فازت المعارضة الشيعية في البحرين في انتخابات مجلس النواب إذ حسم جميع مرشحيها المعركة من الدورة الأولى وباتت تسيطر على 18 مقعدا من أصل اربعين، بحسب النتائج الرسمية التي أعلنت الأحد. وقد أعلن النتائج الرسمية أمس الأحد وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة. وتعليقاً على ذلك رئيس اللجنة التنفيذية للانتخابات عبدالله البوعينين إن المرشحين الثمانية عشرة لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تمثل التيار الرئيسي للشيعة في البحرين، فازوا جميعهم من الدورة الأولى للانتخابات. وكان يمثل الجمعية 17 نائباً في المجلس المنتهية ولايته بزعامة الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق. وقال سلمان لوكالة فرانس برس تعليقاً على النتائج إن "الرسالة الأهم للحكومة تتمثل في أن الوفاق اكبر جمعية سياسية في البحرين"، وبحسب سلمان فان "هذه الإرادة الشعبية يجب أن تحترم وان يتم التعاون معها بشكل ايجابي". وأوضحت النتائج خسارة كل من "المنبر الإسلامي" و"جمعية الأصالة الإسلامية" السنيتين ما مجموعه خمسة مقاعد. أما نسبة المشاركة في هذه الانتخابات، التي نظمت لتجديد مقاعد مجلس النواب في المملكة الخليجية الصغيرة، فقد وصلت إلى 67 في المائة على الأقل، وفق السلطات الرسمية. وتطالب جمعية الوفاق بان لا تكون السلطة في البحرين "حكراً" على الأسرة الحاكمة، وهي تتطلع إلى وصول رئيس وزراء من خارج الأسرة، لكنها تؤكد في الوقت ذاته تمسكها بالملكية الدستورية في البلاد. ومن المقرر أن تجرى جولة ثانية من التصويت يوم السبت المقبل في بعض المناطق التي لن يتمكن مرشحوها من الفوز بنسبة 50 في المائة من الأصوات. ومن أبرز المتنافسين فيها منيرة فخرو وإبراهيم شريف من جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" ذات التوجه العروبي. انتقادات المعارضة من جهة أخرى يتهم بعض المعارضين الحكومة البحرينية بإجراء تعديل على الدوائر الانتخابية حتى لا تحقق المعارضة الشيعية أغلبية في البرلمان. و قال أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان إن عدد الناخبين المسجلين في 18 دائرة انتخابية، تنافست الجمعية الشيعية المعارضة على مقاعدها، سيمثلون 56 في المائة من مجموع الناخبين المسجلين حتى مع عدم تحقيق الجمعية للأغلبية في البرلمان. وقالت هيئات معارضة في البحرين إن ألف ناخب في مناطق شيعية تم إبعادهم عن مراكز الاقتراع وقيل لهم إن أسماءهم ليست مسجلة، لكن الحكومة نفت وقوع أي مخالفات. ومن جهته نفى خالد عجاجي عضو اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات وجود أعداد كبيرة من الناخبين الذين لم يجدوا أسماءهم في لوائح الناخبين قائلاً إن "أعداد هؤلاء محدودة وغير مؤثرة والخطأ يعود إليهم لأنه كانت هناك مدة زمنية للتأكد من أسماء الناخبين من 21 إلى 27 آب/ أغسطس الماضي"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين. ويُذكر أن انتخابات الأمس هي الثالثة منذ تأسيس البرلمان الحالي ذي السلطات المحدودة، لان مشاريع القوانين يجب أن يقرها مجلس الشورى الذي يعين الملك أعضاءه. وبدأ ملك البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قبل عشر سنوات إصلاحات مشهودة في المنطقة خاصة بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة الأميركية للعراق عام 2003 ، وأعقبه وصول الشيعة هناك إلى السلطة. ويعيش في البحرين 1.3 مليون نسمة وعلى عكس جيرانها في المنطقة لا تملك إحتياطي من النفط والغاز، على غرار دول الخليج الأخرى، بل تعتمد البحرين على الاستثمار الأجنبي وتحاول أن تظهر أنها تتمتع بمناخ جاذب للاستثمارات.