أفادت الأنباء الواردة من مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي اليمن ل"المصدر أونلاين" أن مقاتلي جماعة الحوثي يحاصرون في الأثناء منزل عضو مجلس النواب الشيخ صغير حمود أحمد عزيز ومقاتلين قبليين تابعين له، بعد اشتباكات بين الطرفين استمرت ثلاثة أيام، وخلفت 30 قتيلاً على الأقل. ولا يزال نواب محافظة صعدة معتصمون في قاعة البرلمان حتى مساء اليوم الثلاثاء احتجاجاً على ما أسموه ب"تصفية الحوثي لأنصار الحكومة"، ومحاصرتهم للشيخ عزيز. وهو ما نفاه الحوثي إذ قال المتحدث باسمه في بيان وزع اليوم إن مقاتليهم يشتبكون مع وحدات للجيش وليس مع رجال قبائل. وقال الصحفي محمود طه ل"المصدر أونلاين" إن مسلحي الحوثي يحاصرون منزل الشيخ عزيز ومبنى آخر يتمركز فيه مسلحين قبليين تابعين له في منطقة "العمسية" بسفيان، بعد مواجهات استمرت ثلاثة أيام، كان آخرها شن عناصر الحوثي لهجوم على أنصار عزيز مساء أمس، إلا أن الأخيرين صدوا الهجوم، وسقط قتلى وجرحى من الطرفين. وأضاف أن حصيلة المواجهات الدائرة بين الطرفين خلال ثلاثة أيام وصل إلى 30 قتيلاً على الأقل من الجانبين. وبحسب المعلومات، فإن الطرفين يستخدمان أسلحة متوسطة وخفيفة، بينما يشارك أفراد من الجيش في صفوف مقاتلي الشيخ عزيز، لكن الحكومة لم تعلن حتى الآن موقفاً رسمياً حول الأحداث الدائرة هناك. وطبقاً لما أفاد به الزميل طه، فإن مسلحي القبائل الموالين للدولة زرعوا ألغاماً بالقرب من مبنى يسمى "السمسرة" في منطقة العمسية، انفجر بعضها في وجه عناصر الحوثي الذين شنوا هجوماً مساء أمس. ويفرض عناصر الحوثي طوقاً عسكرياً على المنطقة. وتقول المصادر إن الحصار يحول دون إسعاف عدد من الجرحى المتواجدين في مبنى السمسرة إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ووصلت تعزيزات عسكرية للمتمردين الحوثيين من محافظتي الجوف وصعدة بعد اشتداد الاشتباكات، بينما لا يزال طريق صعدة – صنعاء مقطوعاً حتى اللحظة. وينفي الحوثيون وقوع اشتباك بين أنصارهم ومقاتلين قبليين، ويصرون على أن الاشتباكات التي تحدث هي مع قيادات ومواقع عسكرية تابعة للجيش. واشار إلى أن شرارة المواجهات اندلعت مطلع يونيو الماضي بعد مقتل ما لا يقل عن 8 من رجال القبائل في كمين نصبه الحوثيون، بينما لا يزال مصير أمين عام المجلس المحلي لمديرية حرف سفيان الشيخ محسن معقل حتى الآن. وقال النائب عثمان مجلي في حديث ل"المصدر أونلاين" مساء اليوم إن نواب صعدة ومعهم عدد من نواب المحافظات الأخرى سيواصلون اعتصامهم داخل قاعة البرلمان حتى تستجب الحكومة لمطالبهم. وأكد "إذا لم تستجب الدولة ولم تثبت أنها قادرة على حماية مواطنيها ولم تتجاوب مع مطالبنا فسيكون لنا مطالب أخرى وخيارات أخرى سنتخذها في حينه". وأضاف "لابد وأن يكون هناك سلام يعم الجميع في صعدة وإلا فإن جهود السلام ستفشل، ونحن نريد سلام على قواعد واضحة ينفذ على الأرض". داعياً الدولة إلى حماية مواطنيها. وقال "زميلنا الشيخ صغير حمود عزيز يواجه عناصر التمرد منذ أشهر بمفرده ويستخدم الحوثيون ضده معدات وآليات عسكرية تابعة للدولة". وأشار إلى إن الحوثي يستهدف "إخضاع كبرياء القبائل، لكننا سننتظر الدولة ماذا ستفعل بعد تنفيذنا هذا العمل القانوني (الاعتصام) وسنرى ما إذا لا زالت الدولة تحترم الدستور سنكون معها، وإن كانت قد تخلت عنه فسيكون لنا موقف آخر". وقال مجلي في حديثه من داخل قاعة البرلمان مساء الثلاثاء، إن النواب المعتصمين وقعوا على ورقة تضمنت مطالب محددة من الحكومة ، كما تضمنت بنداً يتعلق بتعليق عضويتهم في البرلمان إذا لم تنفذ هذه المطالب. وبشأن اتفاقية الدوحة وموقفهم منها، قال الشيخ عثمان مجلي ل"المصدر أونلاين" إن "أي اتفاقية سواء محلية أو خارجية تخضع للقانون والدستور فهي مقبولة، والمهم هو تطبيقها على الواقع وفقاً لجدول زمني عادل". ونفى أي اعتداءات من قبل القبائل أو المواطنين على الحوثي، ولكن الأخير هو من يتحرك بمدفعيات وبأسلحة الدولة التي هي منهوبة لديه. حسبما قال. وأكد على إنه "إذا كان لدى الحوثي نوايا صادقة، فإن إحلال السلام لن يحتاج أكثر من 48 ساعة بما فيها معالجة أثار الحرب والنزول من الجبال وتسليم السلاح وغيرها". وتابع القول "لكن الحوثي يخوض حرباً منظمة ومنسقة ويقوم بالاعتداءات على القبائل ومحاصرة بعض القبائل بصورة تؤكد بأنه يخوض حرباً مدروسة والهدف منها إخضاع القبائل والمشائخ الذين وقفوا إلى صف الدولة أثناء المواجهات الأخيرة" وحول وجود أي تجاوب من القيادات العليا في الدولة مع البرلمانين المعتصمين في قاعة المجلس، قال مجلي "نعم هناك تواصل من أعلى القيادات معنا ولكننا نريد تواصل وتجاوب على أرض الواقع". وكان نواب محافظة صعدة قد أعلنوا اليوم اعتصاماً مفتوحاً داخل قاعة البرلمان احتجاجاً على الأوضاع الأمنية المنفلتة داخل محافظتهم. وقال الشيخ عثمان مجلي في جلسة البرلمان اليوم الثلاثاء إن الحوثي يمارس القتل ضد من كانوا مع الدولة وينتقم منهم منذ أعلن وقف إطلاق النار. وأضاف أن الدولة معنية بحماية المواطنين والدفاع عنهم. ودعا الشيخ مجلي أعضاء البرلمان إلى مساندتهم والاعتصام معهم داخل القاعة. وقال الشيخ مجلي أن نواب محافظة صعدة سيعتصمون بدءاً من اليوم داخل المجلس "حتى نعلم أن معانا دولة". وتساءل الشيخ مجلي الذي تحدث باسم كتلة صعدة: لماذا الدولة تنظر إلى المواطنين وكأنهم طرف ثالث، وأضاف: لماذا لا يطبق الصلح على الجميع، ولماذا لم تقم الدولة بواجباتها لحماية مواطنيها. وضرب مثالاً بعضو مجلس النواب الشيخ صغير حمود عزيز المحاصر في قريته بمديرية حرف سفيان من قبل المتمردين الحوثيين.