اعتصم عشرات السياسيين والنشطاء المعارضين غالبيتهم من أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني يوم الأحد للمرة الثالثة أمام مقر الحكومة بالعاصمة صنعاء لمساندة المحتجين في الجنوب. وشارك في الاعتصام الذي نظمته منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد والأمين العام المساعد للاشتراكي يحيى منصور أبو اصبع وأعضاء المكتب السياسي لاشتراكي يحيى الشامي والدكتور عيدروس نصر والدكتور محمد صالح علي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية. وردد المعتصمون هتافات مؤيدة لمطالب سكان الجنوب فيما رفعت يافطات عليها صور أشخاص قتلوا برصاص القوات الحكومية في مناطق بالجنوب منذ 1997 وأسماؤهم. وقال رئيس المجلس الأعلى للمشترك حسن زيد إن مواطني الجنوب يتعرضون منذ 1994 "لظلم فاحش" وتحولت علاقة الوحدة معهم من شراكة إلى قمع وضم. وأضاف زيد أن السلطة لم توفر من أساليب القمع ما عرفته الشعوب من قبل داعياً إلى توزيع السلطة والثروة ووحدة مايو السلمية. من جهته، قال رئيس كتلة الحزب الاشتراكي اليمني البرلمانية الدكتور عيدروس نصر إن من "اغتصب الأرض وأزاح شريك الوحدة وحول الأرض إلى إقطاعية" هو الذي يزرع الكراهية لا الذي يطالب بحقوقه وبيته ومعاشه. وأكد عيدروس تأييد مطالب المواطنين في الجنوب. وقال "لتعلم السلطة أن اعتقال هؤلاء لن ينيهم عن مطالبهم". وتابع النائب الاشتراكي "على السلطة أن تعلم أن التمادي والقمع لن يسجلا إلا مزيداً من النقاط السوداء في سجلها". وانتقد الصحفي المعارض عبدالكريم الخيواني المشترك كثيراً في موقفه من الاعتصامات المقامة في العاصمة لمساندة مطالب السكان في الجنوب. وقال الخيواني الذي تعرض للخطف ودخل السجن أكثر من مرة بسبب آرائه الناقدة للنظام الحاكم "الحراك هو الأمل الذي نريد أن يمتد إلى كل اليمن" . مشيراً إلى أن أي أخطاء ترافق الحركة الاحتجاجية الجنوبية لا تستدعي التقاعس عن مناصرتها. واعتبر الخيواني أن المشترك لم يستطع أن يكون "حاضناً سياسياً" لقضايا المواطنين و "إذا استمر على ما هو عليه فسيأتي اليوم " الذي يصنف فيه مع السلطة. وقال الخيواني "أين الإصلاح والوحدوي الناصري وقيادة الحزب". في إشارة إلى غياب أحزاب معارضة وأعضائها عن الاعتصامات الثلاثة التي نظمت في صنعاء لمساندة الحركة الشعبية المعارضة في الجنوب. الزارقة: السلطة تعلن الانفصال رسميا وقال سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالعاصمة عبدالعزيز الزارقة خلال خطاب له في المعتصمين "عندما تحتفل السلطة بجيشها وأمنها وإعلامها بيوم الحرب الإجرامية ضد أبناء الجنوب، يصبح الاحتفال هو الإعلان الرسمي للانفصال ولوجود شعبين ومجتمعين وجهتين، تفصل بينهما الدماء والغلبة والقهر". وأضاف الزارقة: لقد كانت الحرب الجائرة المحتفى بها هي الانفصال عن أبناء الجنوب بإراقة دمائهم وإلغاء شراكتهم في دولتهم التي صنعوها طواعية بالتنازل عن دولتهم". واعتبر القيادي الاشتراكي "التضييق على الهامش الديمقراطي و خنق الحريات الصحفية والاستمرار في إيقاف صحيفة الأيام" استهدافاً لصوت الاحتجاج المدني حسب قوله. وأضاف أن مواجهة الاحتجاجات السلمية بالسلاح الرسمي واعتقال المحتجين المطالبين بحقوقهم والاعتداء على الصحفيين ووسائل الإعلام "تدفع بالبلد إلى مزيد من التأزيم والتمهيد للمزيد من العنف والاحتراب".