في الوقت الذي دفعت قوى قبلية باليمن وحزب الإصلاح والمستفيدين من وهن حكومة الوفاق، بعدد من شباب الثورة المحسوبين عليها لتسليم محمد سالم باسندوة درع النضال.. كانت الأخبار طافحة بجمهورية مصر؛ حيث قضت محكمة مصرية بسجن الداعية السلفي، الشيخ عبد الله بدر، لمدة سنة، وتغريمه مبلغ 20 ألف جنيه، بعد إدانته بتهمة "سب وقذف" الممثلة إلهام شاهين، خلال برنامجه الذي يقدمه على إحدى القنوات الدينية، في قضية أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري.. وهنا يكمن الفرق بين النخب اليمنية الميتة ونظيراتها المصرية الحية في كل شيء وليس في قضية الفنانة شاهين فحسب، حيث لم يتحقق أي هدف من أهداف الثورة السلمية باليمن وحتى إزاحة علي عبدالله صالح من السلطة كما يدعون ليس إلا هراء لان الرجل لازال يملك نفوذاً قوياً في العملية السياسية ويقود أحزاب المشترك بحسب تقرير المبعوث الأممي جمال بن عمر الأخير لمجلس الأمن؛ حيث لازال صالح يملك نصف الحكومة والأكثر حظاً في نسب التمثيل بالحوار وما زال يسيطر على مؤسسات الجيش والأمن علاوة على النفوذ القبلي والحزبي في اليمن. واستغرب مراقبون سياسيون من قضية إساءة باسندوة للشعب اليمني وشتمه لشباب الثورة في مؤتمر حقوق الإنسان دون أن تحرك الأحزاب التي التفت على ثورة التغيير ساكنا إزاء قضية أثارت جدلاً واسعاً، بعد إن أقدم رئيس حكومة المبادرة الخليجية بوصف الشباب بالبلاطجة والمرتزقة والعملاء واتهمهم ببيع الثورة وتقاضي أموالا من الرئيس السابق بالإضافة إلى ألفاظ بذيئة لا تليق بمقامه في سابقة لم يسبق أن شهدتها اليمن في حكوماتها المتعاقبة كلها. واعتبر المراقبون من يقف في صف حكومة الوفاق بعد الفشل الذريع الذي منيت به اقتصاديا وتنمويا وسياسيا وامنيا وعلى كافة الأصعدة، سواء كان فردا أو حزبا أو منظمة أو جماعة فإنها تعتبر مشكوك بوطنيتها، خاصة في ظل أوضاع كهذه تستدعي التقييم وعدم التهاون مع المتهاونين والفاسدين الذين يمنحون المقربين منهم امتيازات ومناصب ولم يوضحوا للشعب أسباب الإخفاقات المتتالية والغير مبررة. ودشنت حكومة محمد سالم باسندوة انتهاكات حقوق الثائر الإنسان في مؤتمر كان ينتظر منه الخروج بنتائج وتوصيات تنتصر للثورة وتضع حدا للانتهاكات. وياتي انفعال باسندوة شامتا بالثورة والثوار بعد ترديد المحتجين على تهميشهم في مؤتمر حقوق الانسان "الشعب يريد اسقاط النظام" ورفضهم ترديد شعار باسندوة المختزل ب"الشعب يريد إسقاط علي عبدالله صالح"، ولا ندري كيف صار شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" خطيئة منبوذة لدى باسندوة وأمثاله من المندسين على الثورة... رغم أنه الشعار الذي امتطى باسندوة بفضله كرسي الحكومة، وهو الرجل الذي استخدم دموعه في مشهد أراده مكسبا لتحصين القتلة، ليتنكر اليوم للثورة السلمية بطريقة مهينة لا تليق بمقامه ومنصبه واللقب الذي يسبق اسمه.