حق دستوري مكفول لجميع الاحزاب السياسية أن تتنافس بالطريقة التي تضمن لها فرص الفوز ،ولكن منذ متى صارت المنظمات الأجنبية مرجعيات للاحزاب الوطنية!؟ وهل لمن يدعو لسيادة القانون واصلاح القضاء حق في افساد القيم الوطنية وتحكيم الأجنبي في شئون بلاده الداخلية!؟ هذا السؤال أضعه على طاولة كل من يدعي أنه مواطن يمني ،أوحزب وطني يمني.. وماكنت لأطرحه لولا سبقتني إليه الدكتورة/روبن مدريد مديرة المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي التي قالت باستغراب ودهشة «لانفهم لماذا قررت احزاب اللقاء المشترك ارسال شكاويها إلينا وليس إلى اللجنة العليا للانتخابات! لا أدري إن كان بوسع قادة احزاب اللقاء المشترك الرد على تساؤل السيدة «مدريد» والافصاح عن الأسباب والدوافع الوطنية «النبيلة» التي تدفع قوى وطنية إلى الارتماء بأحضان قوى أجنبية هم يعرفون جيداً مواقفها «الانسانية المشرفة» في أفغانستان ،والعراق ،وفلسطين ،وازاء الشيخ محمد المؤيد ،ورفيقه محمد زايد ،وازاء فضيلة الشيخ/عبدالمجيد الزنداني ،والشيخ حمود الذارحي ،والشيخ عبدالله صعتر وجميعهم قياديون في أحد أكبر احزاب اللقاء المشترك ، ومازالت القائمة الأمريكية متخمة بالاسماء التي تضع ألف علامة استفهام ،وألف علامة تعجب أمام تقارير اللقاء المشترك التي يشتكون بها خروقات الحزب الحاكم لدى هذا الطرف الذي أعجبتهم عدالته ،وانصافه ،وحبه للعالم الاسلامي!!ومع هذا فإن من السخرية بمكان أن يتحدث البعض اليوم باسم الوطن ،ويذرف الدموع على كل حجر فيه ،ثم يطلب منديلاً أمريكياً لمسح عينيه ،وربما سجادة أىضاً للصلاة «باسم الأب والابن وروح القدس» عسى أن يهديه ذلك لطريق فوز بمقعد أواثنين في المجالس المحلية فوق استحقاقه الطبيعي الذي كان من السهل الفوز به لو أخلص أحدنا نية الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآل محمد..!الأمريكيون رفضوا تقارير احزاب اللقاء المشترك السرية بحسب رسالة ال«ان دي آي» و«ايفيس» الأمريكيتين الموجهة للجنة العليا للانتخابات ،والتي نشرتها عدد من وسائل الاعلام يوم أمس السبت.. والفضيحة الأكبر أن هاتين المنظمتين ارسلتا تلك التقارير إلى اللجنة العليا نفسها التي تجاهلتها احزاب المعارضة اليمنية وجعلت مرجعيتها الانتخابية الدستورية منظمات أجنبية.. فياترى هل سيبقى البعض مصراً على أن ممارساته هذه هي تترجم احتراماً للدستور ،والقوانين واخلاصاً للمبادئ والثوابت الوطنية ،واهداف الثورة اليمنية التي دعت إلى ترسيخ السيادة الوطنية والتخلص من الاستعمار بمختلف اشكاله ،أم أن الولاياتالمتحدة في نظرهم لم تعد استعماراً باعتبارها «حررت العراق» من نظام صدام واشاعت فيه الأمن والسلام والديمقراطية التي تحتفي بها شوارع عاصمة الرشيد بغداد بالسيارات المفخخة وقطع الأعناق ،واختطاف تلاميذ المدارس وبالأحزمة الناسفة التي يفجرها أصحابها في المساجد والمدارس والاسواق!؟من كان يعتقد أن الأمريكيين كشفوا هذه التقارير السرية التي كانت احزاب اللقاء المشترك تزودهم بها كنوع من الاخلاص للديمقراطية والاحترام للقوانين اليمنية فهو خاطئ تماماً ،لأن مثل هذه الرسائل ستتواصل بشكل اسبوعي تارة ضد اللقاء المشترك وتارة أخرى تستهدف الحزب الحاكم ،وثالثة ستطول اللجنة العليا للانتخابات ، وإنني اراهن على أن هذا ماستشهده الأيام القادمة.. وهو أيضاً ماأود التحذير من الانجرار وراءه ،وتمنية النفوس به ،فالهدف الوحدة الوطنية اليمنية ،والأمن والاستقرار باليمن الذي يجب على الجميع العض علىه بالنواجذ وتحكيم العقل ومنطق الحوار قبل أي عاطفة ،أوانفعال قد يهدد مستقبل الوطن وابنائه ويحول اليمن إلى ساحة تصفية حسابات دولية على غرار التجربة العراقية.ليس من حق أحد المتاجرة بالثوابت الوطنية وليس من حق أحد انتهاك الدستور ، فتلك جميعاً حقوق وطنية عامة وليس ملكاً مشاعاً للمساومات والمقامرات ، وهي وحدها الوصية على الوطن والكفيلة بضمان مستقبل اجياله.. كل مانتمناه أن تحفظ القوى السياسية اليمنية دروس التجربة مع المنظمتين الأمريكيتين وأن تتأكد وتثق بأن لاشيء احرص على الوطن من أبنائه!.