بعد ثلاثة أشهر على إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية في عملية تبادل للأسرى، يقول سمير القنطار انه مصمم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة المقاومة للقضاء على إسرائيل. وقال القنطار (46 عاما) في مقابلة مع وكالة فرانس برس 'أنا في المقاومة، أنا لن أتخلى لحظة عن دوري" مؤكدا انه سيواصل "المقاومة حتى نهاية هذا الكيان". وأضاف وهو يجلس في شقته التي تطل على البحر على مشارف بيروت، والتي تتنشر في أرجائها لوحات الشرف والميداليات وصور الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله "يجب ان ينتهي هذا الكيان الصهيوني". وفيما يعتبر القنطار "وحشا" في اسرائيل بعد إدانته بقتل داني هاران وابنته اينات البالغة من العمل أربع سنوات ورجل شرطة إسرائيلي في هجوم وقع قبل نحو 30 عاما، يعتبر العديد في لبنان القنطار "بطلا" حيث تم الاحتفال به في مراسم رسمية عند الإفراج عنه في تموز (يوليو) الماضي. وقال انه يقضي معظم أيامه حاليا في اجتماعات تتعلق بالمقاومة وهو مقنتع بأن إسرائيل تعد لهجوم كبير على لبنان. وأضاف "هناك عدوان على لبنان قادم، هذا أكيد لسبب بسيط: هم مقتنعون ان هزيمتهم في 2006 ناجمة ليس عن قوة حزب الله بل بسبب أدائهم الضعيف، ومن لديه هذه النظرية، يجب أن يقدم إلى مغامرة للتعديل في الميزان". الا انه اكد ان الإسرائيليين "لا يعرفون ما يحضر لهم هنا.اكيد سيهزمون سيدمرون بشكل كبير" مضيفا ان "بداية نهاية إسرائيل بدأت". وقال انه حتى لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوبلبنان والتي احتلتها إسرائيل عام 1967، فان المقاومة ستستمر حتى القضاء على الدولة العبرية. وأشار إلى انه "طالما بقي في المنطقة شيء اسمه اسرائيل، المقاومة يجب ان تستمر". واكد القنطار انه غير نادم على مشاركته في العملية التي أدت إلى اعتقاله في عام 1979 عندما لم يكن عمره يتجاوز 16 عاما وكان ينتمي إلى جبهة التحرير الفلسطينية. وقال بكل هدوء وهو يشعل سيجارة 'اتذكر كل شيء في هذه الليلة'. واضاف ان هاران "رفض ترك ابنته وحيدة وتمسك بها. انا استغربت هذا الامر، كان مثل المجنون.. صراحة انا لم ار الفتاة، نحن لا علاقة لنا بها". وقال ان الاب وابنته قتلا "نتيجة تبادل اطلاق النار، قتل الرهائن برصاص جنود الاحتلال على الشاطىء". وقال إن الإسرائيليين "فيما بعد غيروا الرواية ونسجوا رواية أخرى مقرفة ومقززة". وطبقا لادلة جنائية وإفادات شهود عيان خلال محاكمته، فان القنطار وزملاءه قتلوا هاران ثم ضربوا رأس ابنته اينات بأعقاب البنادق. واضاف القنطار "هذا ردي، حبذا لو يهتموا باطفالنا ايضا حوالى 250 طفل استشهدوا في عدوان تموز (يوليو) 2006 والأطفال الفلسطينيون الذين يقتلون يوميا، حبذا لو لديهم مشاعر تجاه أطفال العرب وليس فقط تجاه أطفال الصهاينة". وتوعد مسؤولو الامن الاسرائيليين بتعقب القنطار، الا انه قال انه لا يخشى على سلامته وأدرك انه لا يمكن ان يعيش "حياة طبيعية" رغم انه يامل في ان يتزوج يوما ما ويكون لديه أطفالا. وأضاف "لا اعيش حالة هوس بالنسبة لامني الشخصي هناك أشخاص يقومون بالواجب لا اظن أني سأعيش يوما حياة طبيعية". كما استبعد القنطار شائعات بانه قد يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في لبنان. وقال "لا احب التعاطي في السياسة.عرض علي لكن لا أريد. أريد أن ابقى في الخط الذي انا فيه: المقاومة". وحول ذكرياته في السجون الاسرائيلية، قال القنطار انه يتذكر سجانا كان يتحدث العربية، وقال له "اسمع يا سمير، انت تدخل الان شاب صغير، لكننا سنخرجك من هنا عالة على المجتمع". وقال "في السجن حياتي كانت دائما قراءة واطلاع ونضال ضد الاحتلال، تعلمت العبرية الأسرى انتخبوني مسؤولا عنهم". واعرب القنطار عن اعجابه بحسن نصر الله "لانه رجل صادق، ومخلص لوطنه". واكد القنطار ان رسالته للاسرائيليين هي "انا لا ازال في طريقي ولم يستطيعوا كسري". المصدر: (ا ف ب)