أكد الأستاذ محمد قاسم الأكحلي على أهمية المرحلة التاريخية التي صنعتها عزائم الشباب وإصرارهم على التغيير بعد إحساسهم بانعدام وجود دولة ، معتبراً أن مشروع الدولة المدنية لم يكن نتاج ذهنية المنظرين أو السياسيين أو القوى السياسية بل كان مطلب الشباب وهدفاً لهم منذ بداية ثورتهم السلمية على نظام العصابات. وفي المحاضرة التي أقامتها دائرة الشباب بمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني يوم الأربعاء تتبع الأستاذ الأكحلي تأصيل مفاهيم الدولة والمدنية تاريخياً وتراكمات قيم التمدن المضافة نتيجة الاستقرار الذي خلقه الإنتاج الاقتصادي وتشكل المجتمعات التعددية تبعاً لذلك. وأعتبر أن نموذج اللجان الشعبية المنتخبة في الأحياء السكنية بداية تصحيحية للانتخاب الحر والتمثيل الحقيقي للإرادات الجمعية للمجتمعات المحلية البسيطة ويمكن اعتباره درساً ديمقراطياً مهماً في تشكيل وعي المجتمع. معتبراً قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والقبول بالأخر والاعتراف به منظومة ثابتة لبناء دولة مدنية تكفل التعددية وتضمن تكافؤ الفرص ضمن عقد اجتماعي ينظم علائق الحاكم والمحكوم. وناقش الحاضرون الدولة المدنية بقيمها التوافقية وحزمة تعاريفها وقيمها وتطورها التاريخي وبعض أوجه الاختلاف عليها.