الأربعاء , 13 سبتمبر 2006 م - تأسيساً على الفترة المنصرمة من العملية الانتخابية المتمثلة في مرحلة الدعاية الانتخابية، فإن التجربة تشكل إضافة إلى توسيع مناخ الحرية القائمة على حق كل مرشح التعبير عن أفكاره وبرامجه ورؤاه بالحرية المطلقة التي تقع أحياناً في خانة الاستعداء والخروج عن ثوابت وقواعد قانون الدعاية الانتخابية. وهذه المساحة الواسعة من حرية المرشحين في التعبير عن برامجهم وبما تكفله وسائل الإعلام الرسمية من تغطية كاملة ومتساوية قد نقل الاهتمام بتجربة الانتخابات من إطارها المحلي إلى أفقها الخارجي، مما أتاح أمام الرأي العام الخارجي فرصة متابعة أدق تفاصيل الاستحقاقات الانتخابية، ومعبراً في نفس الوقت عن إعجابه بهذه التجربة التي تكاد تكون فريدة في المنطقة من خلال التنافس الحقيقي لكسب ثقة الناخب وصولاً إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. بمعنى آخر إن هذه الانتخابات ليست ديكوراً أو إطاراً مسرحياً، بل هي تجربة حقيقية تعكس التطور الديمقراطي الذي يشهده النظام السياسي منذ إعادة تحقيق الوطن عام 1990م. وتأسيساً على هذه المعطيات فإن الضرورة تقتضي هنا التذكير مجدداً بأهمية المشاركة الشعبية الواسعة يوم الاقتراع، وبأن يتحلى خطاب المرشحين بالانضباطية والواقعية والموضوعية لكسب ثقة الناخبين، وألا يتحول إلى خطاب لإثارة الضغاين واحتقار الآخر أو التجني على حقائق المكتسبات على الأرض