عندما يتشدق بعض الساسة أو من يدَّعون بالحكمة السياسية وأصحاب الوعظ السياسي باسم الجنوب ، وما ينادون به باسم القضية الجنوبية ، وأن هناك ردود فعل في التعامل مع أبناء الجنوب ومع القضية الجنوبية . أي قضية .. وأي جنوب ؟! ، ما يدعونه هؤلاء المأزومين والذين يريدون العودة إلى العهد الشمولي بأفكارهم الانفصالية ..؟ مثل هذه الأوهام التي لا زالت تمكث عقول هؤلاء هي المشكلة الأساسية في التأزيم والتعطيل والتآمر على منجزات الوحدة منذ تحقيقها ، وهم من يتآمرون على الجنوب ، بعد أن أصبح الوطن موحداً من شماله إلى جنوبه وأصبح الهم وطن يحمل هموم كافة فئات المجتمع اليمني في كل بقاعه الواسعة . لكن عندما يدّعي مثل هؤلاء الطامعون والناهبون بأن هناك استيلاء واحتلال وغنيمة فهذه مبررات وإدعاءات ينبغي أن يتحاسب عليها من يطلقها ويشوه وجه اليمن المشرق .. فالطابع الذي يدعون به والمسمى (الكوسموبوليتيكي) هم من يمارسه لنيل مآربهم في إعادة تشطير الوطن وتجزئته مرة أخرى لممارسة التناحرات والمؤمرات الدموية التي كانوا يمارسونها كل بضع سنوات ، راح ضحيتها العديد من الشرفاء والمخلصين والوطنيين والأبرياء دون وجه حق ؟ بل بممارسات إجرامية بغية النهب والبطش والاستيلاء على زمام الحكم الشمولي الفاسد . لكن عندما نأتي ونرى اليوم ما يحدث ويعتمل ويمارسه المواطن اليمني وبكل حرية وديمقراطية في كل مناطق اليمن شماله وجنوبه ، بالانتخابات الحرة الرئاسية والنيابية والمحلية .. إلاّ أن الواهمون لازالوا يحيكوا مؤامراتهم واستهدافهم لوحدة الوطن والنظام وسيادته . السؤال المطروح أمام أصحاب الحكمة السياسية الواهية : ما هي القضية الجنوبية بالذات ؟! ، وأي نكران للجنوب ؟! ، وما هي حقيقة إدعاءاتكم وبراهينكم بأن هناك قضية جنوبية يطالب بها كافة أبناء الجنوب ؟! . لقد أصبحت حقيقة من يطالبون بالقضية الجنوبية مكشوفة اليوم بكتاباتهم الحاقدة والتآمرية والتحريضية ، وهو ما تأكد لنا بعرقلة الحوار الذي دعا له فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية – حفظه الله – لكل القوى السياسية في الوطن للخروج بوضع الرؤية السياسية التي تدفع بتطور ونهوض الوطن وازدهاره في ظل التحديات العربية والإقليمية والدولية . لذا نقول لمن يدعون بالحكمة السياسية الواهية بأن اعترافاتكم الضمنية فيما تكتبون عن القضية الجنوبية ، وما تدعون به ما هي إلاّ تغطية مفضوحة على الأفعال الإجرامية التي يقوم بها البعض باسم الحراك الجنوبي والقاعدة