بين الوثيقة الزيدية الحوثية والميثاق السلفي الإخواني السني، لن تنجو اليمن إلا بالنهوض السياسي والفكري والإجتماعي لتيار الشعب المدني الديمقراطي. ومن هنا لا أراني إلا بإعتباري مواطنا يمنيا، فلاتمثلني أية وثيقة أو أي ميثاق، صدرا عن مكونات مذهبية، غايتها تقويض كل نضالات اليمنيين من أجل الدولة المدنية، وإقرار تقسيم الشعب وفقا للهويات المذهبية، بينما المفترض والمنشود هو لملمة الذات اليمنية المتشظية وفق إعتبارات المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتحت إشراف الدولة الضامنة المنشودة التي تحضن جميع مواطنيها، بلاتمييز مذهبي. هذا مانأمله مستقبلا بالطبع، فيما الواضح أن التفريط بتعطيل الدستور الذي كان قائما ، وعدم إعادة الإعتبار له، هو ما أنتج وثيقة أشبه بدستور خصوصي لجماعة مغلقة كالوثيقة الفكرية الزيدية الحوثية الكارثية، التي انتقدناها في 2012 م، ثم مع الأخذ بالإعتبار الاعاقات الواقعية التي تشكلت في 2014م ضد الدستور الجديد الذي لم تنل مسودته أصلا تلك الوفاقات الوطنية المطلوبة، تم فجأة ، وياللأسف، إنتاج ميثاق أشبه بدستور لجماعة مغلقة أيضا ، وفي عز الحرب، هو ميثاق العمل الدعوي لعلماء السنة ، الكارثي المضاد، والذي يستوجب الإنتقاد، بلاشك . ذلك أن أحلام اليمنيين الجامعة منذ الثورة الأم، مرورا بثورة 2011م ، ستظل متجلية في بناء دولة مواطنة متساوية وديمقراطية مدنية مدسترة، ذات إجماع شعبي ووطني لا مذهبي وطائفي. واما بإستمرار تغذية الوثيقة والميثاق على مستوى الواقع ، وبالتالي اعتبارهما فوق الدولة وفوق المواطنة وفوق فكرة الدستور أصلا ، فإننا-في ظل الفراغ الدستوري وتجريف السياسة وعدم توقف الحرب وتفاقم تصدعات وتمزقات مؤسسة الدولة والنسيج الإجتماعي -سنجدنا جميعا في حالة استسلام ورضوخ، لاقتسام السلطة والشعب في اليمن، على أساس الدولة المذهبية، بين أصحاب الوثيقة وبين أصحاب الميثاق . !!! المهم.. حذار من الفخ الرهيب..حذار من النكبة الكبرى . إنهم يأملون بإنهاك أحلامكم أو هزيمتها، ومن ثم إقرار قداستهم الزائفة بإسم الدين ، وصولا إلى تقسيم اليمن على ذلك الأساس الآثم، وفي اللحظة المناسبة التي هندسوا لها سيعلن كل طرف دولته الخاصة "بحسب إرادة الله وسنة رسوله وكرامة الأولياء والإجماع المتيقن!!!" -كما هي عادتهم في التبرير التلفيقي الاستغلالي للدين" ، ثم ستقتسم تلك القوى "المؤمنة جدا!!" مختلف المصالح والامتيازات والنفوذ والهيمنات، خصوصا وانها تهيئ الوضع لهذا المصير فقط كما يبدو بوضوح ، وغايتها أن تقر التعامل مع اليمنيين كمتاع، ومع اليمن كمزرعة خاصة جدا . وبالتأكيد لافرق بين الضفتين في هذه الخصوصية : كلهم لايخجلون من تدليسهم وعماهم وهم يستندون للقرآن وللاسلام زورا وكذبا، ويستغلون الدين لتثبيت حكم بلاعقل ولاضمير. والحال أن الهوية الوطنية اليمنية للشعب اليمني، ليست شافعية ولازيدية ،ليست سنية او شيعية،بل يمنية فقط. واما المعضلة الكبرى فهي أن العقل السلفي السني والشيعي على السواء، يحن لزمن معين ومكان معين ويراهما قمة المثالية والنموذج والرضا الإلهي ، ثم يريد العودة إليهما غافلا عن كل قوانين التحول والتطور القائمان بمشيئة الله نفسه ! . وتلك برأيي معضلة نوستالجيا دينية ناقمة على التاريخ والابتكارات الانسانية المختلفة، ليس في السياسة فقط، و انما في كل تطورات الوعي الإنساني ..معضلة الفارق بين سقيفة وبرلمان وبين بورصة ومقايضة وبين الحمام الزاجل والبث المباشر وبين الكيمياء النووية والحبة السوداء وبين العقد الإجتماعي والتصويت وحرية الاختيار و الزامية ما اتفق عليه اهل الحل والعقد الخ الخ. لكن ليس للدين أي ذنب في هذا الجمود المرعب طبعا، وإنما العقل الكهنوتي الاخرق المستغل للدين فهو الذي لايريد أن يفهم. بمعنى آخر ظل كل طرف يرى نفسه هو الحق وكل طرف يعتبر العنف سبيله لاعلاء كلمة الله، " مع انها في الحقيقة كلمة شيوخهم وائمتهم وفقهائهم الأولين ".أما الله فإن كلمته واضحة في القرآن والله لايعصم بشرا على الاطلاق، كما انه سبحانه وتعالى لم يقر عدم التطور وتجميد العقل بعد ان وضع الإطار العام للأخلاق والقيم والمبادئ الكبرى، محددا المضامين اللائقة للإرتقاء . لكنهم يريدوننا أن نعيش في زمن صراعات معاوية وعلي.. فأصحاب الميثاق يرون انهم من يقررون المصالح والمفاسد في ظل رفع الإثم على العلماء السنة كما يقولون، بمقابل أن اصحاب الوثيقة يؤكدون السلالية في ظل اصطفاء أهل بيت. وهكذا باختصار، أي انهم ضد دولة تنضم الخلافات بشكل حضاري معاصر كمواطنين، مع ان ذلك الصراع الممتد لقرون هو ماتسبب في اختلاف لايمكن الاعتزاز به. وتحديدا يريد أصحاب الميثاق تعزيز الإنتماء الوطني وفق السنة ورفض التقارب مع الفكر الرافضي ،حسب تعبيرهم ، في حين ان أصحاب الوثيقة يريدون التمسك بعترة رسول الله باعتبارهم هداة الأمة كمايرون، وأيضا حجج الله في أرضه .! وبالعودة إلى ماتنطوي عليه اضمارات مضامين الميثاق أو الوثيقة، فهل يمثلان حالة الصحوة والنهضة المنتظرة للعقل العربي ..اليمني خصوصا.؟ قبل أشهر مثلا تجرأ الغنوشي في تونس ، لإنقاذ المستقبل السياسي لحركة النهضة الاخوانية بالمراجعات والتجديدات والتفكير المتجاوز ، بينما تصر أحزاب وجماعات يمنية ذات أرضية إسلامية على التورط في تكرار أخطاء وسلبيات وعماءات الماضي وعدم الانتقال إلى مربع السياسة . صحيح انه الفارق بين وعيين في اليمن وفي تونس،أي بين وعي مديني ووعي قبلي، لكنه أيضا الفارق الملهم حتى داخل المنظومة الواحدة نفسها ، واعني بين الدأب على استغلال الرأسمال الديني في الصراعات السياسية والاجتماعية، وبين الإصرار على العكس والإقدام على المراجعات اللائقة . ومن المرجح أن الفهم الخاطئ للنص القرآني معظمه يأتي من الفقه الذي يسمي نفسه سلفيا، لأنهم اكتفوا بما قيل في الماضي ، فلم يحاولوا أن يتثبتوا من صحته على أرض الواقع بإعتبار ان ما قاله الأسلاف هو الحق الذي لا يأتيه الباطل . وفيما تنتظر الأمة بشكل عام، إصلاحات دينية شجاعة، تبقى المشكلة الكبيرة فى التغيير أن الفقهاء والمشايخ القدماء لم يجبروا الناس على إتباع منهجهم ليبقى العيب فى المقلدين، فلو استمر الاجتهاد لغاية الآن، لكان الحال قد تغير وتجاوزنا الجمود الفقهي مبكرا..إضافة إلى أن السياسة كانت تحررت من أعباء حشرها في البعد الديني، ومن هنا كان الدين سيستمر كما نريد منزها ، كما كانت السياسة أيضا لم تفسد بالاستغلال الديني. إن الميثاق السني ينطوي على مواد تجعله بمثابة كيان مواز للدولة وهنا الخطورة ..وأما من أبرز مهامه:" إقامة شرع الله في الأرض. .والتأكيد على الولاء والبراء، وأن كرامات الأولياء والصالحين حق، وأن الإسلام دين ودولة ، وأن كل ماخالف الشريعة ممايسمى سياسة باطل ، فضلا عن حثه لرفع الإثم عن العلماء، وزعمه أن تقدير المصالح والمفاسد راجع إلى العلماء، وكذا إضفاء الشرعية على الإجماع المتيقن بإعتباره يدخل ضمن تصنيفهم لدين الله بجانب الآيات والأحاديث .! والمعنى بالتأكيد هو ترسيخ منهج الماضي لفهم النصوص، واحتكار الأمر ، واخضاع الحاضر والمستقبل للماضي، غير آبهين بأن التقليد والتصنيم هو ماعطل الوعي وقاد لإنهياره كل هذه القرون للأسف . وهذا يقودنا بالطبع إلى الكلام عن الحرية مابين المعرفة و التشريع ، و" التي لا يحق لأحد كائناً من كان مصادرتها أو إدعاء احتكارها أو الوصاية عليها لأنها ملك جميع الناس كالحياة تماماً وبدونها يتحول المجتمع الإنساني إلى مجتمع بهيمي" . أما الأسباب فلا تخفى على كل ذي لب، يرفض أن يدفن رأسه في رمال التراث الفقهي. ولذلك نرى أن أي حديث سني أو شيعي يزيد على القرآن أو يخالفه أو يلغيه باطل فلا وحي سوى القرآن، وكل الأحكام هي التي اقرها الله فيه للبشر، ومايناسب العقل والضمير ويكمل القرآن من أحاديث واجتهادات يمكن أن نأخذ بها وتطويرها في إطار المعاصرة ومادونها العكس . وبالمقارنة على سبيل المثال، فقد كان كلام الغنوشي مدهشا وهو يقول في مؤتمر عام النهضة الأخير بكل رشد ونضج : "حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية٬ وندعو إلى التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي٬ لتكون مجمعة لا مفرقة"مضيفا "الحلم التونسي هو الذي يجب أن نتقاسمه الآن مع كل التونسيين ونحن ننظر معا بعيون التفاؤل والعزيمة والأمل للمستقبل وليس الماضي". الغنوشي شدد حينها على أن "هناك خطط لإضعاف الدولة والتطاول عليها وتعطيل الإنتاج وهذا يصب في صالح الإرهاب". وأوضح "نحن حركة تتطور ولا تستنكر أن تسجل على نفسها أخطاء فنحن بشر". المهم أن تلك خطوة جبارة للإخوان في تونس، كي لايتم إفساد وحرف الدين والسياسة معا. وفي الحقيقة مافعله الغنوشي هو ثورة داخل الثورة . وأما في وضعنا اليمني، فإن هناك انتكاسة داخل الانتكاسة فقط . فقبل أعوام قليلة كان الحوثي قد أكد نواياه اللاسياسية عبر الوثيقة الفكرية الزيدية الاصطفائية التي تقدس الهاشمية السياسية الحوثية نفسها، تماما مثلما دعاة وعلماء السنة في الميثاق وهم يقدسون أنفسهم .! وهؤلاء جميعا يضعون أنفسهم فوق الدولة وفوق المواطنة وفوق الدستور . كما أن كل طرف يزعم انه الحق. ولعل الملفت في طما تسمى بوثيقة العلماء الصادرة في الرياض، أن قضية اليمن تكمن الآن في نصرة الدين برأي أصحابها ، وهذا قبول بتطييف واضح للصراع ومواجهة مذهبية ، لكن لمصلحة من ؟!. فهذا المنظور النصروي للدين من ناحية مذهبية سنية، سيقر الصراع مع الحوثي بسبب تشيعه وليس بسبب آخر. وبدلا من احتكام الجميع في الخلاف الفقهي للقانون الوطني الجامع، يراد للمفرمة الطائفية صياغة اليمن واليمنيين . أما الثابت فهو أن الوثيقة الزيدية الحوثية مازالت مقلقة ، وأكثر كذلك كونها تحتكر الحديث باسم الزيدية، ونعرف أن هناك قطاع زيدي واسع ارتضى بنهج جمهورية 26 سبتمبر ونهج الوحدة في إزالة الامتيازات وإقرار التعددية السياسية. لكن الوثيقة أعادت الوضع لماقبل ذلك. وجاء فيها أن : "الإمام بعد رسول الله هو وصيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من أولادهما كالإمام زيد والإمام القاسم بن إبراهيم والإمام الهادي والإمام القاسم العياني والإمام القاسم بن محمد ومن نهج نهجهم من الأئمة الهادين. وأن نهج الهداية والنجاة والأمان من الضلال هو التمسك بالثقلين: كتاب الله والثقل الأصغر عترة رسول الله وهداة الأمة وقرناء الكتاب إلى يوم التناد وهم حجج الله في أرضه. وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين والوقوف في وجه المستكبرين هو من أعظم الواجبات الدينية المفروضة على الناس أجمعين وأن الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله –حسب ما شرعه الله" . أما مسألة الاصطفاء- فتورد- الوثيقة بالنص " ان الذي نعتقده أن الله سبحانه وتعالى يصطفي من يشاء من عباده جماعات وأفراداً ونعتقد أن الله سبحانه اصطفى أهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعد رسول الله إلى أن تقوم الساعة وأنه يهيئ في كل عصر من يكون مناراً لعباده وقادراً على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها" . أما أصول الفقه " فما كان منه مخالفاً للقرآن الكريم أو بدلاً عن آل محمد فهو مرفوض ومنتقد من الجميع وما كان منه موافقاً للقرآن ويستعان به على فهم النصوص الشرعية في إطار آل محمد مع ملاحظة الدور الكبير للإخلاص لله سبحانه وتعالى والعمل بأسباب الهداية الإلهية فهو مقبول معتمد لا اعتراض عليه ولا إشكال" . أما بالنسبة للاجتهاد" فما كان منه يؤدي إلى التفرق في الدين والاختلاف في معرفة الله وغيره من أصول الشريعة أو إلى مخالفة نهج الآل الأكرمين أو إلى الإضرار بوحدة المسلمين وتكوين الأمة التي أمر بها رب العالمين أو مخالفة من أمر الله بطاعتهم وجعلهم ولاة للأمة –فهو اجتهاد مرفوض لا نقره ولا نرضاه بل هو مفسدة في الدين. وأما ما كان منع استفراغاً للوسع والطاقة في البحث عن أحكام الدين وشريعة رب العالمين ملتزماً منهجية القرآن الكريم وعلى طريق ونهج أهل البيت الأكرمين لا يؤدي إلى تنازع في هذه الأمة ولا مخالفة لمن أمر الله بطاعتهم وجعلهم ولاة للأمة محكوماً بالضوابط التي وضعها ومشى عليها أئمة الآل عليهم السلام فهو مقبول ومطلوب ومحتاج إليه في معرفة الدين وخصوصاً فيما يستجد من المسائل". لكن بعيدا عن ذلك يمكننا أن نكتشف أن من المفارقات التي تتهرب من الإقرار بها الذاكرة الإسلامية الرسمية ، هو أن الرسول محمد مات، ولم يكن هناك شيء إسمه سنة أو شيعة. وتحديدا؛ لم تكن هناك مذاهب ، بل كان هناك شيء إسمه الإسلام فقط. والشاهد أن من يسمون أنفسهم رجال الدين-وغالبيتهم في الحقيقة مجرد قفازات لرغبات الحكام كما يؤكد التاريخ - كرسوا هذا التشاقق المستعصي. ومن شدة تطرفهم ، كادوا يحولون كل مذهب في الضفتين إلى دين جديد يكتظ بتأجيج المشاحنات والتباغضات . وبشكل خاص اثخنوا الإسلام من داخله ، بعوامل ومسببات صراعات متناسلة لاتنتهي . ثم بعد 14 قرنا على كل هذه الكوارث التطييفية الاحتكارية التي غرقنا فيها يرفض هؤلاء كل دعوات المراجعات ، وكذا إزالة الشوائب الدخيلة العالقة في الإرث الفقهي الذي تم تقديسه، و هو نتاج أشخاص ليس إلا . فمن غير المعقول والمقبول، إستمرار سلطة وعي الفقهاء الزماني والمكاني، على وعينا الزماني والمكاني . ولقد أعاق الجزء الأكبر من ذلك الإرث ، تفكيرنا السوي بالمستقبل ، ثم ان حراسه قد جعلوا الفروع هي الأصل، بل وبسببها ، يتقاتلون ويبيحون دماء بعضهم وغيرهم بمنتهى الاستبسال والجنون ، مستندين على إرث الفتاوي المفخخة بشتى أنواع التسويغات للكراهية وللترهيب كما لمنع التفكير والإبداع . على أن الأمة العربية والاسلامية تأخرت بسببهم عن كل الأمم في بناء الإنسان والدولة، وإقرار الحقوق والحريات العادلة والمتساوية. ذلك أن عقلية الولاية والخلافة لاتنتج مدنية ولامواطنة . فضلا عن أن كل فقهاء الإرث السني والشيعي بتفرعاتهما المختلفة والمتناقضة حد التصادم الفاضح ، صار ازلامهما ينقلون مزاعمهم واجتهاداتهم وفتاويهم كأنها هي الشرع. ثم ان رسول الإسلام نفسه لم يقل أن ممارسات سلوكه الإنساني وآرائه الشخصية عبارة عن تشريع الهي ملزم. أو بمعنى آخر تبقى فتاوى الانغلاق والتطرف من الطرفين السني والشيعي، صادرة عن عقول كهنوتية تقيد العقول وتحرمها من نعمة الاستبصار والتنوير والنهوض والتقدم. عن العربي قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet