نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الي،تحليلاً للدكتور مايكل نايتس، قدم فيه نظرة متعمقة على القدرات الحالية للحوثيين، والوضع العسكري داخل اليمن، والنوايا الاستراتيجية في ظل حرب غزة وما يتخطاها. وقال الدكتور مايكل نايتس في مقدمة بحثه: استخدم الحوثيون أزمة غزة للقفز إلى الصفوف الأمامية ل "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، ويمكن القول إنهم الشريك الوحيد في المحور الذي نجح في عولمة الصراع بشكل حقيقي من خلال هجماتهم المضادة للشحن على مداخل قناة السويس. وقد أظهرت الحركة جرأة - كأول عضو في المحور يطلق صواريخ باليستية على إسرائيل - ومرونة في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية. ومن المرجح أن يخرج الحوثيون من الحرب كجيش إرهابي أكثر ثقة وطموحاً وعدوانية، مع ميله إلى القيام بعمليات الاستفزاز والتحدي الملفتة للنظر ضد إسرائيل والولاياتالمتحدة". ويرتكز البحث على دراسة الباحث للتطور العسكري لحركة الحوثيين في مقالين سابقين من مجلة "سي تي سي سينتينيل" CTC" "Sentinel. وتضمن المقال الأول، الذي نشر في أيلول / سبتمبر 2018 ، تحليلاً للتطور العسكري للحركة، وسلط الضوء على التطور السريع للغاية للجماعة خلال خمس سنوات من كونها حركة متمردة تستخدم القنابل المزروعة على جانب الطريق وإلى جهة فاعلة حكومية تستخدم الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.وفي تحليل ثان نشر في تشرين الأول / أكتوبر 2022 ، قدم المؤلف مع (عدنان الجبرني وكيسي كومبس) لمحة مفصلة عن القيادة السياسية العسكرية للحوثيين، ودوافعها الأساسية، وطبيعة ومدى نفوذ ايران و "حزب الله" اللبناني داخل الحركة. ورسمت الدراستان معاً صورة لقوة عسكرية سريعة التطور، وتزداد مركزية وتماسكاً، مما يعزى جزئياً إلى التوجيه الوثيق من "حزب الله" اللبناني و "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني". ويواصل الباحث هذه الدراسة (إلى أن تم وقف جمع البيانات في 24 نيسان / أبريل 2024) تحليل التطور العسكري لحركة الحوثيين المعروفة باسم "أنصار الله"، والتي فرضت عليها الولاياتالمتحدة عقوبات مجدداً (منذ 17 شباط / فبراير 2024) على خلفية عملياتها الإرهابية. ويستند التحليل إلى تقارير مفتوحة المصدر عن الأنشطة العسكرية للحوثيين، والتي تتضمن أعداداً كبيرة من الصور من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية من اليمن، سواء قبل النزاع الحالي في غزة أو منذ بدء الحرب. ويعتمد التحليل أيضاً على البيانات التاريخية المتعلقة بآلة الحرب الحوثية في الحرب الأهلية اليمنية بعد عام 2015 والمساعدة التي حصلت عليها الحركة من إيران وحزب الله". كما أن البيانات الرسمية ووسائل الإعلام العالمية والتقارير اليمنية عن الضربات العسكرية الإنكليزية الأمريكية على الحوثيين منذ 12 كانون الثاني / يناير 2024 ، تساهم في رسم معالم المشهد. وتم استخلاص بعض البيانات من جهات اتصال في اليمن تتمتع بإمكانية وصول واسعة النطاق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. يبدأ البحث بدراسة البيئة الاستراتيجية والعملياتية التي واجهتها حركة الحوثيين في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2023، أي قبل يوم واحد من بدء أزمة غزة الحالية. ويشمل ذلك استعراض الأراضي الخاضعة لسيطرة الحركة، والتوازن العسكري في مواجهة الفصائل المناهضة للحوثيين، والأمن الداخلي والتحديات الاقتصادية، ودور الحوثيين المتطور في عملية السلام التي تتوسط فيها السعودية لإنهاء الحرب الأهلية. ويستعرض القسم التالي التعبئة العسكرية الحوثية خلال أزمة غزة بعد تشرين الأول / أكتوبر 2023، بما في ذلك الهجمات ضد إسرائيل والأشهر الأولى لحملة الحوثيين ضد سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. وينتقل التحليل بعد ذلك إلى تأثير الضربات الأمريكية اعتباراً من 12 كانون الثاني / يناير 2024 على المجهود الحربي الحوثي والتوازن العسكري داخل اليمن. ويستعرض في هذا القسم تطور عمليات الحوثيين ضد سفن الشحن في زمن الحرب وجهود الحفاظ على القوة. ويختتم التحليل باستعراض ما يستخلصه المراقبون من آلة الحرب الحوثية انطلاقاً من الأحداث التي وقعت منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023 ، وهي نقاط القوة والضعف لدى الحركة، والفرص والتهديدات التي يواجهها الحوثيون في الأشهر والسنوات المقبلة. وكان مقال مجلة سي تي سي سينتينيل" الصادر في تشرين الأول / أكتوبر 2022 قد أفاد بأن الحوثيين حققوا هدفهم المتمثل في أن يصبحوا "حزب الله الجنوبي"، ويهدف هذا التحليل إلى رسم صورة واضحة وموثقة عن كيفية قيام "حزب الله الجنوبي" الجديد بقتاله في نزاع غزة منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023 * الدكتور مايكل نايتس هو زميل أقدم في برنامج الزمالة "جيل وجاي برنشتاين" في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج العربي، وقد سافر على نطاق واسع في اليمن منذ العام 2006. وهو أحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.