تتجلى الديمقراطية في أروع صورها وأجمل اشكالها وأبهى ممارساتها وممايزيدها صدقا احتدام المعركة الانتخابية، وتحمس واندفاع الجماهير لتأجيج المواجهات بين المرشحين من خلال التصعيد في حملاتهم الدعائية.. سواء كانت مهرجانات جماهيرية خطابية، أم كانت مطبوعات وملصقات، وأشرطة كاست، أو نشرات وصحفاً، وماإلى ذلك من وسائل واساليب الحملات الدعائية.. المهم أن المنافسة هذه المرة شديدة، والتنافس صادق، وتصاعد الحملات الاعلامية يتصاعد تدريجياً، وستصل إلى الذروة خلال الأيام القليلة القادمة. الملاحظ ان الرقابة الخارجية تتابع عن كثب سير العملية الانتخابية وتدرك ان التنافس هذه المرة حاد، وقوي، وذلك من خلال ماتراه وتسمعه عبر وسائل الاعلام، أو عن طريق المراقبين، والصحافيين الاجانب الذين يرافقون مرشحي الرئاسة في مهرجاناتهم في المحافظات، والجميع يقر بسلامة سير العملية الانتخابية، وجدية التنافس، ومدى التفاعل اللافت وزيادة الاصدارات الصحافية حتى وصلت بعض الصحف الحزبية الاسبوعية إلى أن تصدر بشكل يومي، أو كل يومين ليظل على صلة مع الشارع العام، وسعياً للتأثير عليه لصالح مرشحها.. وخاصة بين صفوف المستقلين والمستقلات.. بل والتأثير حتى على كوادر احزاب المرشحين لشق صفوفهم وتحييدهم، أو لكسبهم إلى صف هذا المرشح، أو ذاك.. ويخرج من هذه اللعبة المرشحون المستقلون كونهم لايجدون صحافة تدعمهم، ولا احزاباً تقف وراءهم تسندهم، وتدعمهم في حملاتهم الانتخابية.. ولذا هم الأضعف في هذه المعركة الانتخابية الرئاسية التي ترتفع حرارتها كلما اقتربنا من يوم ال «20» من سبتمبر يوم الاقتراع على الرئاسة، والمجالس المحلية. إذن، وبعد ان قلنا :إن المستقلين في الماراثون الرئاسي القادم هم الأضعف، والأبطأ في هذا السباق.. فإننا نحصر المنافسة الشديدة بين مرشح المؤتمر الشعبي العام «علي عبدالله صالح» وبين مرشح احزاب المشترك «فيصل بن شملان».. حيث تقف وراء الاخير ثلاثة احزاب قوية، وحزبان صغيران.. الأمر الذي جعلها مجتمعة تنافس المؤتمر الشعبي العام الذي يعد الأقوى في الساحة اليمنية.. إلى حد أشعرته بالحاجة إلى شحذ هممه وبذل جهد كبير في هذه الدورة الانتخابية «رئاسية - ومحلية» وذلك لأنه اليوم يواجه احزاباً متحالفة، وليس منفردة كماسبق. المهم حتى الآن تجرى المنافسة برقي، وحضارية.. رغم المخالفات والانتهاكات من قبل هذا الطرف أو ذاك.. إلا أنها تعتبر انتهاكات طبيعية وتحدث في ارقى الدول واعرقها ديمقراطياً.. والأهم ان النمو الديمقراطي اليوم أقرب إلى النضج عما كان عليه قبل.