أغلق مسجد المركب الجامعي بتونس بتاريخ 21 جويلية 2002، ويتعرض الآن للتدنيس حيث أصبح مقصدا للمنحرفين وللكلاب والقطط الضالة، ومسكنا للسكارى والمخمورين الذين يتبولون ويتغوطون فيه وترمي فيه النفايات، كما يعاقر فيه الشباب المنحرف الخمر ويأتون فيه الفاحشة.
. وقد تعللت السلطة في غلق مسجد المركب الجامعي بإدخال اصلاحات عليه، والغريب أنها لم تحدد موعدا لفتحه أو الشروع في هذه الاشغال وذلك منذ سنة 2002. علما بأنّ المسجد لا يحتاج الى أي ترميم أو إصلاح لحداثة بناءه وقد كان وقتها في حالة جيدة، ولم يكن سبب الغلق سوى مشروع السلطة المعلن في تجفيف منابع التديّن ومحاصرة مظاهره. وقد راسل مجموعة من الطلبة طيلة سنوات غلقه وزارة التعليم العالي وكان جوابها بأنه "لا دخل للوزارة بموضوع مسجد المركب الجامعي"، ووقعت مراسلة وزارة الشؤون الدينية التي تجاهلت الشكوى، كما وقعت مقابلة مفتى الجمهورية سابقا – جعيط – الذي زعم أن الصومعة لم تكتمل بعد، وفي سنة 2006 وقعت مراسلة رئيس الجمهورية بعريضة ممضاة من طرف 800 طالب يناشدونه فيها فتح مسجد المركب وإعادة الاعتبار له خاصة وأنه يتوسط مجموعة من الكليات يفوق عدد الدارسين بها 35 ألف طالب ولكن بدون جدوى وبقيت الرسالة تنتظر الردّ. يُذكر أنّ هذا المسجد قد بدأ بناءه في أواسط سبعينات القرن الماضي، وفي الثمانينات أصبح منارة للعلم والعبادة يؤمّه آلاف الطلبة من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والطبيعية والهندسة، ويرجع الفضل في بناءه للسيد مختار العتيري مؤسس ومدير المدرسة الوطنية للمهندسين سابقا والوزير التونسي الأسبق. وقد كان مسجد المركب معلما حضاريا تزيّن به الحي الجامعي بالجهة الجنوبية للعاصمة التونسية، غير أنّ أيادي آثمة امتدت لهذا المعلم لتغلقه وتمنع أن يُذكر اسم الله فيه. ولم يكن مسجد المركب الجامعي بتونس استثناء ضمن مشروع الغلق الذي تعرضت له المساجد بتونس، فقد دأبت السلطة التونسية منذ الاستقلال على غلق عديد المساجد وحوّلت بعضها الى دور خاصة وأخرى الى محال تجارية وبعضها الى مقار شعب تجمعية تابعة للحزب الحاكم. فمتى يُرفع الحضر عن مسجد المركّب الجامعي ويردّ له اعتباره؟؟؟... ومتى تنضبط شعارات السلطة في حمايتها للدين مع الواقع المعيش؟؟؟... وهل ينتبه المسؤولون إلى الجريمة النكراء التي اقترفتها أيادي البغي والتخريب، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة:114) -
مسجد بداخله مقر لشعبة الحزب الحاكم في تونس مسجد يتحوّل الى منزل للسكن