الأحد , 3 سبتمبر 2006 م - التسابق المحموم لكسب ثقة الناخب من قبل المرشحين للانتخابات القادمة من أبرز المحطات الانتخابية، بيد أن هذا التسابق لا بد وأن تحكمه ضوابط من شأنها تفعيل وتيرة المشاركة الشعبية الواسعة في هذه الاستحقاقات، ومنها ما يتعلق بالواقعية والموضوعية في أطروحات المرشحين وبرامجهم الانتخابية للبناء الوطني الشامل. إن المواطن هو المرجعية وهو صاحب القرار في منح ثقته لأي برنامج انتخابي أو مرشح، ولذلك فإن أهمية التعامل معه تتساوى في ميزان الحملات الانتخابية، وهي الفيصل في اتخاذ هذا القرار سلباً أو إيجاباً. ومن هنا تكمن أهمية التفكير ملياً في التعامل مع الناخب لكسب ثقته من حيث طبيعة ونوعية البرامج الانتخابية للمرشحين، بعيداً عن تلك الحملات التي تفسد ذوق الناس وتثير البغضاء والمشاحنات وتترك جراحاً في النفوس. إذ ينبغي أن تتضمن تلك الحملات الانتخابية ما يوحد الصف ويقضي على الفرقة ويدعو إلى التفاؤل بالمستقبل في ضوء هذا المناخ الديمقراطي التعددي، الذي لا بد وأن يكون عامل بناء وتطوير وتقدم، وليس معولاً للهدم أو أداة لإثارة الضغائن والأحقاد بين المواطنين، وهو ما لا يدركه البعض وهم يتجاوزون ضوابط الحملات الانتخابية في تسفيه الآخرين واحتقار أعمالهم. من الضروري أن يكون أيضاً ثمة اتفاق أخلاقي بين جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية لإدارة الانتخابات في أجواء تسودها الحربة والشفافية، ولكن في ضوابط تصون التجربة وتعمل على تطويرها وتجنبها مخاطر الانزلاق إلى أعمال تتناقض مع روح الديمقراطية.