بدأ أنصار اليسار الفرنسي التصويت يوم الاحد لاختيار مرشحهم لانتخابات الرئاسة الذي سيتحدى الرئيس نيكولا ساركوزي في الانتخابات التي تجرى العام القادم وسط مؤشرات على أن فرانسوا هولاند الاشتراكي المعتدل يتصدر السباق للفوز بالترشيح. ويختار الناخبون في انتخابات أولية على غرار الانتخابات التمهيدية الامريكية والتي تجرى في فرنسا للمرة الاولى بين هولاند الذي لم يشغل أي منصب حكومي على المستوى الوطني ومارتين أوبري التي شغلت في السابق منصب وزير العمل وابنة رئيس المفوضية الاوروبية السابق جاك ديلور. وتمنح استطلاعات الرأي هولاند تقدما على أوبري بفارق ست نقاط في تصويت سيحدد من منهما سيخوض الانتخابات الرئاسية التي لم يفز بها الاشتراكيون منذ اعادة انتخاب فرانسوا ميتران عام 1988. وتشير استطلاعات الرأي ان الناخبين الفرنسيين مستعدون لاعادة اليسار الى السلطة بعد خمس سنوات من حكم ساركوزي المحافظ الذي لا يحظى بشعبية وان كان من المعتقد على نطاق واسع انه سيسعى للفوز بفترة رئاسية أخرى مدتها خمس سنوات. وكان المرشح المفضل لليسار لخوض انتخابات الرئاسة هو الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس كان لكن اماله الرئاسية تبددت بعد اعتقاله في نيويورك في مايو أيار بسبب اتهامه بالتحرش الجنسي بخادمة في فندق. وأسقطت محكمة في نيويورك بعد ذلك هذه الاتهامات. وتمكن هولاند وأوبري بسهولة من ملء المكان الشاغر الذي خلفه ابتعاد ستروس كان عن السباق في ظل اصابة كثير من الناخبين بالضجر من ساركوزي وسياساته الاقتصادية. وسوف يدلي الناخبون المقيمون في الخارج أو في بعض المستعمرات الفرنسية أولا ويفتح الجزء الرئيسي من نحو عشرة الاف مركز اقتراع في فرنسا في الساعة السابعة بتوقيت جرينتش. ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 1700 بتوقيت جرينتش على ان تظهر النتائج الاولية بعد ذلك بساعات قليلة. وفي انتخابات تمهيدية استلهمت النموذج الذي دفع باراك أوباما الى البيت الابيض نظم الحزب الاشتراكي سباقا من جولتين حيث يستطيع أي شخص يدفع يورو واحد ويعلن اعتناقه لقيم اليسار الادلاء بصوته في هذه الانتخابات. وأدلى أكثر من 2.6 مليون شخص بأصواتهم في الجولة الاولى الاحد الماضي والتي حقق فيها المرشح المناهض للعولمة أرنود مونتيبورج مفاجأة بحصوله على 17 في المائة من الاصوات. وعزز هولاند موقفه على أوبري بضمان تأييد المرشحين الاربعة الاخرين الذين خرجوا من الجولة الاولى ومن بينهم مونتيبورج. وحصل هولاند الذي يراه كثيرون أكثر ميلا ليسار الوسط في الجولة الاولى على 39 في المائة مقابل 30 في المئة لمنافسته أوبري التي توصف غالبا بأنها تنتمي الى المدرسة القديمة من الاشتراكية.