المشهد الفلسطيني يؤكد أن هناك «حاجة غلط» في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية .. بالتحديد بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين الحركات الإسلامية «حماس الجهاد»بالذات.. والدليل ما برز على السطح بعد أن أعطت الانتخابات التشريعية حماس «الأغلبية التشريعية» وبالتالي الحق في تشكيل حكومة السلطة الفلسطينية دون منافس. «حماس» أحست بعد النجاح انها غير مقبولة من الكيان الصهيوني والغرب والولاياتالمتحدة لتشكل «حكومة بمفردها» أرادت الخروج من المأزق فلوحت إلى تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها بقية الفصائل الفسطينية علها تقنع الغرب الأوروبي والأمريكي، ويعود عن قراره ايقاف المساعدات للسلطة الفلسطينية الا بشروط أهمها: 1 الاعتراف بالكيان الصهيوني. 2 القبول بكل ماتم الاتفاق عليه سابقاً مع العدو الصهيوني. 3 حل أجنحتها وفصائلها العسكرية ، والتخلي عن المقاومة. هذه نفس الشروط التي طرحتها منظمة التحرير على حماس للقبول بالمشاركة في حكومة تشكلها حماس.. كما ان منظمة التحرير.. نوهت بعد بيان الحكومة إلى أنه كان خالياً من أي اشارة، أو ذكر ل«الممثل الوحيد الشرعي للشعب الفلسطيني» أي إلى الاعتراف بمنظمة التحرير ك«ممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني» وهو القرار الذي اتخذ حين توحدت الحركات الفلسطينية المسلحة في منظمة واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية وأعلنت كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .. طبعاً هذا كان قبل ظهور الحركات الجهادية الدينية «الجهاد، حماس وغيرها».وضرب حصار على السلطة الفلسطينية «مالياً وتجارياً وسياسياً» وبدأت التراشقات بين منظمة التحرير وحماس ، وبدأ التعارض بين المؤسسة الرئاسية وحكومة حماس.. بإلغاء محمود عباس رئيس السلطة القرارات وتعيينات اتخذتها الحكومة.. وتطورت المواجهة بين الأنصار «فتح وحماس» وبالسلاح في الأيام الأخيرة لتنذر بفتنة لن تعصف سوى بالشعب الفلسطيني وتضيع حقوقه .. الأمر الذي يستدعي من الجميع ضبط النفس واللجوء إلى الحوار حول طاولة عليها خريطة فلسطين وأوراق القضية العربية الفلسطينية، والتنسيق بين كل الفصائل على الكيفية التي يمكن أن تتجاوز بهم الفتنة، وتحافظ على الخيار الفلسطيني ممثلاً في الحكومة .. والحفاظ على الوضع الحالي كماهو حتى تنقضي هذه الفترة الدستورية .. فحماس لا شك أنها قد حازت على ثقة الشعب الذي أراد باختياره هذا ان يبعث رسالة إلى الكيان الصهيوني وكذا الولاياتالمتحدة والغرب.. مفادها ان تطرفهم وتعصبهم سيواجه بتطرف وتعصب فلسطيني أيضاً.. وقد جاء الخيار الفلسطيني هذا في ظل ظروف فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية غير مواتية .. فالعالم كله مشغول في كيفية الخروج من الفوضى الدولية واعادة ترتيب نفسه من جديد وفقاً للمصالح الوطنية والاقليمية والقومية العالمية، ووفق نظام أممي يرضي الجميع في ظل توازن دولي جديد.