قال الجيش السوداني انه سيطر على معقل رئيسي للمتمردين في دارفور وقتل 108 من المتمردين موجها ضربة قوية لمحادثات السلام المتعثرة بالفعل في دارفور بغرب السودان. ونفت حركة العدل والمساواة المتمردة التقرير قائلة انها انسحبت من منطقة جبل مون طواعية قبل أيام حتى لا يتعرض السكان لغارات وقصف من القوات الحكومية. لكنها قالت ان اشتباكات أخرى وقعت مؤخرا تظهر أن الحكومة السودانية اختارت العودة الى الحرب وأن فرص التوصل الى حل متفق عليه "بعيدة جدا" الان. وقالت الحركة قبل أسبوعين انها ستعلق محادثات السلام مع الحكومة متهمة اياها بخرق وقف اطلاق النار وعدم احترام اتفاق سلام مبدئي جرى توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير شباط. وحركة العدل والمساواة واحدة من جماعتي متمردين جملت السلاح ضد الحكومة السودانية في عام 2003 قائلة ان الخرطوم همشت سكان المنطقة وحرمتهم من التمويل. ويواجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي حشد المتشددين لسحق التمرد اتهامات امام المحكمة الجنائية الدولية بأنه كان العقل المدبر وراء جرائم حرب في المنطقة.
وصرح الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش لرويترز بأن معركة اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وحركة العدل والمساواة يوم الجمعة مضيفا أن نحو 108 من متمردي الحركة قتلوا كما جرى أسر نحو 61 متمردا على قيد الحياة. وقال ان جنودا من القوات الحكومة قتلوا أيضا في القتال لكن لم تتوفر لديه أرقام. وقالت حركة العدل والمساواة ان مقاتليها انسحبوا بالفعل الى مناطق مختلفة في ولايتي شمال وجنوب دارفور بالاضافة الى ولاية جنوب كردفان المجاورة. وقال الطاهر الفقي المسؤول الرفيع في حركة العدل والمساواة ان الحركة ما زالت مستعدة للعودة الى المحادثات اذا وافقت الخرطوم والوسطاء الدوليون على الرضوخ لقائمة من المسائل من بينها احترام وقف اطلاق النار السابق والاعتراف بالحركة كجهة تفاوض وحيدة عن المتمردين. لكنه قال انه لا يرى أي امكانية حقيقية للمفاوضات أو لتسوية سلمية لان الجانب الاخر لا يريدها. وأضاف أن السودان اختار الحرب على السلام وأن الحركة مستعدة لذلك. وتابع قائلا ان هذا واقع وهذه حالة حرب. وفي مؤشر اخر على الاضطرابات المتنامية قالت الشرطة السودانية ان ضباطها صدوا هجوما من حركة العدل والمساواة على قافلة تجارية بين بلدة الدعين ونيالا عاصمة جنوب دارفور. وقال المتحدث باسم الشرطة محمد عبد المجيد ان 27 من عناصر شرطة الاحتياطي المركزي في السودان كانوا يحرسون العربات و30 من اعضاء قوات حركة العدل والمساواة قتلوا. وقالت حركة العدل والمساواة لرويترز ان قواتها صادفت قوات الجيش السوداني التي تحرس قافلة عربات عسكرية وشاحنات ذخيرة وذكرت ان الجنود أطلقوا النار أولا. واتهمت السلطات السودانية حركة العدل والمساواة بمهاجمة قري في الشمال والجنوب في الاسابيع الاخيرة. وقالت مصادر دولية طلبت عدم الكشف عن هويتها ان حركة العدل والمساواة دمرت ابراج الهاتف المحمول مما ادى الى انقطاع الاتصالات بامتداد ممر في جنوب شرق البلاد نحو جنوب كردفان. ونفت الحركة هذه التقارير. ووقعت الحركة اتفاقا لوقف اطلاق النار واتفاق سلام مبدئيا مع الخرطوم خلال محادثات بوساطة حكومة تشاد المجاورة في فبراير شباط. وتجمع الرئيس التشادي ادريس ديبي روابط عرقية بقيادات العدل والمساواة. وتعثرت سريعا محادثات جرت لاحقا عندما رفضت حركة العدل والمساواة قرار الخرطوم ببدء محادثات منفصلة مع جماعة أخرى من المتمردين وقالت الحركة الاسبوع الماضي انها تعلق المحادثات احتجاجا على شن الحكومة غارات لقصف قواعدها. وقال أمين حسن عمر مفاوض السودان بشأن دارفور لوسائل الاعلام الحكومية انه سيسافر الى الدوحة يوم السبت للتحضير لمحادثات مع فصيل المتمردين الاخر قائلا ان الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تعد طرفا جادا في المفاوضات. وتتهم واشنطنالخرطوم بارتكاب ابادة جماعية اثناء الصراع المستمر منذ سبع سنوات قتل فيها 300 الف شخص وفقت لتقديرات الاممالمتحدة. وتقول الخرطوم ان عشرة الاف فقط هم الذين لقوا حتفهم.