ثلاثة وعشرون يوماً انقضت، وما زالت المقاومة اللبنانية مجسدة في حزب الله صامدة صمود جبال لبنان في وجه أعتى وأسوأ احتلال في العالم المعاصر، و هو العدو الصهيوني. ثلاثة وعشرون يوماً وقوات دويلة الكيان الصهيوني تقذف بحممها جواً، وبراً، وبحراً دون تمييز، حاصدة الأخضر واليابس، مهلكة الضرع والزرع هادفة تركيع وهزيمة المقاومة اللبنانية. ثلاثة وعشرون يوماً ثقيلة ذهبت لم تستطع هذه القوة الهائلة خلالها أن تحقق أي هدف من الأهداف التي أعلنتها آنفاً ووعدت مواطنيها بها لاحقاً. الصواريخ لم تتوقف والقوات لم تحتل مناطق حماية آمنة لحدودها، ولم يُهزم حزب الله ولم يُقتل أمينه العام، بل حدث العكس تماماً. المقاومة على ما هي عليه من بأس وقوة ورماية وصمود، ظهر ذلك في المواجهات الضارية الطاحنة على النقاط والمواقع الحدودية بكل مسمياتها، وفي الكم الهائل للصواريخ التي انطلقت والمسافة المكانية التي وصلتها، هذا أولاً. وثانياً حديث سماحة السيد حسن نصر الله المتلفز في اليوم الثالث و العشرين، والنقاط التي أكدها واتكأ عليها سواء على الصعيد العسكري الميداني، أو المستوى السياسي، كونه يعد الخطر الأكبر الذي يواجه لبنان بعد هذا الصمود الأسطوري.. محذراً من الوقوع في هذه المصيدة التي تنصبها الإدارة الأمريكية لإنقاذ وحماية ربيبتها "إسرائيل". - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين