الإثنين , 29 مايو 2006 م فليخبرنا المزايدون.. من ذا الذي استعاد وحدته بغير استفتاء.. وصنع ديمقراطية بغير تظاهرات شعبية ترغمه عليها كارهاً.. وأطلق أبواب الصحافة للحريات ولم تزل سجونه بغير صحافي معتقل!؟ وليخبرنا الجاحدون.. مَنْ مثل اليمن، كل العالم يشهد لفقرها، وشحة مواردها لكنها ما انفكت تقود قطار التنمية إلى كل قرية وبادية، ولا يكاد المرء يسلك شارعاً فيها إلا ومشروع حكومي يطل بعنقه أمامه ليقول أن الدولة تبني الحياة هاهنا! وإن المدارس، والمراكز الصحية والخدمية هاهنا.. وأن اليمن الحديث ينبعث على كل رصيف، وسفح جبل، وبطن وادي، وعلى وجه ومظهر كل طفل وامرأة وشاب.. وأنك ليس أمامك غير أن تحمد الله على فضله فقد أملى على كل طالب مزيد قوله: «لئن شكرتم لأزيدنكم». ليحدثنا اليوم أولئك الشاكون.. من غير اليمن أمسى قبلة كل خائف، يلوذ بنفسه وأهله بحثاً عن الأمن والسلام بعد أن التهمت الفتن والحروب أوطانهم.. بينما وحدها هي اليمن من أخمدت كم من النيران والفتن الدامية، وخففت منابع التطرف والإرهاب في أحلك حقب التاريخ البشري، وأخطرها، وأشدها تأزماً وتوتراً، وصراعاً، وأوسعها ذلاً ومهانة لمن فرط بمبادئه، واستهان بإرادة شعبه!فليقارنوا بما رحبت الأرض من أنظمة، وليقولوا للناس من مثل اليمن بعفوها عن أبنائها بعدما يتورطون بالخطأ، أو يضلون سواء السبيل.. وبمثل قيادة اليمن بسعة الصدر، اذ تفتح قلبها حتى لاشد المعارضين لها ممن يطمعون بالسلطة، ويفترون، ويبثون الشائعات، ويبيحون بكل خصوصيات الوطن لاعدائه، لكنهم في النهاية يجدون لهم محلاً من الحوار، وقبول الرأي الآخر، ونفساً طويلاً سمحاً لايشوبه القنوط من لحظة عودة إلى الصواب، وهداية إلى الفضيلة!ألا ليت هؤلاء يجرؤون على المقارنة، فيخبروننا من ذا الذي لا يكل ولا يمل من الترحال بين المدن مثل رئىس اليمن، ليتفقد احتياجات شعبه بنفسه، ويوجه المسئولين الحكوميين لخدمة مواطنيهم، وليعزز في نفوسهم التفاني في العمل، والاخلاص للوطن، وصلاح النفوس والثقة بالارادة الشعبية.. ويلتقي الخطباء، والنساء، والشباب، ويعظ كلاً منهم في شأنه ومسئولياته.. ولا يغادر مدينة إلا وقد كلل أهلها بالمشاريع التنموية التي سألوه إياها، وأخرى مما لم ترد إلى رؤوسهم، كما لو أنه أب يرعى أبناءه بدفء الحنان!لا أدري حقاً إن كان في عالمنا بلد بمثل اليمن في اعتزازها بعروبتها، وانتمائها لوجدان أمتها العربية والإسلامية، وفي تعاطفها مع الإنسانية، ودعمها بالغالي والنفيس لقضايا أبناء الأمة كلما جار على أحدهم الزمن، وألّمت به النوائب والنكبات.. ورغم أنها البلد الأفقر الذي نعرفه، ويعرفه العالم لكنها ظلت البلد الأكثر جوداً وكرماً، وإحساساً بالمعاناة الإنسانية.شيء رائع أن يعيش الإنسان يمانيته بكل دقائقها لأنها الحال المشرف.. والمطبوع في ذاكرة العالم كنموذج للصبر، والتحدي، والاصالة، والارادة التي تقهر أشد الصعاب، وتكتب للاجيال ملاحم إنجاز، وبناء، وقهر لكل مايراه الآخرون مستحيلاً، كما هو الشأن مع إعادة تحقيق الوحدة التي راهن عليها كثيرون، واعتبروها مستحيلاً، وحتى بعد أن تم الاعلان عنها كان هناك مراهنون على أنها لن تدوم لأكثر من ستة اشهر.. وهانحن في ذكراها السادسة عشرة نحتفي بخيرها الفياض بمئات المشاريع التنموية الجديدة التي يطرز بها زعيمها الرئىس علي عبدالله صالح ربوع الوطن اليمني من اقصاه إلى اقصاه.. فيما تحفه جموع اليمنيين الغفيرة من كل صوب اينما حل به الترحال في رسالة عفوية صريحة تؤكد لكل المزايدين، والجاحدين، والشاكين، والطامعين بأن هذا الرجل هو خيار الشعب اليمني لبناء غد أجياله، سواء اقترعتم أم قاطعتم.. فسيروا بمواكبكم أنى شئتم من ربوع اليمن، وبالطريقة التي ارتأيتم، واثبتوا لنا أن الجماهير ستحلق حولكم، وتحفكم من كل صوب.. ويومها سنشهد أن لازعماء إلا أنتم!