تظاهر ملايين المحتجين على هامش أدائهم لصلاة الجمعة في واحدة من أضخم التجمعات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح منذ انطلاقة الثورة الشعبية على نظامه في فبراير الماضي. ففي العاصمة صنعاء احتشد قرابة مليوني شخص مشكلين عرضاً بشرياً غير مسبوق، امتد على نحو ثلاثة كيلومترات في شارع الستين أوسع شوارع العاصمة وذلك في ما أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة". وتظاهر عدد مماثل من المحتجين في مدينة تعز مطالبين بتنحي صالح عن الحكم دون شروط أوضمانات فيما احتشد مئات الآلاف في إب والحديدة وعدن والمكلا وذمار وحجة ومارب والبيضاء وشبوة والضالع. شملت الاحتجاجات 17 محافظة. وكان عشرات الالاف سيروا مظاهرة في مدينة صعدة، طافت شوارع المدينة مشددين على تنحي صالح دون تسويات. واستشهد فتى في الخامسة عشر بمحافظة حجة حين فتح جنود بنقطة عسكرية النار على مسيرة ريفية مناهضة للنظام الحاكم. ويدعى الشهيد عبدالحميد عبده حزيف. وخرج المواطنون بهذه الأعداد الكبيرة إثر خيبة أمل في الحل السياسي عقب إعلان المبادرة الخليجية بصيغتها النهائية مشتملة على مبادىء لا تلبي مطالب الثورة. وقضت المبادرة التي رحب بها نظام صالح على تسليم الأخير السلطة لنائبه خلال شهر مقابل ضمانات بعدم ملاحقته ورجال نظامه. وينبىء تسمية الجمعة ب"الفرصة الأخيرة" بتصعيد خلال الأيام المقبلة لحمل صالح على التنحي. الصورة لجانب من حشود المحتجين بصنعاء.