العميد الركن حازم عبدالرزاق السلام عليكم باشروا على بركة الله بضرب الاهداف داخل الكيان الصهيوني المجرم بأثقل مايمكن من النيران مع ضرورة التنبه تجاه احتمالات الكشف وان تنفذ الضربات بالعتاد التقليدي الاعتيادي للصواريخ ويستمر الرمي حتى اشعار اخر صدام حسين 1991/1/17
أدعو الدارسين والمحللين أن يتمعنوا جيدا في العبارات التي وردت في أوامر الرئيس صدام [رحمه الله] وتوجيهاته وتعليقاته، ويتمعنوا كذلك في أداء قوات الصواريخ العراقية، كي يخلصوا الى أبحاث تاريخية تخدم الأجيال في مسيرتها نحو التحرر.. وسأتطرق الى بعض التفصيلات لبداية العمليات حيث كان العمل يتطلب مهارة تخطيطية وتنفيذية عالية لوجود جبهتين (الكيان الصهيوني) و(الأهداف على جزيرة العرب) مما تطلب الإنفتاح غرب العراق وجنوبه، مع موارد قليلة من قاذفات وقواعد إطلاق، تحت تهديد جوي معادٍ مستمر إذ بلغت الطلعات الجوية المعادية نحو القوات والموارد العراقية (2100) طلعة يوميًا وثلث هذا المجهود العامل ويبلغ (700) طلعة يوميًا فعليًا [كما ورد في مذكرات تشوارسكوف قائد القوات المعادية لاحقا] وجه فقط نحو قوات الصواريخ أرض أرض العراقية على مدى (42) يومًا وليلة من 17-1-1991 إلى 28-2-1991، هذا إضافة إلى عمليات برية من قوات مدرعة ومحمولة جوا (أمريكية وبريطانية) موجهة من أراضي جزيرة العرب نحو منطقة غرب العراق لتدمير قوات الصواريخ العراقية [كما ورد في مذكرات تشوارسكوف الأمريكي ومذكرات (لابليير) القائد البريطاني]، والله أعلم بما قام به الكيان الصهيوني (حيث لم يعلن شيئا لحد الآن).
والعدد الصحيح للصواريخ نحو الكيان الصهيوني هو (43) صاروخًا تفصيلها : (38) صاروخًا من صواريخ الحسين من علامة (1) وعلامة (2) ويضاف لها (5) صواريخ من صواريخ الحجارة المحورة لزيادة المدى نحو (ديمونا). بينتها مذكرات قائد سلاح الصواريخ آنئذٍ (*)، إضافة الى (50) صاروخًا نحو الأهداف على جزيرة العرب، وصار المجموع (93) صاروخا من طراز الحسين والحجارة. وهذا هو العدد المنطلق فعلا ً علمًا أن عددًا كبيرًا آخرَ كان مستعدًا للإطلاق في مواقع الإطلاق أي منفتحًا إنفتاحًا حربيًا الى حين لحظة الإستعداد الأخير للإطلاق ولكن لعوامل فنية في آخر ثانية لم تنطلق، وهذا لعمري لم يكن بالسهل على قطعات الصواريخ المنفذة حيث تطلب الأمر الإنسحاب من هذه المواقع نحو المخابيء والمآوي بعد إجراءات فنية تستغرق وقتا طويلاً نسبيًا في ظروف عملياتية عصيبة وكان الله سبحانه هو الحافظ دائمًا. وكان هناك عدد آخر متهيئا عند وقف إطلاق النار.
(*) : {المذكرات كتبها حازم عبدالرزاق من مواليد 1366/1947م وهو ((الفريق الركن حازم الأيوبي إبن المرحوم عبدالرزاق شهاب الأحمد الأيوبي التكريتي الشافعي – عميد الأيوبيين العرب في العراق)) وهو قائد سلاح الصواريخ الذي تلقى أمر الرئيس صدام [رحمه الله] لضرب الكيان الصهيوني (والأوامر المتممة لضرب القوات المعادية على جزيرة العرب) كما في الوثيقة التاريخية المبينة صورتها هنا عندما كان في أواخر سنته الأخيرة برتبة عميد، وخط المذكرات عندما ترفع الى رتبة لواء بعدها بأشهر في تموز/يوليو 1991 وتنقل بعد ذلك الى مناصب أخرى وطبعت المذكرات عام 1995 لأسباب محددة في حينه ولم تنشر مذكراته إلا بعد أن وجهه الرئيس صدام [رحمه الله] بذلك في عام 1997 وهو آنئذٍ نائب وزير التصنيع العسكري برتبة فريق إذ جرت ترقيته اليها عام 1995 محسوبة من كانون الثاني/يناير 1994 لقدم ٍ ممتازٍ ناله حينئذٍ. ونشرت في قليل من الصحف العربية داخل العالم العربي وخارجه على شكل مسلسلات بعد ذلك التاريخ.}
الوثيقة التاريخية - وأبين أيضًا أنه لم يُصَب أي مكون مهما صغر من مكونات قوات الصواريخ طيلة تلك ال (42) يوما وليلة بفضل الله ومنته كذلك لم تصب صواريخ باتريوت للدفاع الجوي المعادية في قوات الكيان الصهيوني أو في قوات العدو على جزيرة العرب أيًا من صواريخ (الحسين) العراقية التي نجحت في تدمير أهدافها، سوى صاروخ واحد لم ينفلق سقط كاملا قرب هدفه (على جزيرة العرب) – نشرته الأنباء- ولم يكن بفعل باتريوت! وبما يخص الخسائر في صفوف العدو الصهيوني فلم تتضح سوى الخسائر في المنشآت و التأثير المالي والنفسي والجرحى وانتشار النهب ولم يتضح عدد قتلاه من البشر، على أن الخسائر في صفوف الأمريكان كانت واضحة جدًا حيث بلغت : (28) ضابطًا قتيلاً و(100) ضابط جريح بفعل صاروخ واحد ليس إلا في الظهران و(6) قتلى من مختلف الرتب في سقوط قطعة محمولة جوًا موجهة نحو الصواريخ العراقية و(إثنين) في حوادث أخرى لها صلة بقوات الصواريخ العراقية.. وهكذا صار مجموع قتلاه (36) فردًا بسبب صواريخ أرض أرض العراقية قبروا جميعًا في مقبرة عسكرية واحدة في أحدى القواعد الأمريكية [كما بينها كتاب – صيد الصواريخ -]، وهذا هو الأهم في الحرب وليس عدد الصواريخ!
ذكر الرئيس صدام [رحمه الله] في أحدى تعليقاته على بعض تحليلات المعارك : ((كنوع من التسجيل التاريخي، فإن سلاح الصواريخ أرض ارض بعيد المدى بقى تحت إشرافنا وأديرت عملياته ومناوراته على هذا الأساس طيلة فترة المنازلة، وكان رجاله من خيرة رجالنا الشجعان، وكان قائده من أمهر وأذكى الأذكياء في قواتنا المسلحة.. توقيع/صدام حسين 15/8/1991))..