لا أقبح ولا أخبث ولا أنتن من عصبية الجاهلية للآباء والقبائل والطوائف والمناطق و بغض ذلك كله دين وعقل وكل لبنة جدار وكل قطرة دم تدمرها و تسفكها مليشيات التدمير الإنقلابية تؤلمني وتجرحني أينما كانت في أرض اليمن ولا يفرق بين دم سفك ظلما في البيضاء وآخر مثله في تعز وقبله مثله في عدن ولحج وأبين وشبوة وتقدمه أمثاله في صعدة والجوف ومأرب وعمران وصنعاء وحجة ولحقه مثله في الحديدة وذمار وإب وريمة إلا رقيق الدين عديم النبل سيء الخلق
إلا أن البيضاء توجب علي أن أندبها لا تمييزا لها عن أخواتها بل لأن آهاتها وأنينها يبلغ سمعي قبل غيرها لقربي منها بل تشكو إلي كوني ابنا لها وسماع الاستغاثة يوجب النجدة
البيضاء لها ما يقارب العام تدافع وتقاوم صلف وإجرام مليشيات حاقدة اندفعت إليها عنصرية وتحالف معها في ذلك بدافع عصبي جاهلي معسكرات جيش وأمن وحرس ظنناها يوما منا ولنا إلا أنها كان منافسا للمليشيات في إجرامها بدافع عقدة انتقام من حلقات ثوار البيضاء في سلسلة ثورات اليمن
معالم في البيضاء شاهدة على إجرام جيش المليشات ومليشيات الجيش وشاهدة على بريق وصفاء بياض البيضاء
كلها تحكي ملاحم ومآسي وشموخ ودموع وأحلام وآلام لا تنافس بينها ولا تفاوت إلا في الشهداء والجرحى والدمار والركام
هذا وغيره لم يحمل القيادة على الإلتفاتة
الإلتفاتة إليها منعدمة منعدمة البتة منعدمة بالكلية
الجرحى لا نجدة لهم إلا بجهد أبنائها الجرحى لا توجد في كل جبهاتها سيارة إسعاف واحدة فضلا عن مشفى ميداني أما أن ينال جريح منهم مقعدا في إحدى طائرات النقل والإخلاء الطبي للخارج كغيرهم فشرف لا يستحقونه لا أدري أجراحهم الطاهرة منتنة إلى هذه الدرجة حتى لا يسعفون
أسرهم المشردة في القرى والجبال والوديان نصيبهم من لجنة الإغاثة الحكومية أن اسم محافظتهم مدرج عندها و هذا الإدارج لم يحلل بحبة قمح أو علبة حليب أما مقاومتهم فذنبها أنها عصفت بالمليشيات قبل غيرها وحزمت أمرها بجهدها فلا إنزال ولا إرسال اكتفي بدعمها أحيانا بذخيرة شحيحة وطعمة لراميها مآسيها وقتل نسائها وأطفالها فضلا عن رجالها فضلا عن المسلسل اليومي لاختطاف وإخفاء شبابها كل ذلك لا ينقل وأحزانها لا تنشر وآهاتها لا تسمع واستغاثتها لا يؤبه لها رغم أنها وصلت وأسمعت وأبلغت لكن لا مجيب هل لأن البيضاء لم يخلقها ربي على بحر أم لأنها استأثرت بجبال الحديد عن حفر النفط والغاز أم لأن بدويتها لم تستهوي قنوات التلفزة المشهودة لفتح مكاتب أو أعتماد مراسلين لها فيها
أم أم
أمئموا ما شئتم فالنتيجة واحد البيضاء جريحه ودمعها على خدها
لكن فارسها لم يترجل ولن يترجل وسيبقى شاهرا سيفه ولو زحفا على ركبتيه حتى النصر