دعا مجلس الأمن الدولي، يوم امس الخميس، الحوثيين إلى الانسحاب الفوري من السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، وإطلاق سراح الموظفين الذين مازالوا محتجزين لديها. وادان المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه ال 15، ب "أشد العبارات عملية الاستيلاء الأخيرة للمجمع الذي استخدم سابقًا كسفارة للولايات المتحدة في صنعاء، من قبل الحوثيين، والذي تم خلاله اعتقال العشرات من الموظفين المحليين". وأكد البيان أن اتفاقيات فيينا الدولية تحظر أي اقتحام للمباني والممتلكات الدبلوماسية التي "يجب احترامها وحمايتها". وأضاف: "يدعو أعضاء مجلس الأمن إلى انسحاب فوري لجميع عناصر الحوثيين من الموقع، ويطالبون بالإفراج الفوري والآمن عن أولئك الذين ما زالوا رهن الاعتقال". دون تحديد عددهم. وأشار البيان إلى المبادئ الأساسية المكرسة في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، ولا سيما حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وكذلك حرمة مباني البعثة وحصانتهم من البحث أو الطلب أو الحجز أو التنفيذ. كما شدد أعضاء مجلس الأمن على وجه التحديد على وجوب احترام وحماية مباني البعثة الدبلوماسية التي تم استدعاؤها مؤقتا، إلى جانب ممتلكاتها ومحفوظاتها. وكانت الولاياتالمتحدة دعت الأسبوع الماضي جماعة الحوثيين بإخلاء مبنى سفارتها في صنعاء فورا وإطلاق سراح موظفيها المحتجزين، وذلك في أول رد رسمي منها على إقتحام مسلحي الحوثي مبنى السفارة واعتقال عدد من الموظفين والعاملين فيها. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان ، "ندعو الحوثيين إلى إخلاء المقار فوراً وإعادة جميع الممتلكات الأميركية التي تمّ الاستيلاء عليها". واوضح انه، "تمّ الإفراج عن غالبية الموظفين المحليين في السفارة الأميركية بالعاصمة اليمنيةصنعاء، لكن عددا منهم مازالوا محتجزين لدى جماعة الحوثي دون تفسير وندعو إلى الإفراج الفوري عنهم". وأكد أنّ "حكومة الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها الدبلوماسية لتأمين الإفراج عن الموظفين المحتجزين وإخلاء مبنى السفارة في أقرب وقت". وكان مسلحو جماعة الحوثي اقتحموا مبنى السفارة الامريكية في حي شيراتون بصنعاء، المغلق منذ العام 2015، وقاموا بنهب المعدات والتجهيزات فيه، حسبما أفادت مصادر محلية. وجاءت عملية الاقتحام عقب يومين من حملة اعتقال نفذتها الجماعة، وطالت 25 من الموظفين والعاملين اليمنيين في السفارة الامريكية، بالرغم من اغلاق السفارة وتجميد عملها منذ أكثر من ست سنوات. وكان أعضاء في الكونغرس طالبوا في وقت سابق بإعادة إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب، معتبرين أن اقتحام السفارة يعد تجاوزا لكل الخطوط الحمراء والأعراف الدولية. وقال عضو الكونغرس الأميركي دان كرينشاو، في تغريدة على حسابه على تويتر, إن الحوثيين المدعومين من إيران اقتحموا السفارة الأميركية في اليمن واحتجزوا رهائن. وانتقد كرينشاو سياسة الرئيس الامريكي جو بايدن في تعامله مع هذه الجماعة، والتي قام بإلغاء تصنيفها كجماعة ارهابية عقب شهر واحد من توليه الرئاسة، وهو قرار ربما تم قراءته بشكل خاطئ. وأوضح أن تلك الخطوة التي قام بها بايدن أظهرت ضعف الولاياتالمتحدة تجاه أعدائها، وفق تعبيره، مضيفا أن عملية اقتحام السفارة وخطف الموظفين "ثمن رهيب لإظهار الضعف لأعدائنا". والسفارة الأمريكية في صنعاء مغلقة منذ 2015 عندما نقلت الولاياتالمتحدة موظفيها الدبلوماسيين إلى الرياض بسبب الحرب في اليمن.