تجمع مئات الالاف من انصار رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو في بلدتها يوم السبت لاحياء الذكرى الاولى لاغتيالها. وتأتي ذكرى مقتل بوتو التي اصابت البلاد بالصدمة واثارت عنفا استمر اياما من جانب انصارها فيما تواجه باكستان ازمة اخرى. فالتوتر يزداد مع الهند بسبب هجمات لمتشددين الشهر الماضي في مدينة مومباي الهندية مما اجج المخاوف من حدوث صراع بين البلدين المجاورين اللذين يتمتعان بقدرة نووية. وقتلت بوتو (54 عاما) في هجوم بالبنادق والقنابل في مدينة روالبندي لدى مغادرتها تجمعا انتخابيا بعد ما يزيد على شهرين فقط من عودتها الى البلاد من سنوات من منفاها الاختياري. وفي فبراير شباط استفاد حزب الشعب الباكستاني الذي كانت ترأسه بوتو من موجة من التعاطف معها وفاز في الانتخابات ويرأس حاليا حكومة ائتلافية. واصبح اصف علي زرداري زوج بوتو رئيسا للبلاد. وقال زرداري في بيان في احياء ذكرى اغتيالها ان الهجوم على زوجته كان هجوما على حياة دولة واستهدف تقويض جهود بناء هياكل ديمقراطية وجهود محاربة التمرد. وبعد عام من اغتيالها تظل اسئلة كثيرة دون اجابة. فالتحقيقات التي اجرتها الحكومة الباكستانية السابقة والشرطة البريطانية ووكالة المخابرات المركزية الامريكية اتهمت متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة بقتل بوتو التي كانت حليفا وثيقا للحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب. لكن كثيرين من انصار بوتو أبدوا استياء من تلك التحقيقات وانتابتهم الحيرة من سبب عدم قيام الحكومة التي يقودها حزبها بفعل شيء فعليا للوصول الى كبد الحقيقة. وطالبت الحكومة الجديدة بلجنة تابعة للامم المتحدة لتحقق في الاغتيال وابدى بان جي مون الامين العام للامم المتحدة يوم الجمعة امله في بدء التحقيق في المستقبل القريب. وقالت باكستان انها تريد ان يحدد التحقيق "الجناة والمنفذين والمنظمين والممولين للهجوم... بهدف تقديمهم للعدالة". ونجت بوتو من محاولة اغتيال قبل ساعات من عودتها الى منزلها في 18 اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي. وقتل نحو 140 شخصا في الهجوم على موكب استقبالها في كراتشي. وتحدثت عن مؤامرات للقاعدة لقتلها. لكن كان لها ايضا اعداء في دوائر اخرى بما في ذلك من داخل اجهزة المخابرات ذات النفوذ. ودفنت بوتو في مقبرة اسرتها في قرية جارهي خودا باخش في اقليم السند بالقرب من والدها رئيس الوزراء الاسبق ذو الفقار علي بوتو الذي اعدم شنقا عام 1979 بعدما اطيح به من السلطة في انقلاب عسكري. وشددت الاجراءات الامنية في بلدتها. وقال تنوير أودهو المسؤول الكبير بالشرطة انه جرى نشر ستة الاف من رجال الشرطة فضلا عن مئات من قوات الامن. وأضاف أن الكلاب البوليسية مشطت المكان الذي سيلقي فيه زرداري خطابا في وقت لاحق من يوم السبت امام حشد من المؤيدين فيما وضعت كاميرات للمراقبة واجهزة لرصد القنابل. واوضح اودهو ان ما يصل الى 200 الف شخص تجمعوا لاحياء ذكرى بوتو وان كثيرا منهم احتشدوا عند ضريحها. وفي عام 1988 اصبحت خريجة جامعتي هارفارد واكسفورد اول رئيسة وزراء مسلمة تصل الى السلطة في انتخابات ديمقراطية بينما لم تتجاوز 35 عاما. واطيح بها من السلطة عام 1990 لكن اعيد انتخابها عام 1993 واطيح بها من السلطة مرة اخرى عام 1996 وسط اتهامات بالفساد قالت ان وراؤها دوافع سياسية. *** المصدر: رويترز