أقيمت صباح اليوم في مقر مركز الدراسات والبحوث بصنعاء ندوة علمية محورها الرئيسي"الدولة اللامركزية في اليمن ..الفرص والتحديات" نظمها منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات بالشراكة مع مركز الدراسات والبحوث اليمني. وتأتي الندوة التي تستمر حتى يوم غد الأحد كما يقول رئيس منتدى الحوار الفكري الدكتور عبد الكريم دماج "اتساقا مع أهداف المنتدى وإسهاما منه في التأصيل الفكري العلمي لأهم القضايا الوطنية والذي سيمكن من الفهم العميق والموضوعي لها ". وناقشت الأوراق التي قدمت في جلسة اليوم عددا من المواضيع والعناوين المتنوعة حول اللحظة الراهنة وشكل الدولة والمأزق اليمني في ظل غياب الدولة. أكدت جلها اعتماد الفيدرالية في الحكم كما في الدول الناجحة إقتصاديا, وناقشت في العموم طرح خيار الدولة اللامركزية الإتحادية أو الفيدرالية. و طرحت أوراق الندوة أن مشكلة فشل الوحدة يتمثل في عدم تشخيصها, وضرورة البحث عن نظام سياسي صحيح. وتطرقت الأوراق في معظمها إلى خلفية تاريخية للفيدرالية وتبلورها في العصر الحديث، والدولة الاتحادية والدولة البسيطة والتجربة الدستورية في اليمن، وبناء الدولة اليمنية الحديثة المعوقات والآفاق، والمحددات السياسية والإجتماعية للفيدرالية، وسمات التنوع الثقافي في الدولة الاتحادية، والفيدرالية المالية كآلية لتوزيع الموارد الإقتصادية، وغيرها من الأوراق التي اتسمت مناقشتها في جلستي اليوم. وفي سياق الجلسة الأولى تحدث الدكتور قائد طربوش المتخصص في القانون الدستوري في ورقته المعنونة" الدولة الاتحادية والدولة البسيطة والدستورية "عن أن سبب غياب السلطة التشريعية كان سببا في غياب الدولة,متطرقا إلى عرض عن التجارب التاريخية والتجارب الدستورية ,مشيرا في معرض ورقته إلى أن من الدولة البسيطة تعاني من غياب الدولة المؤسسية التي نحتاجها, وأوضح أن اللامركزية السياسية المقصود بها الدولة الاتحادية وتكون مهمتها أربع وظائف يجملها في السياسة الخارجية والنقل والجيش. وشارك الدكتور عبد الله نعمان المتخصص في القانون بورقة" عن النظام اللامركزي وتوطيد الوحدة اليمنية "أكد فيها أن هناك خلط متعمد مشيرا إلى أن البعض يقول أن الوحدة هي سبب المظالم, في حين أن الوحدة ليست السبب في المظالم وليست كما يقول السبب في نشأة القضية الجنوبية وقضية صعدة والفساد الذي عم الشمال والجنوب, بل أن نظام العصابات المركزي هو السبب في كل الكوارث التي نعاني منها. وتوصي ورقة الدكتور محمد نعمان بضرورة تغيير نظام انتخابي نزيه وإشراك جميع المواطنين, باعتبار أن النظام الانتخابي النسبي هو الأفضل, وتسوق الورقة أهدافا لضمان قيام برلمان ذي صفة تنفيذية واسعة, كما تشدد على تنمية حس المسئولية لدى الحكومة وتشجيع التنمية السياسية, من خلال دولة ديمقراطية تؤكد المساواة. وطرحت في السياق ملاحظات على الأوراق من قبل المعقبين إثر تقديم كل ورقة على حدة, رأت خلطا بين اصطلااحي اللامركزية والفيدرالية, وأوضحت التعقيبات أن "الفيدرالية في العصر الحديث تعني نظاما سياسيا لا مركزيا, وتعني الفيدرالية أيضا اللامركزية السياسية, وأن لكل حكومة سلطاتها الثلاث, وتزيد من فرص المشاركة في المجتمع ويساعد في تعزيز الوحدة الوطنية وتخلص التعقيبات إلى تأكيد أن النظام اللامركزي هو الحل لعقدة المركزية في اليمن. كما أخذت الملاحظات التعقيبية في الندوة على العنوان الرئيسي للأخيرة "عدم تمحوره حول الدولة الفيدرالية " وفي الجلسة الثانية للندوة قال الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الإجتماع في ورقته "نحن في اليمن نعيش أزمة بنيوية مركبة, وطالب الصلاحي بالفيدرالية لغياب المواطنة, قائلا أنا مع دولة وطنية تعتمد مبدأ المواطنة, ووصف في ورقته" الأحزاب ب" المهرولة" نحو الحصص والمغانم, لذلك استندت على قاعدة قبلية, الأمر الذي أقصى الشعب من الثروة,حد قوله. وأوضحت ورقة الصلاحي" أن وعي المجتمع بمفهوم الدولة هو الذي يدفع باتجاه التغيير, وأن الدولة لا بد وأن تكون دولة المواطنة, ولم أجد وحدة مواطنة سوى في عام 90م حينما سلم الجنوب دولة برومانسيته الثورية كما يقول. وأردف الصلاحي قائلا" الفيدرالية تخلق توازنا بين المراكز والأطراف, ونريد إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة, نريد دولة ديمقراطية بنظام سياسي فيدارلي. وقال أن الفيدرالية هي نظام سياسي وإداري. وأن دولة المواطنة هي دولة وطنية تمكن كل إقليم من الاستقلالية عن المركز لتلبية طموح كل المواطنين.