محيي الدين جرمة // لا يختلف اثنان أن الشعب اليمني بعامة وفي الجنوب اليوم بخاصة في كل محافظاته بلا استثناء سيحتشد بكل ما جبل من ثورة ووطنية ولما تمثله ثورة 14 من أكتوبر1963م في راهن ذكراها العطرة ال49 من قيمة خالدة أيضا في ذاكرة الوجدان الشعبي العام شمالا وجنوبا. أن ثورة أكتوبر بما تحوزه من دلالات عظيمة ومعان خالدة في الكفاح والتضحية في كل دروب النضال المستمر.وفي كل ذرة من تراب ورمل وقطرة البحر والشاطئ في مدنه.وجباله وأوديته وعلى كل تلة من جباله ومرتفعه وسهله وترابه الممتنع المتمنع الذي يتأبى الركوع.بقدر ما ينشد الكرامة والعزة والتحرر من الظلم بالتضحية وسلمية المطالب كل ما وجد ذلك متاحا أمامه كما في سياقات عدة في حين لم تعدم أجيال الثورة في الجنوب روح الاستبسال والمقاومة الباسلة كما مثله استشراس وصلابة الإرداة لشعبية المقاومة لأبناء الجنوب بلا استثناء لأن مسألة الثورة هي ملكية عامة لا تقبل الخصخصة. قلاع مواجهة المحتل إرتبطت بعناوين نضال اصيلة التواريخ والأمكنة شكلت علامة حضور شاطعة الشموس في مدونة المعنى الثوري لأبناء الجنوب فكانت لردفان وشمسان وقفات باسقة الطول وشاهدة النخيل.والشموخ.الحال أضفى شجاعة المعنى الوطني لدى مختلف الفصائل السياسية والشعبية والجبهات في كل المدن والمديريات والقرى الجنوبية التي هبت بنسائم أبنائها ممن اسهموا كعلامات بطولة في الدفاع عن قيم الشعب في الجنوب فكان لكل شبر في الجنوب نصيب في الدفاع وكرامة وإفتخار في النضال والتضحية عن كرامة الإنسان وتأسيس أول لبنة للدولة بأفق القيم الراسخة في الاستجابة المتعاضمة الفعل والتفاعل مع بناء أسس الدولة منذ عقود بتراكم القيم المدنية وتهليل الجموع للثورة ومعنى الإستقلال في ذهنية المجتمع وثقافته المكتسبة بالعلم وبطموح أفراده ونخبه في التفتح ورؤية الحاضر والمستقبل. ومنذ عقود دأب الناس في الجنوب اليمني على تحقيق خيارات حاضر الأجيال وحقها في الحياة والعيش بسلام وأمن وحرية.كما دأب طموح الناس في الجنوب إثر الثورة وما بعدها أيضاعلى تثقيف الإرادة الذاتية بطموح التعليم ورغبة الإبداع في مجالات عدة وتخصصات تحمل طابع حضاري ومدني.بالرغم من سياقات ما كان يعده البعض شيوع حال من العزلة عن منظومة الرأسمالية في المنطقة العربية بخاصة والتي كانت تنظر شزرا إلى الحالة الجنوبية من زاوية كونها حالة خارج مصالح أجندتها على صعيد النظرية المشايعة للمنظومة الإشتراكية وبخاصة في ظل التضارب القطبي في السياسات حينها والتي كانت تؤثر بشكل أو بآخر في صورة انعكاسها كما في سياقات عدة من تاريخ وتعاقبات السياسات الرسمية المتقاطعة في الشمال الجنوب وحيث شكل توازناتها ما يشبه الصراع الحدي لفترة من الزمن تسنده في الشمال القوى التقليدية المعطلة للمشروع الوطني فيما بقيت الحال في الجنوب بتقاليد الإبقاء على فكرة الدولة رغم أحوال الإفتراقات السياسية التي كانت تتبدى في الرؤى لكنها كانت عادة ما تبرز في السطح السياسي بأقل حدية مما يعتمل لدى جيوب التعطيل وجهوياته في الشمال يدير دفتها قوى بعينها تغذية نفطلوجيات ليست بعيدة عن التخوم الجغرافية لليمن بجهاته ومحددات حدود آنذاك. وفيما بقيت عدن برمزيتها كقلعة نضال شامخة البلد برزت كريتر كمحطة ثبات لأبطال الجنوب من مختلف البلاد في مقارعة المحتل آنذاك.فكان بحر الحرب بموج إرادة الشعب الصاخب في الجنوب زلزالا في دحر المستعمر حيث إلتف مناضلون وثبتوا في أمكنة مختلفة من محافظات عدة.حين أثبتت فيها إرادة الإنسان ولا تزال في الجنوب اليمني طموحها في الحرية بكل إمتلكوه من ثقافة وطنية وركائز فكرية عكست تعطش شعب الجنوب إلى نيل كرامة مطالبه في الحرية والتحول بغتجاه بناء الدولة المنفتحة يسارا بإتجاه القلب. مثلما بقي ظمأه في نيل الحياة الكريمة حتى اللحظة بشروطه وقضيته المطلبية وخارج كل إملاء.لأنه شعب أبي قدم بإرادته الصلبة أنصع صور البطولات في الدفاع الوطني والتضحيات التي تكسرت عليها أحلام وأطماع المستعمر عبر تركيزه على إستراتيجية المكان والعمق الجغرافي والسياسي.حين هبت كل نداءات الشعب في دعم وتعزيز الاستقلال بجهود ثوار الجنوب الأبطال ممن وقفوا بثبات واستماتة وتضحية تلو أخرى لكوكبة من خيرة العقول والضمائر الوطنية والإنسانية النبيلة والمناضلة ممن بقيت ولا تزال بشموخ وأنفة المجد والمقاومة الثائرة بدلالة ثورة 14 أكتوبر وتأثيراتها على أكثر من صعيد وطني وقومي وإقليمي ودولي. وهنا لعل نظرة الوعي السياسي الشعبي والوطني المناضل في الجنوب بفاعلياته المدنية وحراكاته الشعبية التي تحيط قضيتها الراهنة بسياج من الروح الحية والخيارات الآخذة في السير نحو رؤية تقييم جديدة لقضيته في ظل الصراع السياسي المشتبك بتعقيداته. وحيث القضية الجنوبية اليوم تتصدر التأييد الشعبي الغالب الوجدان في التقييم والإنصاف والصدارة فيما تعنيه حقوق شعب نهبت أراضيه وحقوقه وحرياته وهو ما يجدر أن تحوزه القضية الجنوبية من محل الإجماع الشعبي لغالبية الشعب اليمني في الشمال والجنوب على صعيد التأثير وحجم ما تمثله من توازن للعملية لسياسية وحتى من تأثير للدفع باتجاه استعادة الثورة والتضامن الشعبي درأ لشبهة تيارات التشدد التي تقودها قوى ومراكز ومشيخات والتأثير بالعسكرة عبر التقاطعات السياسية مع الثورة الشعبية في مختلف الساحات في الشمال والجنوب وتحصينها بمصدات تعمل على تعطيل الثورات المضادة لها من قبل قوى ظلامية وطالبانية بتأثير مفاصل الكهنوت العائلي والتجاري في مركزية جيوبه وحنفيات نفطه وأدواته وعسكرته وتجار سلطناته ممن يقودون هرجا أو فوضى بين فينة وأخرى لصالح قوى ضد مدنية ووطنية لا تزال تصدر صراعاتها بغرض التشويش وتفريخ حالات سياسية ناشطة في الجنوب.إذ تقود تلك القوى من مفارز سياسوية شمالا لتذكي أوراً هنا أو فتنة ومعترك هناك.ولتفرخ معنى متطرفا هنا ومنصة تفجير هناك. وبوقفة تأمل على دلالات ذكرى ثورة أكتوبر فإن الجنوب بأبنائه اليوم يستحقون كل إكبار وإجلال لتضحياتهم المستمرة ومكابدا تهم سواء في سياق راهن القضية أو بمراحل ومحطات نضالية سبقت الثورة و ما أعقب ذلك من حالة استقرار سياسي في فترات حكم اليسار وحتى ما قبل وحدة التسعينيات السياسية شمالا وجنوبا وإن بطابع شمولي.غير أن حالة التناغم المجتمعي الذي رافق ثورة أكتوبر أخذ يتعاظم بدور التنوير والجهد الفكري والثقافي لجهابذة الفكر الوطني كعبد الله باذيب وأبو بكر السقاف تمثيلا لا حصرا بحيث تواكبت طموحات الناس في مختلف محافظات الجنوب مع سياق نشوء وتأسيس جبهات سياسية وثقافية ووطنية وثقافية مثلت تحولات إيجابية رافقتها أخطاء سياسية أيضا ذات أبعاد وتقاطعات بين النخبة السياسية للرفاق لكن تلك الإفتراقات بالرغم مما شابها من ندية فهي لم تعطل تقاليد ما بنت عليه السياسات في سياقها أو قبلها من تعيين وجودي لمعنى الدولة وكيانها ومؤسساتها الاجتماعية والمدنية وحراكاتها الإبداعية الناشطة في فترات الستينيات والسبعينيات بخاصة. وقد ظهرت أسس بنت على تقاليد مستقرة بقيم ما رسخته ثورة الرابع عشر من أكتوبر ذات النضال الشعبي الواسع والتضحيات الراجحة النصر وبصمة الفعل السياسي والمصيري الخالد في تضحياته.وهو ما أبقى على سمات بعينها كانت قد مثلت تراكمات إيجابية وتقاليد مدنية عملت على التأسيس للدولة التي طغت فاعليتها في تعميم القيم ومدنيتها لتوطين ذلك كنظام اجتماعي مدني الطابع وبخاصة في المدن الحضرية الرئيسية والتي تخففت من التابو "القبلي" أو السلطاني في الغالب لكن لصالح أفق بناء الدولة والتفاعل في بنائها.بأنماط خياراتها المتوازنة ف الحكم. فسلامٌ على الجنوب وأهل الجنوب الذي استمر مد ثورة أكتوبر وتأثير أهدافها الذي يرى كثيرون بأنها حقق أهدافها كثورة بدحر الاحتلال البريطاني.وإجلاء آخر جندي إنجليزي في نوفمبر.بقدر ما ترسخت قيم في الحالة الجنوبية إثر اىستقلال ولا تزال رغم النهب للثروة والأرض من قبل عسكرة الجنوب تحت ستارة أبعاد سياسية لمفاصل هيمنة في الحكم ولا يزال تأثيرها يعطل مسار البناء كلما وجد الشعب فرصة تحول إيجابي مواتية أمامه. وبأفق التعايش المجتمعي ظلت المدنية في الجنوب ولا تزال قيمة في الوعي الإجتماعي ونظاما.مثلما بقيت الدولة فيها متعينة رغم حالة الفوضى السياسية وصناعة "القاعدة" بحسابات شتى قادها ويقودها تأثير مراكز نفوذ كانت ولا تزال سببا في نهب الثروة وامتصاص ظاهرها وباطنها حتى صرخت الإرادة الشعبية ونهضت بثورة جديدة سرعان ما دخلها لاعبون وأطراف وأدوات صراع وعملوا على عسكرتها وتدجينها. غير أن رؤية مقارنة بين بقاء تأثير القبليات بمراكز نفوذها في الشمال في تعطيل مسار بناء الدولة في تعاقبات متواصلة حتى اللحظة تختلف في أن الحال جنوبا إلى حد كبير بقي منذ ثورة الاستقلال بعيدا عن تأثير إرث السلطنات في الجنوب وعلى نحو ما بقيت عليه سلطة القبيلة ونفوذ تأثيرها في الشمال هو السائد والمعطل لطموحات الشعب في بناء ملامح مستقرة للدولة المؤسسات وحتى فترة ما بعد وحدة عام 90م السياسية لم تلبث الآمال أن أخذت مسارا من إدارة تراجيديا حرب صبف 94م الجائرة التي دبرتها قوى وشموليات تقليدية صادرت بعد ذلك وحتى الآن كل أحلام اليمنيين في بناء الدولة الوطنية في كل من الشمال والجنوب كما قضت المنظومة الشمولية لحكم العائلة على آملا وأجيالا أمام الشعب اليمني اليوم الذي بقي مجزأ بالرغم من وجدانه الموحد خارج التأطير السياسي. في الشمال كان الشعب منذ عقود قد قطع أملا كبيرا في تحقيق أهداف ثورة سبتمبر"الأم"وفي الوقوف مع مسار بناء الدولة.بيد أن تأثير القوى التقليدية المتنامي قد أضعف حتى الشخصية الاعتبارية للثورة الأم وأحالها إلى فكرة المستبد.وذلك باختزال امتيازاتها لأشخاص وعوائل بالاستئثار والاستحواذ وعسكرة القوانين وأنماط التشريعات وفق انتقائية التزاوج السياسي والجهوي القبلي على أساس المصلحة الضيقة. وعلى كل ثرى الجنوب يحتفل الناس اليوم الأحد بذكرى العيد ال 49 لثورة 14 أكتوبر من حيث العوامل والمراحل التي نقلته فيه دلالات ثورة عظيمة بحجم ثورة أكتوبر التي ارتبطت عن غيرها بسمة النضال من أجل التحرير ودحر الاحتلال وتثبيت لحظة الاستقلال الوطني التاريخية وما زامنها في سياق المد القومي العربي في فترة حماس الشعوب العربية في غير بلد بالتفاعل الوطني والقومي الخلاق حينذاك بالتضحيات والكفاح من أجل الحرية الكرامة ومستقبل التعايش الآمن الذي مايزال اليمنيون يواصلون المطالبة بشأنه ليعم السلاك كل اليمن ويتعايش الجميع بسلام