في خضم الزخم الديمقراطي الكبير الذي تشهده بلادنا هذه الأيام، ها نحن نخطوا خطوات واثقة وعلى وشك أن نصل إلى بوابة العشرين من سبتمبر أيلول القادم لندلف إلى مقصورة اليمن الجديد بين العزة والكرامة والرخاء إن شاء الله.. وكلنا أمل بعيش أسعد وأمل أرغد ومستقبل أفضل، ويحق لنا أن نفخر ونفاخر العالم بتجربتنا الديمقراطية الوليدة التي أبهرت العالم وأعطت لليمن موقعه المرموق في المنطقة، كونها السباقة في هذا المجال والذي من خلاله أثبتنا لكل سكان المعمورة أننا شعب متحضر يحكم نفسه بنفسه من خلال الصندوق، فالشعب هو الحكم والفيصل بيننا فعهد الانقلابات ولى وإلى غير رجعة. وبغض النظر عن الموعد والكيفية التي ستجرى بها الانتخابات الرئاسية والمحلية وما سينبثق عنها من نتائج فإننا نحب أن نتطرق إلى أمور ومواضيع نعتقد أنها هامة أو لا تقل أهمية عن الحدث الديمقراطي الانتخابي والتي من خلالها سنزيل اللبس والغموض الذي في أنفسنا فتتضح الصورة أمامنا واضحة المعالم فيتبادر إلى الذهن الصفات التي يجب أن يتحلى بها من نعقد عليه آمال الغد قبل أن نقرر الاختيار لمن سيقود السفينة، وبعيداً عن الشعارات والمشاحنات والمهرجانات التي يسير بها المعترك الانتخابي التنافسي الذي يجب أن يكون منسجماً ومتناسقاً مع متطلبات المرحلة وطبيعتها، وأن تعالج البرامج الواقع المعيشي للسواد الأعظم من أبناء هذا الشعب. ويقع على كل مرشح واجب ديني ووطني يحتم عليه بالمسئولية القيام به متحزباً كان أو مستقلاً وأن يفي بما يعد به ويقطعه على نفسه من التزامات تجاه ناخبيه، وأن يعي ويقدر المسئولية الملقاة على عاتقه وأن يدعو في برنامجه لما يستطيع تنفيذه عند الفوز، بما يلبي طموحات الشعب على الواقع المعاش وألا يقع ضحية الشعارات الزائفة والقفز على الواقع وكيل التهم للآخرين، وأن يحاكي الواقع ولا يسرف أو يبالغ في وعوده الانتخابية حتى لا يجعل الناخب يشك في مصداقيته وقدرته على الوفاء بالتزاماته ووعوده الانتخابية.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه وما نزرعه اليوم نحصده غداً.. وكان الله في عون كل من يعمل لأجل اليمن وازدهاره وكرامته.