برشلونة يقترب من حسم صفقة راشفورد    تعميم من مكتب المحرمي يوجه بضبط مقطورات الوقود والغاز غير المرخصة لمنع تسرب المشتقات للسوق السوداء    121 شهيدًا ومصابون في قصف صهيوني على غزة اليوم    انتقالي بيحان ينظم ندوة سياسية توعوية لأعضاء القيادة المحلية بالمديرية    شحنات الموت الإيراني.. كيف تُبقي طهران اليمن رهينة للسلاح والدمار؟    الملتقى الإسلامي يُحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام    تواصل الأعمال الفنية في المرحلة النهائية من مشروع الطاقة الشمسية بشبوة    تدشين فتح طريق عقبة ثرة الرابط بين محافظتي البيضاء وأبين    الشرع يعلق حول أحداث السويداء عقب إعلان وقف إطلاق النار    حماس: موقف "مجموعة لاهاي" يمثل تعبيرًا حيًّا عن الضمير العالمي الحر    فرض عقوبات امريكية على ثلاث شركات نفطية تتعامل مع موانئ غرب اليمن    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج محمد صالح يحيى الصربي    لقاء يستعرض وضع المعالم التاريخية في المحافظات المحتلة وما تواجهه من عبث    استشهاد طفلة وإصابة شقيقها بقصف حوثي استهدف قرى سكينة غربي تعز    استياء عام تجاه إصرار قيادة المؤتمر الجامع على حصار حضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير عمل الهيئات التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظة أبين    رئيس الوزراء يشيد بجهود وزارة الصحة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية    سقوط جزء من السقف يُدخل الفنانة رزان مغربي غرفة العمليات    بعد ازمة خانقة .. السماح بدخول مياه الشرب إلى مدينة تعز    السنيني: نعوّل على روح اللاعبين والمباريات التجريبية مفتاح الجاهزية    التخطيط الحضري الغائب يحوّل مجاري السيول في مدينة إب إلى شِراك قاتلة    زائر يلتهم «الموزة المليونية» في المتحف    إقالة سفير الاخوان في ماليزيا والمطالبة بالتحقيق في مصادر أمواله وسجنه    مقارنة أسعار الصرف خلال يومين.. ارتفاع طفيف في عدن واستقرار في صنعاء    برشلونة يتخلى عن خطته للعودة إلى ملعب "كامب نو"    صندوق النظافة بساحل حضرموت يطلق نشاطاً توعوياً بمدينة المكلا    روسيا وأوكرانيا تتبادلان هجمات ليلية عنيفة بطائرات مسيّرة    أمطار رعدية واضطراب البحر خلال ال 24 ساعة المقبلة    إيران تحرز 3 ميداليات برونزية في بطولة المجر الدولية للمصارعة الحرة    مؤسسة الشهيد زيد مصلح تحتفي بتخرج دفعة من كوادرها في الإخراج التلفزيوني    مركز الملك سلمان يوقع اتفاقية تعاون مشترك لتعزيز العملية التعليمية بمحافظة لحج    فيما الدولار يقترب من 3000..قادة المرتزقة يتنافسون على المولات    فرع هيئة الأراضي في ذمار يستعيد أراضٍ وعقارات للدولة بقيمة 20 مليار ريال    إنزاجي يطلب بديل ميتروفيتش في هجوم الهلال السعودي    جاه الله ؛ لا تتخفّوا بمعاناة الناس!!    باحث أمريكي يطالب بطرد حزب الإصلاح من مجلس القيادة الرئاسي    ليفربول.. ضوء أخضر أمام رحيل دياز    هل فعلاً الإفطار أهم وجبة في اليوم؟    عدن .. سوق مفتوح للوجع والفاقة    الإسلاموية السياسية طائفية بالضرورة بغض النظر عن مذهبها    مشائخ ووجهاء مديرية برع بالحديدة يطالبون بضبط المعتدين على الطفل ضياء العامري وتقديمهم للعدالة    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على متهم بسرقة مركبات في خور مكسر    سريع يعلن عن عملية عسكرية في يافا المحتلة والجيش الاسرائيلي يتحدث عن اعتراض صاروخ    كهنة الجمهورية وأوهام الطهر    غزة من تحت الركام: مقاومة تُربك الحسابات وصمتٌ يفضح العالم    في معاشيق لن تجد مصحف بل آيات من سورة المنافقون    ثقافة المقهور وذاكرة القهر: لماذا لم يتحرر اليمن الأسفل من هذه الثقافة؟    اختصروا الطريق وأعلنوا إلحادكم    ريال مدريد يُحقق إيرادات تاريخية رغم غياب الألقاب    تغير المناخ وأثره على انقراض النمور ذات الأسنان السيفية    أهلي جدة يقتحم أزمة الريال وفينيسيوس بعرض قياسي    إلى الإنسان عمار المعلم..    السيد القائد يدعو لخروج مليوني غدا نصرة للشعب الفلسطيني    تعز .. إرتفاع حالات الاصابة بالامراض الوبائية وتسجيل حالات وفيات    اسباب وعلاج الذبحة الصدرية    خواطر سرية.. ( الشهداء يضعون الاختبار )    الفلفل الأسود بين الفوائد الغذائية والمحاذير الدوائية    فتاوى الذكاء الاصطناعي تهدد عرش رجال الدين في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية النفط كما يرويها فيلم الذهب الأسود
نشر في الاتجاه يوم 10 - 07 - 2012


الثلاثاء 10 يوليو 2012 10:01 مساءً
الاتجاه نت- باريس: «الشرق الأوسط»
إنها حكاية هذه البقعة من العالم التي نبع فيها النفط، ذات يوم، فلم تعد أرضا مقدسة فحسب، بل بؤرة استراتيجية دولية وواحة للرخاء والنعم الكثيرة. هذا ما يرويه فيلم «الذهب الأسود» الذي بدأ عرضه في فرنسا، هذا الأسبوع، مع ممثلين عالميين وبميزانية إنتاجية كبيرة شاركت فيها عدة دول، أبرزها قطر.
مخرج الفيلم هو الفرنسي جان جاك آنو، وقد أشرف على الإنتاج التونسي طارق بن عمار من خلال شركته السينمائية، خصوصا أن فكرة الفيلم كانت تدور في رأسه من سنوات طويلة بعد أن قرأ رواية للكاتب السويسري هانز روش، صدرت ترجمتها الفرنسية في ستينات القرن الماضي بعنوان «جنوب القلب»، تتناول بدايات ظهور النفط في بلاد العرب. أما الأدوار فقد توزعت ما بين ممثلين عرب وأجانب، وقام بدوري البطولة النجم الإسباني أنطونيو بانديراس والممثل الفرنسي الجزائري الأصل طاهر رحيم، مع آخرين بينهم البريطاني مارك سترونغ والهندية فريدا بنتو التي تقوم بدور الأميرة العربية ليلى. ونظرا لهذا الخليط فقد كان لا بد للإنجليزية من أن تكون لغة الفيلم. ورغم أن الأحداث تجري في شبه الجزيرة العربية خلال الثلاثينات من القرن الماضي فقد تم التصوير في البطاح التونسية، ما بين زوارة وتوزر، قبل انتقال فريق العمل إلى الدوحة لاستكمال مشاهد الصحراء والهضاب الرملية المطلة على الخليج. وحسب جهة الإنتاج فإن كلفة الفيلم بلغت 40 مليون يورو، وحشد للفيلم 300 حصان و500 جمل، كما نصب في مواقع التصوير في تونس 700 ديكور وتم تجهيز 8 آلاف قطعة ملابس، وبمشاركة حشود من 10 آلاف ممثل «كومبارس».

القصة المحورية للفيلم تدور حول علاقة تنافسية بين أميرين مفترضين، وما تتطور إليه الأمور عندما يصاب الأول بهزيمة فيتولى الثاني تربية أبنائه. ثم يكبر الأولاد ويبلغون سن الرشد وتنبع التساؤلات، لا سيما في رأس أصغرهم. لكن الأمير المتفتح يمضي نحو غايته في الحوار مع زعماء القبائل وتوطيد مبدأ التفاهم والمساواة. كل ذلك على خلفية الفترة الحرجة التي شهدت اكتشاف المعدن الثمين في الجزيرة. وحول هذه الحكاية يقدم لنا الفيلم جانبا من تاريخ المنطقة، في أجواء من التصوير البانورامي الباذخ للطبيعة والمعارك والمشاهد المؤثرة للحياة في تلك الفترة قبل قيام الحرب العالمية الثانية وانتصاف القرن العشرين. إنه فيلم محلي وعالمي في آن واحد وإنتاج يضاهي الأفلام الهوليوودية الضخمة لكي يقدم رؤية عربية وإسلامية يندر أن تتبناها السينما العالمية حين تتحدث عن العرب. ومن خلال المواجهة بين الشخصيتين الرئيسيتين ومع قصة حب لا بد منها للتخفيف من جهامة الأحداث، يعكس الفيلم في خطوط غير مرئية معركة المحافظين مع أنصار التطوير، وإشكالية الحفاظ على التقاليد المتوارثة في زمن صار الذهب الأسود فيه مصدرا للحداثة وللتعرف على العالم وعلى أحدث بدع التكنولوجيا.. زمن فرق التنقيب الأولى الآتية من بلاد بعيدة، مع وعود تبشر بالرفاهية وبالتعليم وبالعلاج المتطور. لكنه ليس فيلما تاريخيا استعراضيا فحسب، بل أراد له صانعوه أن يحمل رسالة إنسانية ذات مدلول معاصر عن أمة تجنح نحو السلم وتنفر من الحروب.

وعلى عادة الأفلام التاريخية السابقة التي شاركت دول عربية في إنتاجها، مثل «الرسالة» و«القادسية» و«عمر المختار»، فإن الميزانية التي رصدت ل«الذهب الأسود» تمثل أقصى ما يحلم به أي مخرج. وهنا يعترف جان جاك آنو، في حديث لصحيفة «الجورنال دو ديمانش» الباريسية، بأنه لم ينشد، مطلقا، السهولة والبساطة بل سعى إلى تصوير المشاهد كما كان يراها في مخيلته. ثم إن العمل في الصحراء يتطلب إجراءات مغايرة، لا بسبب حرارة الجو فحسب، بل لأن التنقل فوق الرمال يحتاج إلى تسوية مستمرة لمسح آثار الأقدام عنها، وكذلك آثار عجلات السيارات، عدا عن صعوبات تسجيل الصوت في أجواء مفتوحة على الرياح وضرورة الاستعانة بممثلين بدلاء لتأدية مشاهد المعارك وركوب الخيل والنوق. ويضيف آنو «عدا ذلك، كانت ظروف العمل نشيطة ومبهجة. ولو لم أكن أحلم فلا داعي للقيام بأي شيء، وكان رفاقي يصفونني في طفولتي بالولد الذي لا يخاف من أي مغامرة».

على مدى الأشهر التي سبقت التصوير، قرأ المخرج كثيرا من الكتب التي تتحدث عن تاريخ المنطقة وتمعن في لوحات الفنانين المستشرقين من أمثال ديلاكروا وأنغر وشاسيريو. لكن آنو قاوم إغراء التصوير الثلاثي الأبعاد والمشاهد المنجزة بالحيل الإلكترونية بهدف جعل الجمل الواحد يبدو وكأنه قافلة مؤلفة من مائة جمل. إنه لا يريد أن يزعج المشاهد بارتداء عوينات خاصة توجع الرأس بحيث تفسد متعة متابعة الفيلم. ولا شك أن المخرج يتحدث عن خبرة سابقة لأنه لجأ إلى تقنية الأبعاد الثلاثة في فيلمه «أجنحة الشجاعة» ويعرف حدود تلك التقنية.

طار جان جاك آنو إلى تونس، في الأسابيع الأخيرة من العام الماضي للعمل في الفيلم، ثم قامت الثورة ووجد نفسه شاهدا عليها، يقارن بين ما كان قد صوره من مشاهد عن هجوم أنصار بطل الفيلم على منطقة نفوذ خصمه المستبد، وبين ما يراه كان وسط العاصمة يغلي به من مظاهرات تطالب برحيل الديكتاتور. كانت السينما تتداخل مع الواقع رغم أن السيناريو مكتوب قبل سنتين من ذلك التاريخ. لكن تونس ليست المحطة العربية الأولى في تجارب المخرج الفرنسي، فهو يقول إنه اعتاد السفر إلى بلادنا منذ عشرين سنة وكان يشعر بأن العالم العربي بقعة يساء فهمها وتنسج حولها دعايات تنتقد إلى الأمانة. ويضيف: «إن أجمل لحظات حياتي هي تلك التي أمضيتها مع زوجتي وبناتي في اليمن. فقد اعتدت أن أذهب لزيارة الأهالي، وفي كل مرة كنت ألقى الترحيب والأذرع المفتوحة وأتأثر لكرم الناس هناك. ومع هذا فقد كنت أشعر بأن هناك الكثير من الهواء المحتبس في طنجرة الضغط». أما في تونس، فقد كان على المخرج أن يطوع مواعيد التصوير مع ساعات حظر التجول. لكن ذلك لم يربك فريق العمل الذي ضم في صفوفه غالبية من التوانسة. كل ما هناك أنهم كانوا يهاتفون بيوتهم، عدة مرات في اليوم، للاطمئنان على العائلات والأطفال. إن العرض الأول ل«الذهب الأسود» جرى أمام الصحافة في تونس، البلد الذي احتضن الفيلم وساهم في خروجه إلى النور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.