استقبل الرئيس بشار الأسد ظهر اليوم الثلاثاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. وكان الفيصل وصل إلى دمشق يوم الثلاثاء في زيارة لبحث بعض الملفات ذات الاهتمام المشترك. وقالت مصادر إعلامية متطابقة إن "زيارة الوزير الفيصل تهدف لبحث ملفات ثنائية ذات اهتمام مشترك بين البلدين، وتنسيق مواقف الرياضودمشق حيال بعض الملفات الإقليمية الكبرى", مشيرة إلى أن "أبرز الملفات سيكون المصالحة الفلسطينية وضرورة دفع هذا الملف نحو الأمام". وتأتي زيارة الفيصل إلى سورية بعد استقبال الرياض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل المقيم في دمشق. وأضافت المصادر أنه " سيكون على جدول أعمال الطرفين الموضوع اللبناني استكمالاً للتطور الأخير المتمثل بزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سورية، والثقل الذي تضعه السعودية على هذه الزيارة". وكانت تقارير إعلامية قالت إن التفاصيل الكاملة لزيارة الحريري إلى دمشق شهر كانون أول الماضي من إخراج سعودي خالص إذ تولى العملية برمتها عبدالعزيز بن عبدالله، نجل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. ورجحت المصادر أن "يتطرق الجانبان إلى العلاقات الثنائية والأثر الذي تركه تطورها في الملفات الإقليمية"، ولم تستبعد المصادر أن "يبحث الطرفان أيضاً في الموضوع العراقي". وكانت الحكومة العراقية اتهمت سورية بإيواء قياديين عراقيين سابقين تشتبه بضلوعهما بتفجيرات ضربت بغداد مؤخرا كما ألمح بعض المسؤولين العراقيين إلى تورط السعودية في هذه التفجيرات ما فجر أزمة دبلوماسية بين العراق وجارتيه سورية والسعودية. وتعد زيارة الفيصل إلى دمشق بمثابة تأكيد على عود الدفء للقنوات الدبلوماسية بين الرياضودمشق بعد أعوام من التوتر عالجها الجانبان من خلال اتصالات مستمرة بين قيادتي البلدين تمثلت بزيارات مكوكية لمستشار الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز لعقد لقاءات مع نظرائهم في سورية. وتأتي زيارة الفيصل إلى دمشق بعيد استقبال الرياض خلال اليومين الماضيين وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو ومشعل الذي أعلن من المملكة قرب التوصل إلى حل لملف المصالحة الفلسطينية. وشهدت العلاقات السورية السعودية عقب أعوام من التوتر تحسنا ملحوظا توج بزيارتين للرئيس الأسد إلى الرياض في آذار وأيلول الماضيين وزيارة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية تشرين أول الماضي.