نددت الحكومة بالتصعيد العسكري الحوثي "الخطير" في تعز، جراء شن مسلحي الحوثيين هجوما عنيفا غربي المدينة في محاولة لقطع منفذ الضباب، الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بالعاصمة المؤقتة عدن. واعلنت الحكومة اليمنية اليوم الاثنين مقتل وإصابة 70 شخصاً في مواجهات عسكرية عنيفة اندلعت الليلة الماضية اثر هجوم مباغت لمسلحي جماعة الحوثيين على مواقع للقوات الحكومية، جنوب غربي البلاد. وقالت القوات الحكومية في بيان، أن عشرة جنود من أفرادها قتلوا وأصيب سبعة أخرين في مواجهات مع الحوثيين الذين شنوا هجوما مباغتاً على مواقع تمركزها في جبهة الضباب التي تعد البوابة الجنوبية الغربية لمدينة تعز. وأضاف البيان أن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم وإجبار الحوثيين على الفرار بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الارواح والعتاد. ووفقاً للبيان أسفرت المعركة عن سقوط 23 قتيلاً و30 جريحاً في صفوف الحوثيين، بالإضافة الى عشرة قتلى وسبعة جرحى من جانب القوات الحكومية. وأكد البيان أن الحوثيين حاولوا من خلال هذا الهجوم الفاشل السيطرة على المنطقة لاغلاق المنفذ الحيوي الوحيد للمدينة المحاصرة منذ نحو سبع سنوات. وفي السياق أكدت وزارة الخارجية اليمنية مقتل 10 جنود من القوات الحكومية واصابة 7 اخرين، في الهجوم الذي اعتبرت انه يمثل تحديا صارخا لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية. وقالت الخارجية في بيان ان الهجوم يأتي في الوقت الذي تنصب فيه جهود المجتمع الدولي والأممالمتحدة لتثبيت وتوسيع الهدنة الانسانية والبناء عليها لاستئناف العملية السياسية وتحقيق السلام في اليمن. ودعت الحكومة اليمنية المبعوث الأممي الى تحمل مسؤولياته وإدانة هذه الأعمال الإجرامية التصعيدية لجماعة الحوثي في تعز "خاصة وأنها تأتي في ظل تواجد الفريق العسكري في العاصمة الاردنية تحت رعايته لمناقشة ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع الخروقات العسكرية للهدنة". واشارت الى ان محاولة الحوثيين للسيطرة على منطقة الضباب يهدف الى قطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن، لإطباق الحصار على المدينة المحاصرة فعلا منذ سبع سنوات. وحملت الحكومة جماعة الحوثي عواقب هذا التصعيد الذي وصفته بالخطير، وتوعدت بعدم السماح للجماعة باستمرار خروقاتها وعبثها واستغلالها للهدنة والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنودها لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب خيارات اليمنيين. ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع عقد الجولة الثالثة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمان حول رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح بعض الطرق الرئيسية المغلقة، اضافة الى اجتماعات لجنة التنسيق العسكرية لبحث مسألة الخروقات المتكررة للهدنة.