على خلفية اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن الاسبوع الماضي وما آثار ذلك من ردود فعل مختلفة، تبادلت كلا من السلطة الفلسطينية والرئيس الايراني الانقادات اللاذعة. وفتحت السلطة الفلسطينية النار على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووصفته بأنه سارق السلطة ومزور للانتخابات، وذلك ردا على انتقاده الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفه له "بالرهينة ". وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم السلطة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" "لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيراني، والذي زور الانتخابات وقمع الشعب الإيراني وسرق السلطة أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيس فلسطين أو عن التمثيل الفلسطيني". وأضاف ابو ردينة "الرئيس محمود عباس هو رئيس منتخب بانتخابات حرة ونزيهة شارك فيها أكثر من ألفي مراقب دولي وعربي بصورة ديموقراطية ونزيهة ومشاركة عربية ودولية كبيرة". وتابع "نحن الذين قاتلنا من اجل فلسطينوالقدس، والقيادة الفلسطينية مع شعبها قدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى ولم تقمع شعبها كما فعل النظام الإيراني بقيادة احمدي نجاد". واضاف "ان القيادة الفلسطينية هي التي تعرف كيف تدافع عن حقوق شعبنا ولن تسمح لأحد بالتطاول على وطنية الرئيس أو على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية أو على الخط السياسي والوطني الذي تسير عليه". تهجمات نجاد وكان الرئيس الإيراني احمدي نجاد هاجم القيادة الفلسطينية بعد اجتماعات واشنطن الاخيرة التي اطلقت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وانتقد احمدي نجاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من دون ان يسميه، واصفا اياه بانه "رهينة" في يد اسرائيل. وفي اشارة الى القيادة الفلسطينية تساءل الرئيس الايراني "من يمثلون؟ وعلى ماذا يريدون التفاوض؟ من اعطاهم الحق في بيع شبر واحد من الاراضي الفلسطينية؟". وقال نجاد أمام حشد كبير في طهران خلال إحياء "يوم القدس" الجمعة : " شعوب المنطقة قادرة على ازالة النظام الصهيوني من الساحة الدولية. اذا كان قادة المنطقة لا يتجرأون على التحرك، فليتركوا الشعوب الحرة تقوم بذلك". وخاطب القادة العرب قائلا: "عليكم ان تأخذوا العبرة من السنوات ال20 الماضية من المفاوضات والحوارات وعشرات السنوات من الانسحاب خطوة بخطوة وان تكونوا صادقين مع شعوبكم". وأضاف: "من اعطاهم الحق في بيع جزء من الارض الفلسطينية؟ ان الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة لن تسمح لهم ببيع انش واحد من التراب الفلسطيني للعدو"، ووصف المفاوضات الجارية حاليا بأنها "ولدت ميتة وفاشلة". ودعا في خطابه الذي وجهه إلى آلاف الإيرانيين في جامعة طهرانالفلسطينيين إلى مواصلة الكفاح المسلح لأن "القضية الفلسطينية لا يمكن حلها بالمحادثات مع أعداء الأمة الفلسطينية". وحث نجاد قادة الشرق الأوسط على الاتحاد ليزيلوا من الخارطة إسرائيل "التي اقتربت نهايتها"، وإلا فإن شعوب المنطقة كفيلة بذلك، حسب قوله. معارضة فلسطينية ولم تقتصر معارضة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على النظام الإيراني فقط ، فمن جانبها حذرت عدة فصائل فلسطينية من العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي في ظل غياب مرجعية واضحة للمفاوضات ووقف كامل للاستيطان. وقال عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي في رام الله بالضفة الغربية إن عواقب الفشل في تلك المفاوضات ستكون أكبر وأخطر من السابق وستؤدي إلى التنازل عن القدس وحق العودة. وأضافوا أيضا أن الكيان الإسرائيلي يحاول جر الشعب الفلسطيني إلى الزاوية والانفراد به بعد التخلص من الضغط الدولي الكبير الممارس عليها حاليا وتحويله الى ضغط على الجانب الفلسطيني من اجل الدخول في المفاوضات. كما اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، المفاوضات المباشرة التي بدأت بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، "لا قيمة لها وقد ولدت ميتة" بسبب إعلان عدد كبير من الفصائل الفلسطينية عن رفضها للسير فيها، وشدد على أن القدس "لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لإسرائيل" . ورأى نصرالله أن هناك ما وصفها ب"الثوابت" التي لا يجوز لأحد التراجع عنها، وهي: "أن فلسطين من البحر إلى النهر هي حق للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية ولا يحق لأحد أن يتنازل عن حبة تراب من ترابها المقدس ولا حتى عن حرف من اسمها ولا نقطة مياه من مياهها" . وكانت الإدارة الأمريكية أطلقت الخميس الماضي مفاوضات مباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وحذر الفلسطينيون عشية انطلاق المفاوضات من انهيارها في حال استئناف إسرائيل البناء الاستيطاني بعد انتهاء قرار التجميد الجزئي ، فيما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي افتتح جلسات المفاوضات المباشرة بحضور الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني أن تلك المفاوضات ترمي إلى التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.