أثارت الاساءات التي اطلقها عالم الدين الشيعي الكويتي ياسر الحبيب، والعراقي مجتبى الشيرازي، بحق زوج النبي الأكرم أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهما، عاصفة من الغضب بين العلماء المسلمين على اختلاف طوائفهم. وتناقلت مواقع إلكترونية محسوبة على الشيعة في السعودية ومنطقة الخليج بيانات إدانة واستنكار، ودعوة إلى رفض هذه السلوكيات المريضة التي تُسيء إلى مقام النبيّ صلى الله عليه وسلم وأهل بيته. وهاجم عدد من أبرز علماء الدين الشيعة في المملكة، الحبيب والشيرازي المقيمين في العاصمة البريطانية لندن، ووصفوهما بالانحراف وإثارة الفتنة والجهل والسفاهة والعمالة للقوى المعادية للاسلام. كما ادان "المجمع العالمي لأهل البيت" في ايران بشدة "التهم الباطلة غير اللائقة لبعض زوجات النبي" معلنا بأن من يطلقون هذه التهم لا يمثلون شيعة أهل البيت. من جهته، أدان عالم الدين الشيعي بمدينة الدمام السعودية، الشيخ حسن النمر، ما قام به الحبيب والشيرازي من تطاول على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، واصفا ذلك بأنه تعد على الأمة وطعن في الإسلام والمسلمين. وقال النمر في بيان بأن "التطاول الذي حصل من المدعو ياسر الحبيب ومن قبله مجتبى الشيرازي المقيمين حالياًّ في لندن هو مصداق للمنكَر المستنكَر". وشدد في مقابل ذلك على التأكيد على ثقافة الوحدة الداخلية للامة والمحبة بين البشر ومحاصرة الفكر المتطرف مذهبياًّ ودينياًّ وتكريس مبدأ العدالة للجميع. وفي محافظة القطيف وصف قاضي المحكمة الجعفرية الشيخ محمد الجيراني تصريحات الحبيب والشيرازي بحق السيدة عائشة بأنها "لا تمثل بأي شكل ووجه ما تقول به الطائفة الشيعية منذ القدم". ووزع الجيراني بياناً قال فيه إن "ما جاء به هذان المدعوان ليس سوى آراء ميتة وأقوال مقبورة لم يقل بها أحد من الشيعة وإنهما لا يشكلان في الشيعة لا رسماً ولا معنى ولا وزن لهما ولا ثقل". واتهم الجيراني الحبيب والشيرازي بأنهما يسعيان إلى "إشاعة الفتن المذهبية والحقد الأعمى بين المسلمين". وفي الوقت نفسه دعا القاضي الشيعي علماء ومرجعيات الطائفة الشيعية وخطباء الجمعة والجماعة والمشايخ إلى أن "يبينوا لأبناء الشيعة حقيقة إجماع الطائفة على أن كافة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عفيفات طاهرات وأن أصحابه مسلمون صادقون في إسلامهم". في السياق نفسه أكد الشيخ حسن الصفار براءة المذهب الشيعي من أية مسؤولية تصدر عن متعصبين أو متشددين شيعة في حق أم المؤمنين السيدة عائشة وغيرها من زوجات النبي الأكرم. وفي تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية الصادرة امس الاحد رفض الصفار التوجهات التعصبية المتطرفة محملاً إياها مسؤولية "إشغال ساحة الأمة بالفتن والصراعات المذهبية".
ووصف الحفل الذي أقامه الحبيب وتضمن الإساءة إلى السيدة عائشة، بأنه "مشبوه في غاية القبح والمهانة، وهو انتهاك لحرمة رسول الله وإثارة لمشاعر المسلمين، وتأجيج للضغائن والأحقاد". وكان السيد عبدالله الموسوي، قد دعا في خطبة العيد بمحافظة الأحساء "علماء وعامة الناس إلى الوقوف جنباً إلى جنب للتصدي لمن وصفهم بالجهلة والسفهاء وفضحهم وتعريتهم". وقال الموسوي "يدّعون أنهم ينتمون إلى هذا الدين الإسلامي فيتحدثون بلغة ضرب الدين، وذلك أن يحتفل وبلغة ركيكة بوفاة رمز من رموز أتباع الطائفة الأخرى فيؤتى بصور بشعة لا ترضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ". وشدّد بقوله "ينبغي أن تقف الأمة عامة والعلماء أمام هؤلاء السفهاء.. فالعلماء مسؤولون وعامة الناس مسؤولون .. يجب أن يوقف هؤلاء السفهاء عند حدودهم". كما شدّد على براءة المذهب الشيعي من هذه الممارسات قائلاً "الشيعة ليسوا دعاة شتم وسب وكراهية بين المسلمين"، مضيفاً أن "وحدة الأمة مسؤولية في رقابنا، ويجب أن نقول إن هؤلاء ليسوا من علماء الطائفة وإن هؤلاء إما جهلة أو مخبولون". إلى ذلك تواصل استنكار الفاعليات الشيعية الكويتية للاساءات التي اطلقها الحبيب بحق أم المؤمنين عائشة. وقال أمين عام التحالف الإسلامي الوطني في الكويت الشيخ حسين المعتوق ان تصريحات "المنحرف" الحبيب والشيرازي تأتي بدعم من جهات مشبوهة تصب في خدمة المخابرات العالمية. وأضاف "اننا بريئون منهما ومن الكثير من معتقداتهما الفاسدة التي من بينها اتهام عرض الرسول الأكرم والذي لا خلاف بين المسلمين سنة وشيعة في حرمة المساس به". وتابع في بيان "إن ما يقوم به هذا الشخص وأمثاله من الفسقة والمنحرفين لا يمثل الشيعة بأي وجه من الوجوه". وأعرب المعتوق عن اعتقاده بأن هدف تصرفات الحبيب المشينة ليس سوى نشر العداوة والانحرافات والضلالات الباطلة في أوساط المسلمين على حد تعبيره. من جانبه أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي روضان الروضان ان الجهات الحكومية المعنية ستتخذ كافة الاجراءات القانونية تجاه المدعو ياسر الحبيب مشددا على أن الحكومة "لن تتوانى في اتخاذ جميع الاجراءات بحق كل من يتعرض بالاساءة لمعتقداتنا الدينية والمساس بامهات المؤمنين والصحابة الكرام والرموز الاسلامية". واعتبر الروضان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، ان ما أثاره ياسر الحبيب يعد "خروجا عن تعاليم الدين الاسلامي بجميع مذاهبه التي تدعو الى ضرورة احترام زوجات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام وتعزيز الوحدة الاسلامية والتلاحم بين المسلمين". وكان ياسر الحبيب مؤسس جمعية "خدام المهدي" اقام في شهر رمضان احتفالا في لندن والسبب الداعي للاحتفال هو يوم وفاة أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق رضوان الله عليها وعلى ابيها، ووصفها بعدوة الله وعدوة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. واتهمها بانها "هي من قتلت رسول الله عليه الصلاة والسلام"، واتهمها "بأنها تتعذب في النار وتأكل الجيف وهي معلقة من رجليها وهي تأكل من لحم جسدها".