الديمقراطية في كل الدول الاجنبية وبكل انحاء الارض واسقاعها بما فيها الكيان الاسرائيلي المحتل لأراضينا والأقرب الي مصر المحروسة , تقوم على مبدأ الغلبة للأكثرية وحقها بتشكيل الحكومة لتنفذ برنامجها الانتخابي الذي فازت به بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة ,, ورغم ان هذا هو المبدأ الاساسي , الا ان الرئيس مرسي و حزبه حزب الحرية والعدالة لم يقوما بتطبيقه في الواقع , وكل ما كان معهما من الحكومة هو ستة وزراء وستة محافظين فقط , بالإضافة الي ان معظم الاجهزة الامنية والمخابرات والإعلام والقضاء واقعة خارج سيطرة الحزب المتهم بالاستيلاء على الدولة و " اخونتها " لصالحه ,,, الانقلاب العسكري الذي قام الجيش المصري وعزل به الرئيس مرسي عن رئاسة الجمهورية , وعطل به الدستور , وادخل البلد في مرحلة انتقالية جديدة , وكلف رئيس المحكمة الدستورية بتولى رئاسة الجمهورية واعطائه سلطة اصدار الاعلانات الدستورية حتى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية , وترافق ذلك مع الهجوم على القنوات الاسلامية الخاصة بجماعة الاخوان اوالموالية لها , وإغلاقها واعتقال موظفيها , ومحاصرة الميادين المؤيدة للرئيس بالدبابات والكتائب , وترك بعضها الاخر نهبة للقتل واعتداءات البلاطجة , ووضع الرئيس مرسي رهن التحفظ في وزارة الدفاع , واعتقال رئيس حزب الحرية والعدالة , ونائبه , و قيادات حركة الاخوان المسلمين , كل ذلك لم يكن الا انقلابا على الشرعية وعلى الثورة وانتصارا لديمقراطية " الارجل والحملات " التي سعت اليها المعارضة وحركة تمرد وفلول النظام السابق ,,, وباركتها السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ,,, والديمقراطية هذه , هي ديمقراطية " التفصيل حسب مقاس المصلحة " , تقوم على مبادئ الغاب والشوارعية والفهلوة والصبينة والبلطجة , لكل من تجمع لتمرير مصالح معينة لقوى داخلية وخارجية , وتهدف الي الغاء ديمقراطية الصندوق الذي يمثل ارادة الامة الدستورية والقانونية , والانحياز الي الاقلية والضرب عرض الحائط بإرادة الاكثرية , والقتل لثورة يناير ومبادئها وإحياء للثورة المضادة للفلول باطماعها ومؤامراتها , وتقديم للفوضى وتأخير للنظام وترحيب ببيادات العسكر وإدارة للظهر عن الحقوق والحريات المكفولة بالدستور والمنظمة بالقانون ,, , ومن غرائب ديمقراطية التفصيل هذه , انها ارادت ان تذهب السلطة المدنية التي جاءت بها الثورة , اعادة سلطة العسكر التي لها اكثر من 30 سنة والتي اطاح بها الرئيس المدني حين عزل المشير طنطاوي , ولياتي بعدها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ليعزل الرئيس مرسي وينقلب عليه وهو من عينه , وتحت مبرر الاستجابة لثورة قامت على حملة توقيعات ومظاهرات لقلب نظام حكم شرعي لم يتجاوز السنة ,,,,,,, وحقيقة بمتابعة ردود الافعال على الانقلاب العسكري اتضح انه لا توجد قيمة للديمقراطية ولا هيبة واحترام لصندوق عند الغرب المراوغ الكذاب , وانما الموجود هو فقط زيف وغش وخداع ودجل يمارس على الامة الاسلامية وبخاصة على دول الربيع العربي ومنها مصر , الدولة الاثقل وزنا بشعبها وتاريخها وتراثها وثقافتها وحضارتها وموقعها وثرواتها وقدراتها ,,,, لقد كان الموقف الامريكي والفرنسي وغيرهما من المواقف الداعمة للانقلاب والمرحبة به , اكبر دليل على ان الدول العظمى تؤمن بالديمقراطية لشعوبها فقط , بينما تكفر بها خارج حدودها , ولا تمتنع ان تصدر لنا ديمقراطية حسب مقاس مصالحها ورغباتها المرتبطة بحماية امن اسرائيل اولا واخرا , هذا الامن الذي اقلقه وكسر شوكته دخول قوات الجيش المصري لاول مرة الي سيناء بعد اكثر من 35 سنة , وكسر مرسي للحصار المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من عشرة سنوات , وفتحه لمعبر رفح المغلق منذ عهد المخلوع مبارك , وغيرها من الامور التي اقضت مضجع اسرائيل ومضجع حراسها ,, ,, اما الموقف السعودي الذي تمرغ بالعار , بمسارعته لفضح تآمره بمباركته للرئيس المعين من قبل العسكر بمجرد صدور البيان وحتى قبل ان يقسم اليمين الدستورية , فهو عين الخذلان والحقد على الشعوب التي تريد التحرر من التبعية ,,,, الديمقراطية حسب التفصيل ( ديمقراطية الارجل والحملات ) , جعلت العسكر يغضوا الطرف عن ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وكل ميادين الجمهورية المؤيدة للرئيس مرسي , ويصموا الاذان عن القتلى الذين سقطوا على ايدي بلاطجة الفلول ,وعن كل الاعتداءات التي وقعت على الاخوان المسلمين وأنصارهم ومؤيدي الشرعية من كل التيارات والاتجاهات , والتفتوا فقط لميدان التحرير ,, لاعتقادهم ان هذا الميدان هو من يسقط رئيس ويرفع رئيس ,,, لن تنصر ديمقراطية هؤلاء ,,, لن ينتصر انقلاب الخزي والذل ,, وسينتصر الرئيس مرسي وكل الاحرار الذين يرفضون سرقة ثورتهم من قبل الفلول ومعهم الثوار العشاق للكرسي , ولن يسمحوا بعودة العسكر او بذهاب دولتهم المدنية ونظامها الجديد , ولن يقبلوا بمصادرة ارادتهم او بتقويض دستورهم ومؤسساتهم العامة والمدنية , وعليهم الدفاع عن ثورتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات , بما فيها السعي لاحتلال ميدان التحرير حتى يطهر من اعداء الثورة وحمقى الثوار وأشباه الرجال الذين لا يقدمون للرئيس مرسي الا مزيدا من القوة والزخم والانتصار ,,,,