شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة على قطاع غزة ظهر السبت مستهدفا مواقع أجهزة حماس في القطاع مما أسفر عن وقوع 195 قتيلاً على الأقل في أدمى يوم للفلسطين منذ أكثر من 20 عاماً. ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من انتهاء التهدئة. وذكر مسعفون أن نشطاء فلسطينيين ردوا بإطلاق صواريخ أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين. وتصاعد دخان أسود في سماء مدينة غزة حيث كان المصابون والجثث ملقون على الأرض بعد أكثر من 30 ضربة جوية دمرت العديد من المجمعات الأمنية بما في ذلك مجمعان كانت حماس تقيم بهما حفل تخرج لمجندين جدد. وقال مسعفون إن بين القتلى توفيق جبر قائد الشرطة المعين من حماس وقائد وحدة الأمن والحماية التابعة لحماس ومحافظ وسط غزة. وعند مقر الشرطة الرئيسي كان بعض عمال الإنقاذ يضربون رؤوسهم ويكبرون بينما كان مصاب بجروح بالغة يرقد بجوارهم ويهلل رافعاً سبابته. وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف "البنية الإرهابية" بعد أيام من الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل وتوعد بشن المزيد من الهجمات إذا لزم الأمر وقد يستهدف قادة حماس. وقالت حماس إن إسرائيل فتحت على نفسها "النار" متوعدة بالثأر للقتلى بما في ذلك شن هجمات انتحارية محتملة داخل إٍسرائيل. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضربات الجوية الإسرائيلية ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل. ودعا خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وقال متحدث باسمه "نشعر بقلق بالغ من جراء الأحداث في غزة. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ونحث الجميع على ضبط النفس لأقصى درجة". كما أدانت مصر الغارات الإسرائيلية وقالت إنها ستحاول استعادة التهدئة بين إسرائيل وغزة ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة غدا الأحد أو بعد غد الاثنين لاتخاذ موقف موحد تجاه الغارات. وفي حفل تخرج المجندين الجدد الرئيسي بمدينة غزة أوضحت تغطية تلفزيونية كومة من جثث المجندين الذين يرتدون الزي الرسمي بينما كان المصابون يصرخون في ألم. وحمل عمال الإنقاذ المصابين إلى سيارات وعربات إسعاف في حين حاول آخرون إنقاذ أشخاص فقدوا الوعي. وجاءت الضربات الجوية في أعقاب قرار لمجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر بتوسيع الهجمات للرد على إطلاق نشطاء فلسطينيين صواريخ عبر الحدود في أعقاب انهيار تهدئة استمرت ستة شهور بين إسرائيل وغزة كانت مصر توسطت فيها. وأجابت الميجر أفيتال ليبوفيتش المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال للصحفيين بشأن ما إذا كان تصاعد للهجوم قد يتضمن توجه ضربات ضد قادة حماس قائلة "أي شيء خاص بحماس يمكن أن يكون هدفا. يمكنكم تفسير ذلك بالطريقة التي تحبونها". وكان هجوم استمر خمسة أيام في مارس آذار قتل أكثر من 120 شخصا ولكن عدد القتلى في الضربات الجوية اليوم السبت قد يكون الأعلى بالنسبة للفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الثمانينات. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القاسم الجناح العسكري لحماس إن الحركة "ستلقن بإذن الله العدو درسا لن ينسوه" ونحى جانبا التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادة حماس. وذكر شهود عيان أن قصفا إسرائيليا شديدا وقع على طول حدود غزة مع مصر. ويستخدم الفلسطينيون مئات الأنفاق تحت الحدود لنقل أشياء من سلع إلى أسلحة مما يجعل هذه الأنفاق أهدافا رئيسية للقصف الإسرائيلي. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران عام 2007 مطالبها إياها بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وقال لقناة العربية التلفزيونية الفضائية "لن أتردد في استخدام قوة إسرائيل في ضرب حماس وحركة الجهاد الإٍسلامي".