرصة تاريخية للنضال السلمي والمدني وفقا للدستور والقانون بل ويخسرون فرصة الدفاع عن مظلوميتهم ومعاناتهم من قبل الأصوات المدنية والحقوقية في كل اليمن وفي كل العالم،
ثم إنني افهم أن يكون هنالك حزب أو حركة لها شعار لكنني لا افهم أن يكون هنالك شعار هو الوسيلة والهدف وهو كل شيء... هل أكون قاسيا هنا؟ ربما تكون القسوة ضرورية.
وفيما يخص حفظ الدماء والأرواح بالذات قلت في وقت سابق بان السلطة الاستبدادية في المنطقة العربية تستطيع أن تبقى على راس الحكم قوية ومتماسكة في حرب داخلية أو أهلية تستمر ست سنوات أو أكثر , لكنها لا تستطيع ألبقا على راس الحكم في مسيرات شعبية وسلمية تستمر ستة أيام يطالب فيها الشعب كل الشعب بسقوطها , اما لماذا !؟ فلأنها في الحالة الأولى لا تهتم كثيرا(في ) كم يقتل من الجنود والمواطنين في الحروب الداخلية والأهلية طالما "والحجر من القاع والدم من راس القبيلي " وطالما والكرسي محفوظا فلا باس من تقديم الدماء والأرواح حتى لو تحول صاحبه إلى أمير حرب , وهذا ما تؤكده التجارب "الإنسانية" لأمراء الحرب في معظم بلدان العالم الثالث, حيث تستمر الحروب الداخلية بلا نهاية بل إنها تتحول مع المدى إلى مصدر للإثراء ولكسب الوجاهات والنفوذ.
أما في الحالة الثانية فلن تستطيع السلطة مواجهة الشعب بالجيش وإذا ما استخدمته في اليوم الأول وقتل العشرات من المتظاهرين بدون رد أو استفزاز فلن تستطيع استخدامه في اليوم التالي , هذا ما يقوله التاريخ وهذا ما يجب أن يعيه الحوثيون في النقعة وغيرها من الجبال التي عزلوا أنفسهم فيها بعيدا عن مجتمعهم وحاضنتهم الطبيعية .
في أول مهرجان انتخابي لرئيس الجمهورية دعا فيه عبد الملك الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي إلى النزول من الجبال وتشكيل حزبا سياسيا ضمن الدستور والقانون
وقبل ثلاثة أيام دعا الرئيس عبد الملك الحوثي إلى تسليم الأسلحة الثقيلة لأتباعه , وأنا شخصيا مع الرئيس في الدعوتين ولكن بدون وعد ووعيد بل إنني ادعوا إلى تسليم الأسلحة الخفيفة أيضا واستبدالها بأسلحة سلمية أكثر فتكا واقل خسائر في الأرواح والدماء .
اعلم بان الثقة معدومة بين الطرفين ولن يامن لا الحوثي ولا الرزامي عدم التعرض لهما بالاغتيال والقتل كما حصل لعدد من إتباعهما أثناء الهدنة خصوصا بعد أن قام اللسفها والقتلة بمطاردة عالم جليل في الثمانيين من عمره اعتبره شخصيا من اجل علماء اليمن ومن أكثرهم زهدا وورعا والمقصود هنا هو الوالد العلامة بدر الدين أمير الدين الحوثي ,غير أنني اعرف ولهذا السبب بالذات أن الرجل متسامحا وممن يجنحون إلى السلم والى حقن الدماء رغم كل الجراحات والمهم هو الوصول إليه وعدم جعل المتمترسين في الجبال حاجزا بينه وبين دعوات الخير والتسامح
اختم بالقول بأنني لست معنيا ما إذا كان عبد الملك الحوثي أو عبد الله عيضة الرزامي سيبادران إلى النزول من الجبال وتشكيل حزب سياسي أو منظمة مدنية أم أنهم"سيتشرذمون" مثل أي حركة معزولة عن شعبها في العالم , ما يهمني وسيضل يهمني هو الحرب في صعدة ,وضرورة إيقاف نافورة الدم المسكوب هناك , وهي مسؤولية الدولة والسلطة وكل المعنيين بحفظ دماء الناس وأرواحهم , ومن ضمنهم من يطلق عليهم الناس اليوم تسمية "الحوثيون" أو أصحاب الشعار الشهير الذي لا باس من ترديده معهم اليوم في العراق وفلسطين ولبنان بل واليمن أيضا بشرط أن لا تسفك من اجله الدماء الداخلية الزكية . .

(5)
رحم الله النباش الأول ...!!
محمد محمد المقالح
منع الزميل عبد الكريم الخيواني من السفر، ثم إيقافه في مطار صنعاء, وقوده بعد ذلك إلى وزارة الداخلية قبل الإفراج عنه دون توضيح الأسباب، كل هذه الممارسات القمعية حدثت مرة واحدة وخلال ثلاث أو أربع ساعات فقط ,وكلها أكدت وبما لا يدع مجالا للشك أن السلطة الحاكمة في بلادنا تتجه بالدولة اليمنية وبسرعة قياسية نحو تحويلها إلى (دولة بوليسية) باطشة وبامتياز .
هل نحتاج هنا إلى القول بان حرية التنقل والسفر من أقدس الحريات المدنية والدستورية للمواطنين, وان تقييد هذه الحرية يخالف وبصراحة لا حدود لها نص المادة "58" من دستور الجمهورية اليمنية المعدل عام 2001م !؟ الجواب "لا" ولسبب بسيط هو أن "شباب" الأمن القومي الذين منعوا الخيواني من حقه في السفر إلى المملكة المغربية لا يجدون أنفسهم معنيين بدستور الجمهورية اليمنية , ولا يمتلكون الاستعداد الكافي لاحترام نصوصه المختلفة بقدر استعدادهم لتنفيذ أوامر وتوجيهات "....." بصرامة وبشيء من العنف إن أمكن .
الدولة البوليسية دولة غير قوية بقدر ما هي باطشة وقمعية , وقد قيل فيما مضى "إن ضعف الدولة وهشاشتها يتناسب طرديا مع بطشها وتنكيلها بمواطنيها ", والسلطة التي تخاف من سفر احد مواطنيها إلى الخارج بحرية هي في الحقيقة ضعيفة ومرعوبة وبيتها أهون من بيت العنكبوت .
لقد حاولنا ولا نزال نحاول إقناع أنفسنا، والقول فعلا أن السلطة فازت برضاء غالبية أبناء شعبها في الانتخابات الرئاسية الماضية , لكن السلطة وعبر ممارساتها الرعناء ضد الصحفيين ونشطا المعارضة في كثير من المحافظات تثبت كل يوم عكس هذه القناعات ، وتؤكد بان استمرار هذا "التوتر" الذي نلحظه في كل حركات وسكنات رموزها لا يشير إلا إلى معنى واحد هو أن هذه السلطة لا تحكم شعبها برضاهم أو بغالبية أصواتهم الانتخابية , بقدر ما تحكمهم بالأمن القومي والأمن السياسي والأمن المركزي , ولعلها نفس الأجهزة التي حسمت نتائج الانتخابات وليس أي شيء آخر .
منع الخيواني من السفر إلى المغرب ،وبتلك الطريقة التي تابعناها لحظة بلحظة مساء السبت الماضي أعاد إلى الواجهة حقائق عديدة وخطيرة وهي:-
* أن جهاز الأمن القومي الذي يبنى على حساب الأمن السياسي و يديره فعليا احد اصغر أبناء المرحوم محمد عبد الله صالح , لديه قوائم تضم أسماء مواطنين "صحفيين وسياسيين " ممنوعين من السفر"ولا يسمح لأي منهم بمغادرة البلاد إلا بأذن من "المقام العالي" وهذا على كل حال أمر خطير ولا تقوم به سوى الدول البوليسة الباطشة .
*أن وزارة الداخلية وعدد أخر من أجهزتها كالمباحث الجنائية مثلا, تقوم اليوم بدور "غاسلي الأموال " وان شئت "غاسلي الفضايح" التي يرتكبها جهازي الأمن القومي والسياسي, وإلا ما معنى اخذ الخيواني إلى مبنى الداخلية بعد إيقافه من قبل عناصر من الأمن القومي!؟ , وما معنى أن يعتقل السياسيون في مبنى المباحث الجنائي سوى محاولة تبرئة الأجهزة القمعية والقول بان "الجرائم" جنائية وليست سياسية .
*وأخيرا – ونقولها بمضض- أن الأمن السياسي على علاته أفضل من الأمن القومي ليس لأنه بني على أساس وطني ,على خلاف الأخير, ولكن لان عناصره أكثر تعليما واقل عنجهية وطغيانا ما يجعلنا نقول عنه "رحم الله النباش الأول" وحكاية "النباش" هذه طويلة ولا يتسع المجال لشرحها


عن الاشتراكي نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.